الشجاعة و[الإقدام] بين العفو و[الإعدام]

41 7 32
                                    

اللهم أنت المأمول لأحسن الخَلَف وبيديك التعويض عما تلَف
فافعل بنا ما أنت أهله ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
فإن أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك.

قبل أن تشرع في القراءة وتتهم براءة هذه الكتابة
اقرأ فصول قوميات لتفهم الأحداث والمجريات
...................

أبيي...
أبيييي...
يا أبييييي....
قال الرجل في وجل: ما بكِ يا ابنتي ماذا حصل؟!!
الطفلة وقد اختلط شهيقها وعلق ريقها: لقد... لقد قبض الجنود.. على.. العم العجوز من بين الحشود.
الرجل: أي عجوز؟ أتقصدين الشيخ أبا العباس؟!.
الطفلة: نعم.. ويقولون أنه قد يُعدَم ولن يسلَم.
فنهض الرجل مسرعاً لكبير القوم مبلغاً...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

اقتادني الجنود مع خصمي الحقود إلى الوزير حتى مثلت أمامه كصِفة الأسير وأنا لا أقوى على أن أقف بدون عكازي أو أسير، فتحدث ذلك الوزير كأنه الأمير قائلاً: قد بلغني حديثكما وما أحدثتماه، فكيف ستبرئان نفسيكما مما اقترفه لسانيكما؟!

فتحدث الفتى بمكرٍ على فكره أتى قائلاً: أدام الله القدير بمنه الكثير لنا الوزير ذخراً ونصراً للعشير، والله ما قلتُ قولي ذاك، حتى أُظهِر -جعلني فِداك- ما جهله عِداك، من أصلنا الكريم وفخرنا القديم، وهتك بهتانه على أجدادنا الذي طرق بابنا وأنت أيها الوزير تعود لأصلنا وتعلم قدْرَنا.

فانتشى الرجل ببيانه انتشاء السكران في ايوانه واستوى في أعطانه وقال: وأنت يا أبا العباس ألا تكف عن نشر الفتنة بين الناس وأنت تطوف بهذا اللباس؟! وكم غضضتُ بصري عن أفعالك، حتى أصبحَت أفعى لك.

فغضبتُ وأجبتُ: أرغم الله هذه المعاطس وأغار عليها كلَّ ليثٍ عابس، أترميني بدائه الذي كان بأرضه وفنائه؟!،
تالله إن الحق أبلج ولكنك اتخذت الباطل منهج فأصبحتَ في حُكمك أعوج واتخذت الحمية مركباً فقادتك إلى الدنية حتى قمتَ مع هذه النطيحة بسوء نية، ولكن هيهات إن كنتَ تقف هنا مقام القاضي فربِّي قد تولاني في الحاضر والماضي والله نصيري يوم التقاضي.

فارتفعت أنفاسه وانتفخت أوداجه وتعكر مزاجه حتى ظننتُ أنه سيتجاوز بالحيف ويضربني حالاً بالسيف
وما كاد ينطق بظلمه إلا قد دخل علينا أحد خدمه، وقال: سيدي إن أمير المؤمنين قد عاد للبلاد ويطلبكم ليسأل عن أحوال العباد ونتاج الحصاد.

فقال الوزير وقد ارتعدت فرائصه: سآتي حالاً، جهزوا فرسي وفكوا وثاق الفتى وارموا بهذا الشيخ المتغطرس، في سجن الروم الذي بناه المقوقس، إلى أن يُطمس اسمه وبعدها سأمحو رسمه.

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<

قال الرجل باستنكار: ماذا تعني بأن نتركه؟، عارٌ علينا أن لا ننصره.
فأجاب كبير القوم ببرود وجمود: إنه شيخٌ هرم ولا أستبعد أنه ممن عاصر سيل العرم حتى أكل عليه الدهر وشرب والموت أقرب إليه مِنَّا، ومع ذلك لا أنكر أن له علينا فضلٌ ومِنَّة.

زخارف العقولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن