حارس الأسرار

17 4 6
                                    

ألمٌ، وراء كل نهاية لا توجد رحمة. لا أعلم ما معنى الرحمة، ولا أدرك قوة العالم الخارجي. أنا هنا، في مكان معزول عن كل ما هو حي. أشعر وكأنني أعيش على كوكب ناءٍ، خالٍ من الحياة، حيث أكون وحيدة مع وحش يستمتع بلعبته الدموية، ولا أرى شيئًا سوى الأطلال من كوكب آخر لا أعلم ما يحتويه، ولا كيف يعيشون فيه البشر.

سبع سنوات قد مرت، وكل يوم يمر كأنه يحمل عذابًا لا ينتهي. أنا على حافة الموت، ولكن ليس الموت نفسه، بل الألم المستمر الذي ينهش جسدي، تاركًا روحي في حالة من التيه. لماذا أظل صامدة؟ كيف يمكن لفتاة مثلي أن تواجه كل هذه الصعاب؟ كيف لفتاة في سني أن تتحمل هذا الكم الهائل من الألم؟ كيف يمكنني أن أستقبل كل هذا العذاب، عندما يُقال لي أنني السبب في موت أمي؟

لكنني سأبقى صامدة حتى آخر نفس. سأحاول أن أكتشف سر موت أمي، فأنا لا أصدق كيف يمكن أن أكون السبب في وفاتها. سأواصل بحثي عن كل ما هو مجهول لي، سابرةً طريق النجاة.

إذا كنتم تسألون عن المفتاح، فأنا لم أكتشف بعد الشيء الذي سيفتحه. في الآونة الأخيرة، أصبح السافل لا يغادر البيت، مما يحول دون استكمال بحثي. لقد مرت سنوات منذ أن توقفت عن العيش في الغرفة المظلمة ، فأنا الآن في العمر الواحد و العشرين، وها أنا قد وجدت مفاتيح النوافذ، وأصبحت قادرة على رؤية النور الذي يشع في وجهي كل صباح. أستطيع الآن استنشاق نسيم الصباح المنعش، رغم أن الساقط لا يعلم بذلك.

أما عن الدفتر، فلم أستطع العثور عليه منذ ذلك اليوم، ولما لم يخرج من القصر لم أبحث عنه بعد. وبالنسبة للطعام، فمنذ أن حصلت على نسخة من مفتاح غرفتي، أصبحت أذهب لتناول الطعام يوميًا. والآن، عندما ينام، أستغل الفرصة للتسلل إلى المطبخ.

لم يكن هو على علم بمفتاح الخلاص، فأنا أستطيع إخفاءه في أفضل مكان. لقد وضعت المفتاح في خزانة أرضية تحت الألواح الخشبية القديمة...

الآن، وأنا واقفة أمام ذلك الباب الذي لم يُفتح بعد، أشعر بشعور متجدد من الإصرار واللهفة. أخيرًا، بعد انتظار طويل، خرج من القصر، ما زاد من حماسي لاكتشاف ما يوجد داخل هذه الغرف.

بدأت البحث مجددًا.  بحثت في جميع الأماكن بقي مكان واحد .. المعطف..

"نعم، نعم، إنه الدفتر!" لقد عثرت عليه أخيرًا، كان مخبأً في معطفه طوال هذا الوقت. رغم بحثي هنا عدة مرات، لم أعثر عليه. "يبدو أن اليوم قد يبتسم لي." فتحت الدفتر، ووجدت فيه الكثير من الرموز والأرقام...

الرقم الأول الذي لفت انتباهي كان منقوشًا على واجهة الدفتر الأحمر، حيث بدأت أركز بتمعن، متسارعة الخطى بعد أن عثرت على الدفتر. "هيا، فاليريا، تستطيعين فعلها!" همست لنفسي بتشجيع، لكن بدا أن الأمر ليس سهلاً.

صفقة الخلاصOù les histoires vivent. Découvrez maintenant