تهبُّ نسماتٌ باردة في رواق المنزل المظلم محرّكة خصلات شعرها المبعثر بعشوائية،جالسة على الأرض تسند ظهرها إلى الجدار البارد و ذراعاها تلتفان حول ركبتيها كطفلة باكية، بينما شردت بعينيها في الظلام الدامس، محاولة ردع كلّ تلك الأفكار السلبيّة التّي تخامر ذهنها فتدور فيه بوتيرة سريعة تثقله بأفكار سوداويّة.
التفّت حول نفسها معانقة جسدها أكثرعندما هبّت ريّاح قويّة في الرواق و كأنّها تحاول عبثًا أن تجد بعضًا من الدفء داخلها،
لامست أصابعها الباردة بطنها العاري فسرت القشعريرة في جسدها.
تعضّ شفتها السّفلية بغضب عندما تذكّرت كلماته القاسية إليها، تنقبض قبضتاها بلا وعي ضاغطة بأظافرها على بطنها كاتمة صرخاتها التي تدور داخلها منذ شهرين.
صمت ثقيل يملأ المكان،
كسرهُ صوت عمتها يناديها من احدى الغرف المجاورة للرّواق البارد،
" جوليا...أيّتها الخنزيرة الباكيّة أين أنتِ؟!"
تنهّدت ثم أجابتْ بصوتٍ يكاد يُسمَع بينما كانت تحاول أن تستقيم بصعوبة
" قادمة"
دخلت الغرفة لتشدّها عمّتها من شعرها المبعثر و مقربةً جوليا اليها تحت صرخاتها و ترجياتها
" عمتي هل جننتي...أتركيني...ابتعدي عنّي...عمتي...أرجوكي"" بالطبع سأجنّ! كيف لالذي يملك ابنة أخٍ مثلكِ أن لا يجنّ؟!
صرخت العمّة شادّة إياها من شعرها بيمناها بينما تسلّلت اليسرى الى جيب بنطالها لتخرج اختبار حمل و تهمس في أذن جوليا التي فتحت عينيها في صدمة
" ابن منْ الذي بين أحشائكِ أيّتها السافلة؟!"و تضطرّ جوليا أخيرا لإخبارها بقصّة تايهيونغ بعد تهديد عمّتها لها بأنّها ستخبر والدها بأمر الطفل إن لم تبح لها بسرّها...
" لا أصدّق! أنا لا أصدّق ما فعلتيه جوليا!
كيف لذلك الجرذ ابن الأغنياء أن يوقعكِ في فخّه؟!
ظننتكِ عاقلة جوليا!"" آسفة"
"لما لم تخبريني بالأمر؟! لما واجهتِي كلّ ذلك لوحدكِ؟!"
" لقد خفت! خفتُ أن تكون ردّة فعلكِ عنيفة أو أن تخبرِي والدي بالأمر! إن علم بذلك سوف يصاب بجلطة قلبيّة حتما و أنا لا أستطيع تحمل الم بعد شخص آخر عمتي!"
" لما لم تفكري في كلّ هذا قبل أن تصدقي ذلك الجرذ الغنيّ؟"
"آسفة"
تمتمت مطأطئة رأسها الى أسفل خجلا" أهذا كلّ ما تستطعين فعله؟ الاعتذار؟ لو كنتُ مكانكِ لإنتقمت منه شرّ انتقام"
" أتظننين أنني لم أفكر بالأمر عمّتي؟!
لقد فكّرت...
و خطّطت...
لكنّ بعد كلّ شيء، تيقّنتُ أنّي غير قادرة على المساس و لو بشعرة من شعره الذهبي!"
شكت بقلّة حيلة" صحيح، أنتِ غير قادرة ...
لكنّه قادر على ذلك جوليا!"
همست بمكر مؤشرة على بطن الجالسة بجانبها" هل أخبر تايهيونغ بأمر الطفل؟
و ماذا إن لم يُرِده؟!
و ماذا إن أرغمني على إجهاضه؟!"" و لهذا علينا إعلام شخص يريد هذا الطفل، و في نفس الوقت يملك سلطة على ذلك الجرذ القذر!
و ستتزوجينه غصبًا عنه، و حينها فقط يبدأ الإنتقام الحقيقي!"—————————————————
انتهى البارت 24
مع 421 كلمة- استمتعن!🧚🏻♀️-
![](https://img.wattpad.com/cover/346197982-288-k327559.jpg)
أنت تقرأ
Cup of tea // ヌの威
Fiksi Penggemarتَبحثُ أنيلاَّ عنْ شخْصٍ يدْعُوها على كُوبِ شَاي فيَقع إخْتيارُها على ضابطٍ صارمٍ و مُتعَجرف، تُحاولُ بشتّى الطرق إيقاعِه في شِراكِها فهل ستنْجَح؟ كَيْفَ يُمْكنُ لِكوبٍ من الشَّاي أن يَقلِبَ حيَاة كلٍّ منْ أَنِيلاَّ و جيمِين رَأسًا على عِقب ؟ "هيّ...