🦋الفصل السادس🦋

12 4 2
                                    

‏‎ربَّاه عونَك فالأمواجُ عاصفةٌ
ومركبي تائةٌ والبحر مسجورُ
منّي اجتهادٌ وسعيٌ في مناكبها
ومنك يا ربّ توفيقٌ وتيسيرُ

_منقول

••••••••••○●○••••••••••

لم تفهم والدته شيء لتنظر إلى إبنها بنفاذ صبر فلم يكن بوسعه إلا قول الحقيقة:
إنها زوجتي

تحسست سلمى جبينه وهي تهتف بذهول:
حرارتك معتدله عزيزي .. لما تهلوس ؟!

لاحظت انه ينظر إلى مريم التي كانت تنظر إليه بهدوء لتكمل سلمى:
هي كانت تسألك عن الفتاة .. لم تكن تحدثك عن مريم .. جميعنا نعلم بأنها زوجتك شرعاً .. هي تق...

قاطعتها والدتها التي قالت بهدوء:
هو يعلم جيداً عن ماذا نتحدث ..

نظرت سلمى إلى الفتاة بذهول .. كيف تزوج شقيقها ؟ ولما ؟ وماذا عن مريم؟ كيف يفعل هذا ؟! واي مبرر سيشفع له عندها ؟ هل يقرر الإنفصال عنها أم ماذا ؟ ما تعلمه هو انه يحب مخطوبتة فما الذي تغير؟ وهل سافر حقاً من أجل العمل أم أنه كان عذر لا أكثر ؟!

إلتفت فارس إلى سلمى يشير إليها أن تأخذ الفتاة إلى الداخل وبالفعل طلبت منها أن تنزع حذاءها المتسخ وتدخل معها ولم تعارض الفتاة فقد كانت منهكه وتشعر بالتعب

تنحنح فارس وهو يحاول الهروب من نظرات مريم:
من الضروري أن نتحدث ..
لاحظ نظرات عدم الرضا من والدته التي هتفت:
انتظركم في الداخل

ابتعدت تاركه لهما فرصه الحديث .. عليه إقناع الفتاة بحجته وإلا سينتهي كل شيء بينهما .. عليه التحدث معها اولاً  فهي أكبر المتضررين .. هي لا تعلم إن كان الواقف أمامها هو إبنها فارس أم لا !! .. لديه أسباب بالتأكيد .. إبنها لا يفعل شيء كهذا .. سيبرر لها بلا شك وقد تعذره هي تعلم

لم تتحدث بقيت صامته تنظر إليه بخيبة أمل كبيرة ... كيف يفعل هذا بها .. كيف يخونها .. لا تهمها اسبابه تهمها النتيجة وهو أنه تزوج وخانها

اقترب منها خطوة ليجدها تنحني ملتقطه نقابها الذي كان قد سقط منها عندما أتت لتستدير ناظرة إلى المرآه المعلقة على الحائط بجانبها ...

حمدت الله مئات المرات في سرها وهي تعدل وضعيه النقاب على وجهها وتخفي عيونها الدامعة اسفله .. تحسست بنصرها لتنزع خاتم خطوبتهم ولكنها تذكرت بأنها ذهبت به إلى الصائغ ليقوم بالكتابة عليه ..

إتجهت إلى الباب لتغادر ولكنها توقفت عندما وجدته يهتف بهدوء:
لا تتسرعي .. لدي أسبابي
قبضت على مقبض الباب بقوة تحاول أن تستمد منه القوة وكم تمنت ان تصبح كهذا الباب لا مشاعر ولا احاسيس لكن دموعها تمردت وسقطت عنوة ...

أسبابها التي تجبرها على الرحيل أقوى من أسبابه التي أجبرته على الزواج.. هنا تقف كرامتها خلف الباب .. هناك خلف الباب ينتظرها حزنها ودموعها .. تنتظرها عزة نقسها على عكس ما يوجد خلفها هي .. في الخلف توجد خيبة أمل كبيرة وخذلان مرير وضعف وانكسار .. يوجد فارس وزوجته في الداخل .. خلفها هي يوجد فارس ومبرراته التافهه .. وأسبابه الأتفه

أفر منك ألوذ إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن