🦋 الفصل الثامن 🦋

9 3 0
                                    


كالبدر في ليلٍ كئيبٍ ضوؤه
يبكي السماءَ فتَسْتَهِلُّ وتُظلمُ

إنَّ الدموعَ رسائلٌ في صمتها
فيضٌ من الأحزانِ لا يتجمجمُ

••••••••••○●○••••••••••

مر على عمله في الفندق أسبوعين رغم أن العمل متعب إلى أنه مضطر للعمل في المساء يذهب للعمل هناك ويعود إلى المنزل بعد الفجر وينام حتى الثامنه ثم يتجه للعمل في أحد المطاعم حتى الرابعة عصراً فعمل واحد لا يكفي ولن يستطيع تأمين النقود ولا زال يفكر في طريقة لإعادة نقودة التي استولى عليها أهل ميس

ربما هم يرون ان نقوده كلها ليست ثمن لسمعتهم التي اصبحت في الحضيض ولكنه برئ ونقوده هذه هي مستقبلة ومستقبل عائلته .. سيستعيدها ولكن صبراً

أدخل المفتاح في ثقب الباب بصعوبة وعيناه تغلق لوحدها من شدة النعاس والتعب ..

دلف إلى الداخل وأغلق الباب بجسده ليتكئ عليه لثواني ليستعيد توازنه .. سار بضع خطوات لينظر إلى الطريق أمامه .. مالذي سيوصله إلى غرفته الأن .. لن يستطيع سير خطوة إضافية واحدة

تهاوى جسده على الأريكة التي أمامه ليغلق عينيه في أقل من دقيقة 
دقيقة إثنتان ثلاثة هناك يدان تمسد على شعره بصعوبة فتح عينيه ليجدها والدته التي هتفت بأسى من حالته المزريه تلك:
بُني لما تهلك نفسك بهذه الطريقة؟ الله معنا وسيمر كل شيء .. محنه وستزول لن يتغير شيء إن عملت ليل نهار إن لم يرد الله هذا أعمل بقدر طاقتك والله الرازق

اومأ دون أن يتحدث يسمع ولكن النوم مسيطر عليه ولا يستطيع إستيعاب شيء

ساعدته على النهوض لتهتف:
هل صليت الفجر ؟
اومأ مجدداً لتهتف بنبرة متهدجه:
إذاً إذهب إلى غرفتك لترتاح بعض الوقت هنا لن تستطيع النوم براحة .. كرر هز رأسه لينهض بصعوبة متجه إلى غرفته ..

ظلت تراقب خطواته المترنحه وهي تشعر بخناجر تغرس في داخلها .. إبنها المثابر المفعم بالحياة والنشاط يحدث معه كل هذا ... حتى عندما فقدت زوجها لم يمروا بمثل هذه الظروف الأن إبنها يعمل ليل نهار لتوفير أساسيات الحياة .. هو يهلك نفسه في محاولة لإعادة كل شيء كما كان و يحاول تحاشى كارثة قد وقعت اليوم بالفعل ..
عادت إلى سجادتها تدعوا الله ان يفرج همهم ويستر حالهم

أما هو فقد استمر في الترنح للوصول إلى غرفته ولكن بسماعه ذلك الصوت الصادر من غرفة شقيقته توقف لثواني ثم اقترب من الباب أكثر ليتسلل صوت شهقاتها إلى مسامعه

كانت تجلس على سجادتها بعد أن فرغت من الصلاة .. تذرف دموعها وهي تسجد لله شكر وحمد على كل ما يمر معهم:

اللهم أنت أدرى وأنت أرحم .. الحمد لك ولا إعتراض على حكمك وقضاءك .. لم أكن أعلم وكنت أنت تعلم .. الحمد لك لأنك كنت رحيم بي وكشفت لي معدنه قبل أن ارتبط به .. لم يكن يستحقني ولست حزينة على رحيلة ولا على حديثة هو وأهله ..

أفر منك ألوذ إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن