🦋 الفصل الخامس 🦋

14 3 0
                                    

صَدَقَ الذِي باللّٰهِ أَقْسَمَ قائلًا:
‏ بالفَقْـــدِ تُدْرَكُ قِيمَةُ الأشياءِ.

_منقول


••••••••••○●○••••••••••

:لا يمكنك تركي هنا والرحيل
هذا ما نطقت به وهي تتشبث بذراعه برعب

القى عليها نظرة سريعة وهو يستغفر في سره وفي رأسه إعصار يسحق كل أفكاره .. كي ينجو بحياته خالف مبادئه وضحى بكل شيء يملكه وهاهو تائه في الطريق لا يعلم أين يذهب وخلفه هذه التي لا يعلم كيف سيستطيع الخلاص منها

وقفت أمامه تمنعه من التقدم لتهتف:
إن كنت ستلقي بي هنا فلما وافقت على الزواج واخذي معك

فتح عينيه بذهول قائلاً:
أنتي أيتها المجنونة من هذا الذي ألقى بك هنا ؟ .. ها نحن نسير منذ ما يقارب الساعتين وأنتي تسيرين خلفي بعد أن نجونا بأعجوبه من براثن أهلك ..

سار لخطوتين ثم عاد أدراجه هاتفاً بشيء من الحدة:
ثم أنني لم أقبل بالزواج أنا أُرغمت عليه كي أنجو بحياتي

إن كان يظن بأنه هكذا قد جرح مشاعرها فهو مخطئ كلماته هذه ليست شيء بالنسبة لها .. اعتادت سماع أكثر الكلمات قسوة ولم يرف لها جفن لذا اسرعت تسير خلفه بعد أن وجدته يسير بخطوات سريعة بعض الشيء وبضجر هتفت:
ومن أخبرك بأني كنت أذوب بك عشقاً لأوافق على هذه الزيجة

لم يلتفت ولم يأبه لكل تلك الكلمات التي تهذي بها .. اعطاهم سيارته وقام بتحويل كل النقود التي يودعها في حسابه الشخصي وهاهو يسير إلى المجهول مع هذه المسيحية .. لا يعلم أين سيذهب بها او ماذا سيقول لوالدتة عندما تسأله

:أنت أيها النحيل .. لم تخبرني ما إسمك .. و من أي مجاعة أنت قادم
وقف وهو يحدق بالسماء بقلة حيلة .. اخذ نفس عميق ثم التفت إليها بهدوء وهتف بتهديد:
أقسم بأني إن سمعت منك حرف واحد سأنتزع لسانك هذا
مطت شفتيها بإستهزاء تقول بلا اكتراث:
بوجهك البشوش هذا ما عساك أن تفعل

حدق بها لثواني يحاول إستيعاب هذه الفتاة ماكل هذا البرود وعدم الإكتراث .. كاد يموت بسببها وفشلت مهمته بسببها خسر سمعته وسيخسر عمله دون أدنى شك وهي تتصرف بقلة الإحترام هذه ..  إلتفت إلى الجهه الأخرى وهمس بعجز:
حسبي الله ونعم الوكيل

مرت ساعة أخرى وهما لا يزالا يسيران لم يجدا أي سيارة توصلهما إلى وجهتهم .. مرت ساعة أخرى وهما يقفان أسفل اشعة الشمس المحرقة وبصعوبة استطاع فارس الحصول على شاحنة نقل بضائع متجهه إلى مدينته ..

لاحظ الرفض من نظراتها ولكنه لم يأبه لها ولم يدع لها فرصة للحديث والإعتراض .. بل صعد من فوره وصعدت خلفه عندما وجدت الشاحنة تتحرك

بجانب صناديق الفاكهة جلست وهي تشعر بالإشمئزاز تنظر في الارجاء وشعورها بالغثيان يتفاقم .... نظرت إليه لتجده ينظر إلى العدم بشرود .. وللتو ادركت في أي مصيبة أوقعت هذا الشاب بسبب غباءها ..
لم تخبر عمها بأن ما حدث كان بسبب إبنته فلم تكن تريد هي البقاء وعزمت على الرحيل بأي طريقة فلم تنفي أي تهمه وجهوها لها بل تبنت كل افكارهم السيئه عنها وكادت تودي بحياة هذا المسكين ..

أفر منك ألوذ إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن