🦋 الفصل التاسع 🦋

14 3 0
                                    

‏‎"كل ما اقتربت من حافة اليأس والقنوط تذكرت السؤال الكبير في القرآن : "فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ"  فأشعر وكأن هناك باب كبير يوشك أن يُفتح، وضوء يقترب ليطرد كل هذا الظلام."

••••••••••○●○••••••••••

يبدوا بأنه كتب في قدره الهرب والتشرد منذ أن عرف هذه الفتاة .. هاهو اليوم يفر معها هرباً من الشرطة التي تلاحقة .. فقد قام رئيسة السابق في العمل بالتبليغ عنه عندما انقضى الشهر ولم يقم بسداد الشرط الجزائي وهو مبلغ كبير لا يقوى على سداده .. هو لا يعلم اساساً لما فرضه عليه وكأنه يعاقبه على فشل مشروعه الذي لم يبدأ بعد

اتصل به قصي وأخبره بأن منزله قد طوقته الشرطة وأن عليه الهرب فتلك ليست الشرطة العادية بل هؤلاء من تلك المليشيات الذين يحكمون بلدهم الأن وإن قامو بالقبض عليه سيمحونه من السجل المدني ولن يعثروا عليه حتى وإن كان لايزال حياً .. لذا عليه الهرب وهو سيبقى بجانب أهله ولن يسمح بأن يصيبهم مكروة .

التقى به عند مخرج المدينة وبصفته ولي أمر سلمى قام بتزويجها قصي ليبقوا تحت حمايته والذي وعده بأنه سيتجه بهم إلى مدينة أخرى أكثر أماناً ..

اعطاه قصي بعض المال وطلب منه أن يتجه مع زوجته إلى إحدى المناطق الريفية البعيدة إلى أن تهدأ الامور ومن ثم سيجمعه بعائلته ... لم يكن فارس يملك خيار سوى الموافقة .

بين ليلة وضحاها انقلبت حياته وأصبح مطلوب القبض عليه وهاهي الليلة الثانية التي قضاها بعيداً عن أهله برفقة نذير الشؤم (ميس) .

لم تكن نظراته لها مطمئنه البته فكم ود إبتلاعها لذا تحاشت الحديث معه .. لم تصدر صوت منذ أن جرها خلفه كالماعز يتنقل بها من مكان لأخر .. ولكن أن الأوان لتتحدث:
فارس

لم يلتفت إليها حتى بل ظل يراقب النجوم في السماء كعادته منذ أن أتيا إلى هنا يصعد إلى سطح هذه الغرفة التي اعطاهم إياها أحد اقرباء قصي والذي قد اوصاه عليهم ...

أعادت الكره تناديه بحذر إلى أن التفت إليها لتقترب منه تجلس بجانبه هاتفة بتوتر:
أنا خائفة

زفر بتعب ونطق بهدوء:
مما تخافين؟ أغلقي الباب ونامي .. هنا المكان آمن

صمتت تداري غصتها بينما هو هتف بهدوء:
أترين إلى أين وصلنا ؟ أنا لا ألومك ولكن حقاً قد نفذت طاقة تحملي

:كنت أسمع عمي مأمون يقول بأنه ينبغي علينا أن لا نقنط من رحمة الله

نظر إليها بدهشه ليجدها من دون مقدمات تتحدث عن حياتها في منزل عمها مأمون .. تتحدث عنه وتعترف بأنه إنسان جيد رغم الخلافات التي بينهما وأنه قد دعاها للإسلام كثيراً لكنها لا زالت متشبثه بديانة والدتها ... لم تصمت إلا عندما وجدته شارد الذهن .. تعلم بأنه يشتاق إلى عائلته وأنها السبب ولكن ما ذنبها هي ؟!.

أفر منك ألوذ إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن