ارواح محترقة

9 2 3
                                    

مع بداية شهر نوفمبر يبدأ الطقس فى اظهار جانبه العدوانى حيث يضرب الصقيع كافة الارجاء ،الا ان البعض لا يبالى من سكان قلعة بلوفانج.

كان تشارلز يجلس فى المساء هو وادريان والسماء ملبدة بالغمام فتهب الرياح الباردة وتجعل نيران الموقد تتراقص في الحديقة المظلمة ليلا، وبينما ضيفهما ماركوس المشعوذ ينتفض من البرد ويحاول النفخ في كفيه ليدفئ نفسه.

كان ماركوس يقرأ أوراق التاروت لادريان ويتسامرون على ضوء القمر الذي يظهر من حين لاخر على استحياء بين الغيوم الرمادية الكثيفة، يترك ماركوس الأوراق من يده ويرتشف سريعا بعض من شرابة الساخن ليدفئ نفسه ثم يعود لشرح ما تعنيه الأوراق لادريان الذي كان يبدي انتباه كبير و استمتاع بجلسته تلك.

فى ذاك الوقت عبرت سيارة ميليسا بوابة قلعة بلوفانج وخرجت منها تمشي علي مهل وعيونها مركزة على تشارلز الهادئ فأبتسمت ومرت بالجالسين فحيتهم جميعا ثم توجهت للأعلى.

ابتسم تشارلز فى سخرية : لم لا تقرأ لى حظى؟ اظن اني سوف احظى ببعض المرح الليلة صحيح؟ أو كما ستقول الاوراق اللعينة، ان كان اصلا هناك من يصدق فى سخافتك تلك.

قطب ادريان جبينه : تشارلز لا تكن قاسيا عليه، لقد اخبرنى عدة امور وقد حصلت بالفعل، كما أن الأمر مثيرا للاهتمام حقا.

ماركوس بصوت مرتعش : اترى يا سيدى انا لست بدجال، يمكنني حتى أن اثبت لك ان شئت.

ابتسم تشارلز بطرف فمه : انه يقول امورا منطقية ايها العبقري، يبقيك على الحياد فهو لن يتعمق في التفسير كما يزعم الا ان كان يعرفك حق المعرفة ليستغل معرفته تلك في خداعك، على سبيل المثال سوف تطيح بعدو ما، هذا طبيعي لانك لا تخسر معركة دخلتها مهما كان خصمك قوى، ثم يقول ستقابل فتاة حسناء، اوه بحقك إدد ان شغلك الشاغل اصلا هو النساء، لا أظنك تبحث عن شيء في يومك اكثر منهن، انك زير نساء يا عزيزى.

ضحك ادريان ضحكة مدوية وخبط علي كتف تشارلز بقوة ممازحا اياه، ضحك الاثنين وما زال ماركوس يرتجف من البرد ويلصق عظامه ببعض لينعم ببعض الدفئ، فصب له تشارلز كوب شاى آخر وربت على كتفه الهزيل بسخرية.

ضيق تشارلز عينيه مبتسما: حسنا ،ليس لدى الكثير من الوقت لأضيعه معكما، فهناك أمور أخري بحاجة للاهتمام بها، ونظر نحو نافذة غرفته التى كانت ميليسا تطل منها.

نهض وحرك الطاولة فسقطت بعض الأوراق من عليها فارتعب ماركوس وامسك بيد تشارلز بقوة وبنظرة محذرة.

توتر ماركوس : سيدى ،عليك بالحذر الامر جدي، سوف تتعرض للخيانة من أحد أولئك المقربين منك،كن حذر ارجوك.

ضحك تشارلز بسخرية وأطاح يده بعيدا: كف عن تراهاتك تلك أيها المشعوذ المعتوه ، وكأننى لا اعرف من يولينى ولائه هنا ، لا أحد هنا يستطيع خيانتى ولا أعلم بأمره، ولن يدخل قلعتي أحد اشك به.

بريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن