قبسات

24 7 2
                                    


{إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}
~●~■~●~

تمثلت بهذه الآية وأنا أكتب هذا الفصل فقد جمعت بعض الأسطر التي مررت بها في الأيام الخالية التي تشهد بتاريخنا من كتب شتَّى ولو كانت بعضها بالية

هي كثيرة جداً جداً ولكني سأكتفي بأربع لكي لا أطيل الصفحة
ولا يمل فيه القارئ وهي أيضاً بوابة لمن أراد التبحر في هذا الباب

┓─━━━━∙⊚①⊚∙━━━━─┏
"لا يوجد في الدنيا مدرس في جامعة أو مدرسة يتجرأ أن يقول لتلامذته ما يعرفه كل مؤرخ أن العرب أقاموا مدنية من أعظم مدنيات العالم، وأن شارل مارتل وجنده لصوص خراب متوحشين وبربرين، وأن عرب اسبانية لو تجمعوا في فتح أوروبا وبقوا فيها قرنين وأقاموا فيها مدنيتهم كما فعلوا في اسبانيا لكنا الآن متقدمين خمسة قرون أكثر مما نحن عليه اليوم، ولا يستطيع عادٌّ أن يعد مقدار الدماء والدموع والفاقة والعدوان التي سببها ذلك الظفر المبين الذي ناله شارل مارتل في السهول التي بين تور وبواتي."

*يقصد معركة بلاط الشهداء التي هُزم فيه المسلمون*

-البروفيسور جوزيف ماك كيف-
-مدينة العرب في الأندلس-
-ص ٣١-

┛─━━━━∙⊚◉⊚∙━━━━─┗

┓─━━━━∙⊚②⊚∙━━━━─┏
"كان الأمراء المتحمسون لتحسين تجارتهم يقدمون أفضل استقبال وكريم المعاملة للرجال الذين سيطروا على طرق التجارة الرئيسية في العالم المتحضِّر،

كانوا رجالاً ملتحين يلبسون قمصاناً طويلة ويصطفون للصلاة في أوقاتٍ محددة داخل بناء مستطيل الشكل لا يحتوي على أية تماثيل دون أن يلتزموا بأي أشكال طبقية في منظر زالت غرابته تدريجيًّا مع مرور الزمن."

-مؤرخ هندي يصف نظرة الهندوس-
-تاريخ الهند المفصل-
-ج ٥ ص١٣٩-

┛─━━━━∙⊚◉⊚∙━━━━─┗

┓─━━━━∙⊚③⊚∙━━━━─┏
"تحوَّل كثير من المسيحيين واليهود إلى الإسلام على مر العصور والقول بأن الإسلام قد فرض عليهم بقوة السيف هو مجرد أسطورة، فقد كانت الدول الإسلامية تفضل بقاء السكان المغلوبين على غير دين الإسلام لأن عليهم في تلك الحال أن يدفعوا ضريبة إضافية (الجزية) بدلاً عن الخدمة العسكرية، في واقع الأمر قصَّر الحكام المسلمون، والمسلمون بشكل عام فيما يتطلبه الإسلام إلا أن الإسلام تاريخياً
كان أكثر الأديان قبولاً وتسامحاً."

-الدكتور ويليام بولك-
-الصليبية والجهاد-
-ص٥٦-

┛─━━━━∙⊚◉⊚∙━━━━─┗

┓─━━━━∙⊚④⊚∙━━━━─┏
"كان المستشفى المنصوري آية من آيات الدنيا في التنظيم والترتيب، جعل الدخول إليه والانتفاع منه مباحاً لجميع الناس من ذكر وأنثى وحر وعبد وملك ورعية،

وجُعل لمن يخرج منه من المرضى عند برئه كسوة،
ومن مات جُهِّز وكفن ودفن،

وعُيِّن فيه الأطباء من مختلف فروع الطب، كما وُظِّف له الفراشين والخدم لخدمة المرضى وإصلاح أماكنهم وتنظيفها وغسل ثيابهم وخدمتهم في الحمام، بحيث كان لكل مريض شخصان يقومان بخدمته، ولكل مريض سرير وفراش كامل، وأفرد لكل طائفة من المرضى أماكن تختص بهم،

ورُتِّب فيه مكاناً يجلس فيه رئيس الأطباء لإلقاء دروس الطب على الطلبة، ولا يخرج منه كل من يبرأ من مرض حتى يُعطى كسوة للباسه ودراهم لنفقاته حتى لا يضطر للالتجاء إلى العمل الشاق فور خروجه."

-الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله-
-من روائع حضارتنا-
-ص١٤٤-
*
"إن المستشفيات العربية ونظم الصحة في البلاد الإسلامية الغابرة لتلقي علينا الآن درساً قاسياً مرًّا لا نقدره حق قدره إلا بعد القيام بمقارنة بسيطة
مع مستشفيات أوروبا في ذلك الزمن نفسه."

-المستشرق الألماني ماكس مايرهوف-

┛─━━━━∙⊚◉⊚∙━━━━─┗

لم أُرِد في هذا الفصل إلا أن أنير ظلمات حاضرنا بقبسات ماضينا لنضيء طريق المستقبل
أو على الأقل لكي لا نفقد الأمل
مع أني لا أحبذ الاقتباس من الغرب ولكن من باب قول العرب:
شمائلٌ شهِد العدو بفضلها
والفضل ما شهدت به الأعداء

زخارف العقولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن