في كل حضارة وأقوام ثقافة وتقاليد وعادات خاصة بهم
بعضها غريبة وغيرها طريفة
لكن في غالب الأحيان
تكون أصل وسبب تلك العادات أساطير وخرافات
عموماً لكي لا أطيل وأدخل في كل ثقافة وأسبابها
سأختصر هذه الصفحة بثقافة وعادة عربية جميلة جداً
ربما لا يعلم عنها أكثرنا
ألا وهي [-الكُنَى-]
نعم يا سادة هذه ثقافة عربية خالصة ولا يوجد لها نظير
في أي ثقافات العالم على مر العصور
فنحن كعرب غالباً ما ندعو الشخص بكنيته أبو فلان وأم فلانة
وهذه من سنن وحكمة العرب
إذ قالوا: "بادروا أبناءكم بالكنى قبل أن تغلب عليهم الألقاب"
ورسول الله كنى بعض الصحابة الذين حتى لم يتزوجوا
فمنهم الشاب صهيب الرومي عندما أتى المدينة مهاجراً وترك كل أمواله ومتاعه لكفار قريش استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: ربح البيع أبا يحيى!.
فمنذ ذلك اليوم كان يكني نفسه بهذا الاسم
وأبو حفص كنية عمر بن الخطاب وليس عنده ولد بهذا الاسم ولكن كناه رسول الله أول مرة في يوم بدر إذ قال: يا أبا حفص أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف؟!.
يا إلهي لا أعلم لما دائماً أستطرد وأطيل الحديث هكذا
فالنقطة التي أرغب في ايضاحها أن العرب لم يقتصروا بتكنية أنفسهم فقط، بل تعدى ذلك إلى الجمادات والحيوانات..!!
ومن بعض الأمثلة
الأسد يكنى: أبو الأبطال، أبو العباس، أبو الأشبال، أبو حفص
لديه ما يقارب ٣٥٠ اسماً وكنية وقال البعض أنها تصل ل٥٠٠
الجمل: أبو أيوب
الخيل: أبو شجاع
الحمار: أبو صابر
الضبع: أم عامر
كما قال الشاعر
ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله
يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم عامرِ
الضب: أبو حسِل
الكلب: أبو بصير
الثور: أبو فرقد
الثعلب: أبو الحصين
الجرادة: أم عوف
الخبز: أبو جابر
لأنه يجبر كسر الجوع
الحرب: أم قشعم
قال الشاعر
فَخَرَّ صَريعاً لليدين وللفَمِ
إِلى حيثُ أَلقَتْ رحلَها أُمُّ قَشْعَمِ.
الكبَر والهرم: أبو مالك
لأنه ملكه وغلب عليه
الموت: أبو يحيى
الخمر: أم الخبائث
له أسماء وألقاب كثيرة جداً لكن هذا أصدقهم
حتى ابليس قاموا بتكنيته بأبي مُرَّة
ذكره ابن القيم في كتاب الصواعق وذكر ابن الأثير في تاريخه أن كنيته أبو الحارث
أعطيتكم أمثلة مما جمعته من كتب وأبيات متفرقة هنا وهناك وللأسف لم أجد كتاباً يجمع كل تلك الكُنى في مجلد.
أما بخصوص كُنى وأسماء الحيوانات يمكنكم مراجعة كتاب
[حياة الحيوان الكبرى]
للدميري
ستجدون فيه أغلب أسماء الحيوانات
وكُناها وقصصها وفضائلها وعيوبها والأحاديث الواردة فيها
* ملاحظة *
الكتاب ممتع من ناحية اللغة وبعض القصص ولكنه يحتوي على كمية محترمة من خرافات الصوفية
فلا تجرب الأدوية التي يقول لك أنها مجربة ونافعة
لأن المؤلف مات غفر الله له فليس هناك إمكانية لمقاضاته
في المحاكم الدولية
وتأكد أيضاً من صحة الأحاديث التي يذكرها.
●●•●●
كتبت هذه الصفحة من باب المتعة والفائدة
ولكي يفهم القارئ ما أقصده عندما أذكر كنية شيء ما في بعض الأحيان
