.
.
.
.
بينما كنت ألتصق بالجدار، كأنني شبح خائف يتجسس على الحراس الذين لا يزالون يبحثون عني، شعرت بنبضات قلبي تتسارع كأنها دقات طبول في معركة لا مفر منها. فجأة، سمعت صوتًا هادئًا خلفي."عزيزتي... هل اشتقتِ إليّ؟"
تجمدت في مكاني من الرعب، وشعرت بيد قوية تمسك بكتفي، وكأنها تثبتني في الزمن. لم أجرؤ على الالتفات، كأنني في مواجهة مع الشيطان نفسه. لكن غريزة البقاء تغلبت، فرفعت ساقي بسرعة وضربت ما وراءي بقوة جعلتني أشعر وكأنني أخرجت كل الخوف من داخلي. وعندما التفتّ، رأيت الفتى المزعج ملقى على الأرض يتألم، أدركت حينها أنني قد وقعت في مصيبة جديدة.
"يا إلهي، أيها الوغد... لقد أفزعتني!"
قلت بنبرة مشوبة بالذعر والندم في آن واحد، واتجهت نحوه لأساعده على الوقوف. تكلم وهو يأنّ من الألم..
"حقًا، كنت أعلم أن لقاؤنا سيكون مميزًا، لكن لم أتوقع أن يكون بهذا العنف!"
ابتسم بسخرية رغم ألمه، ومد يده ليمسك بيدي.
"إنه مجرد خطأ"،
قلت بهمس وأنا أمد يدي إليه، لكن لحظة تماس يدينا كان لها وقع غريب. حاول النهوض، ولكنه سقط مجددًا، وللأسف، سقطت معه لأجد نفسي فوقه تمامًا.
أخذ يبتسم بجرأة.. "أوه، يبدو أن الأقدار تريدنا قريبين أكثر."
كان صوته مليئًا بالثقة، وكأن الموقف كان مخططًا له بدقة ليجعلني أرتبك.
شعرت بأن وجهي احمر من الغضب والإحراج في آن واحد. حاولت السيطرة على مشاعري، لكن الأمر كان أصعب مما توقعت.
"أبعد يديك عني!" قلت وأنا أحاول النهوض..
لكن يديه كانت متمسكة بي بإحكام.
"لن أفلتكِ حتى تعترفي أنكِ كنتِ تشتاقين لي،"
قال بابتسامة متكلفة، وعيونه تثبت نظرتها على وجهي، وكأنه يقرأ أفكاري.
في تلك اللحظة، شعرت بأنني بدأت أفقد السيطرة على موقفي. كان قلبه يخفق قريبًا جدًا من قلبي، وبدأت أشعر بدفء غريب يتسلل إلى داخلي، شيء لم أكن معتادة عليه. أخيرًا، قررت أن أضع حدًا لهذا الموقف المحرج، فقمت برفع يدي قليلا وصفعته بخفة.
"هذا هو اعترافي!"
قلت بلهجة تحدٍ وأنا أنهض بقوة، تاركة إياه على الأرض مجددًا. شعرت بارتياح مؤقت وأنا أبتعد عنه، لكن ارتياحي تبدد بسرعة عندما لاحظت ابتسامته التي لم تختفِ. كان يحدق بي وكأنه قد حقق انتصارًا لم أدركه بعد.
VOUS LISEZ
صفقة الخلاص
Mistero / Thrillerفي ظلام الليل، تقف الروح ضائعة، تبحث عن نور، لكن الأمل خافتا. أبصارٌ عمياء في الليل الساكن، تنشد الفجر، حيث كل شيءٍ باهت. في ظلام الليل، يسكن الحزن العميق، كظل قاتم على قلبٍ شقي. دمعٌ يتسلل، كنجوم تائهة، في بقايا الهدوء، تبقى الروح شقية...