من قسوة الضلام، إلى نور الفجر

4 2 0
                                    

توجهت نحو الزر بسرعة وضغطت عليه دون تفكير، مستمرة في الضغط بينما كنت ألتفت بفزع نحو الآخر، الذي كان يحاول نزع السكين من فخذه كأنه كائن محبوس في قيد...

"وأخيراً!" نطقت بتحدٍ، وقد فتح الجدار. دخلت بسرعة، كما لو كنت تتنقل بين أبعاد خفية، وبحثت عن أي زر يغلق الجدار، بينما كان الآخر يسرع نحوي. لمعت عيني عند رؤية الزر بجانبي، وبدأت أضغط عليه باستمرار،

وفي اللحظة الأخيرة، أغلق الجدار كأنه سحرٌ قد انتهى في وقته. كان الآخر على وشك الوصول إليّ. نظرت خلفي بسرعة، وحاول هو أيضاً فتح الجدار، ففتحت الباب أمامي بمفتاح رقم خمسة، "إنه الباب السري!" نطقت بحماس، وكأنني اكتشفت غموضًا مدفونًا...

دخلت ثم أقفلته بسرعة قبل أن يبدأ الجدار في الانفتاح مجددًا ويكشف السافل. بدأ يحاول فتح الباب، لكنني تنفست براحة، رغم أن الجو كان خانقًا كأعماق الهاوية. ألتفتت لأجد نفقًا ضيقًا يتسع لشخصين في صف واحد، لكنه كان طويلاً لا يُرى فيه أي نور...

بدأت بالركض دون توقف قبل أن يجد الساقط وسيلة لفتح القفل. ركضت دون أن أسلك لأي اتجاه، رغم وجود ممرات على اليمين واليسار، كأنني أواجه متاهة مجهولة. فجأة، تعثرت بصخرة متوسطة الحجم، مما تسبب في نزول الدم بغزارة من ركبتيّ، وكأنه أثر مسحور قديم. لكنني استقمت وتابعت طريقي...

عانيت من جميع أنواع العذاب ولم أتوقف قط، فكيف لصخرة بهذا الحجم تجعلني أوقف مسيري؟

كان ثوبي الأزرق السماوي ملطخًا بدماء ركبتيّ من الأسفل، وكان وجهي أيضًا ملطخ بالدماء بسبب الضربة على جبيني...

توقفت لوهلة عندما شعرت بدوار شديد وضباب يغطي بصري، كأنني أواجه سحرًا قديمًا. لكن ما جعلني أركض بسرعة مرة أخرى هو صراخ قريب جدًا، لكنه في ذات الوقت بعيد قليلًا، كأنه صرخة من عالم خفي. "أيتها السافلة، سأقتلك ولن أدعك ترين النور ثانية!" ردت على كلامه بضحكة جانبية واستهزاء، "أيها الجاهل ، وكانني كنت أعيش طوال حياتي في النور!"

ما جعلني أوسع عينيّ بصدمة للمرة الخمسين ،وأسرع أكثر ،كان سماعي لصوته على الهاتف بينما كان يجري، "إنها متجهة نحو المخرج وسط الغابة، لا تدعها تفلت منكم!" بدأت نبضات قلبي تتسارع، وواصلت الركض بكل ما أوتيت من قوة، كأنني هاربة من لعنة خفية..

"لقد أمر حراسه بأن يعترضوا طريقي؛ إن لم أسرع، فستكون نهايتي." نطقت بينما كنت أسرع وكأن قدميّ تمتلكان عجلات سحرية. بدأ نور القمر يظهر في نهاية النفق، يتسلل إلى الداخل بخفة. توقفت أمام الباب، ثم مغمضة عينيّ نطقت، "يا إلهي، اجعل هذا الباب يفتح دون أي عقبات."

صفقة الخلاصOù les histoires vivent. Découvrez maintenant