بقايا الأمل

20 3 0
                                    

لا شيء جديد، لا نقطة أمل، كل شيء على نفس الحال منذ ثمانية أعوام. نعم، ثمانية اعوام وأنا أعيش في دائرة من الألم والتعذيب. أنا الآن في العمر الثالثة عشر، لكن الكثير سيسأل عن كيفية بقائي على قيد الحياة، وما الذي يجعلني أتمسك بالحياة بدلاً من الهروب من هذا العذاب.

أولاً، ما يجعلني أستطيع العيش رغم كل هذا التعذيب هو أنني أصبحت قادرة على مقاومة أبي. أصبح لدي القدرة على الصمود بوجهه، لكنه، في ذات الوقت، لم يتوقف عن تعذيبي. رغم أنه أصبح مريضاً في السنوات الأخيرة، مما قلل من شدة تعذيبه لي في بعض الأحيان، إلا أنني ما زلت أتلقى الألم. كان من حسن حظي أنه لم يكن قادرًا على ملاحظتي بينما أسرق نسخة المفتاح للغرفة المظلمة.

ثانياً، ما يمنعني من التفكير في إنهاء حياتي هو المفتاح، نعم، المفتاح الذي يمثل الخلاص.

لقد كنت دائماً، بعد خروج أبي، أخرج من الغرفة بواسطة المفتاح وأبدأ رحلتي عبر الظلام. أبحث وأبحث بلا كلل، يومًا بعد يوم، في محاولة يائسة للعثور على السر الذي قد يغير مصيري. كل زاوية، كل صندوق، كل خزانة قد تكون موطناً للقفل الذي يفتح الأبواب إلى الخلاص.

في أعماق الليل، أكون كالعازف الذي ينشد لحن الأمل في عالم صامت. كل مرة أجد شيئاً قد يثير اهتمامي، أشعر بأنني عثرت على قطعة من الفجر في أعماق الظلام. كل قفل أكتشفه يصبح كطلاسم قديمة، تعدني بنور لم أره من قبل. لكن مع كل محاولة خائبة، يمر الإحباط كالسحاب الكثيف، ليحجب عني نور الأمل.

ومع ذلك، لا أستطيع أن أسمح لليأس بأن يسيطر علي. فكل محاولة، مهما كانت فاشلة، تعزز عزيمتي على الاستمرار. المفتاح، بالنسبة لي، هو أكثر من مجرد قطعة معدنية؛ إنه الأمل الذي يربطني بأحلامي، بوعد أفق بعيد بعيداً عن هذه الحياة المظلمة. في كل مرة أبحث، أتمسك بهذا الأمل كطوق النجاة، حتى لو كان خيطاً ضئيلاً.

لا بد أن هناك قفلاً في هذا العالم الساكن يتناسب مع هذا المفتاح السحري. سأواصل البحث مهما كانت العقبات، لأنني أؤمن أن هناك ضوءاً في نهاية النفق، وأن سر الخلاص يكمن في تلك اللحظة الملحمية التي أجد فيها القفل المناسب، والتي ستحملني إلى عالم جديد، بعيداً عن عذابي.

لكن ما كان يعيق طريقي ويجعلني أتوقف وسط بحر من الأسئلة، هو تلك الغرفة. تلك الغرفة التي تبقى مغلقة أمامي، لا أعلم كيف تكون من الداخل ولا ما الأسرار التي تخفيها جدرانها. إنها تثير فيَّ اضطراباً عميقاً، تجعلني أبحث عن مفاتيحها أكثر من البحث عن الشيء الذي يمكن لهذا المفتاح أن يفتحه.

أشعر دائماً أنني إذا تمكنت من فتح هذا الباب، سأواجه نوراً يشع بعيوني حتى يعجز بصري عن التحديق فيه. لكن السبيل إلى هذا النور هو أن أجد مفتاح الباب أولاً. حاولت كسره عدة مرات، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، وأظل عاجزة عن العثور على وسيلة لفتح هذا الباب المغلق.

صفقة الخلاصOù les histoires vivent. Découvrez maintenant