خمس دقائق فقط تفصلهم عن بداية المسابقة، كل متسابق أمام المدرب الخاص به ليخبره بالكلمات الأخيرة قبل بداية المسابقة؛ وقف آدم أمام المدرب سامي فربت المدرب على كتفه، وقال بثقة قوية:
_ أنا مش قلقان عارف ليه؟ فوزنا قدام اللي أصعب من دول ألف مرة، هنخسر قدام دول وهما ضعاف إزاي يعني؟ مش محتاج أقولك كلمات لأني عارف انك قدها، يلا يا بطل!
ابتسم آدم له، وقال:
_ قدها يا كابتن!
عاد آدم إلى أصدقائه سريعًا، ليودعهم قبل أن يذهب، فنظرتْ إليه ريما وقالت بصوت عالٍ:
_ آدم أو أو، آدم أو أو.
صاح الجميع خلفها بنفس كلماتها، فابتسم لهم وهو يشعر بالسعادة، حتى وإن لم يفز بالنسبة له وجودهم بجانبه فيه كل السعادة، تركهم ليذهب إلى المسابقة، وفي خلال دقيقة فقط كان قد أصدر الحكَم صوت صفير، يعني أن المسابقة قد بدأت، غاص آدم داخل المياه ولكن سرعان ما أخرج وجهه مسرعًا، بعدما شعر أنه لا يستطيع التنفس وأنه قد يختنق، أخذ بعض الهواء ثم عاد مسرعًا للغوص، كل هذا كان تحت أنظار المدرب الخاص به، الذي كاد أن يجن ولا يعلم لمَ أخرج وجهه، هل يتعمد الخسارة؟ غاص آدم بكل ما لديه من سرعة، ولكن سرعان ما شعر أنه سيختنق مرة أخرى، فخرج من المياه ليأخذ بعض الهواء، ولكن في هذه المرة لم يحالفه الحظ، فقد سبقه أحد المتسابقين إلى خط النهاية، وأصدر الحكم صوت صفير يعني أن المسابقة قد انتهت، شعر آدم وكأن ثقل العالم كله على قلبه كيف له أن يخسر أمام هؤلاء؟ خرج آدم من المياه وهو يحاول أن يدرك ما حدث، بينما الجميع ينظر إليه بصدمة، أمسكه المدرب من ثيابه وصاح بصوت عالٍ من صدمته:
_ أنت إزاي تخسر قدام دول؟ أنت عمرك ما خسرت يا آدم!!! كنت بتطلع ليه من المايه؟ كنت بطيء ليه؟ انطق قول ايه اللي حصل؟
كان آدم ينظر فقط إلى أعين مدربه دون أن يعقِّب على حديثه، فحتى هو لا يعرف لمَ وكيف حدث هذا؟ هرول إليه تيمور وهشام يحاولان أن يُبعدا المدرب عن آدم، وما زال المدرب يصيح قائلًا:
_ قلت لك ألف مرة، اللي أنت بتعمله ده مش هينفع مع موهبتك كسباح، نصحتك كتير يا آدم قولتلك يا "آدم " بطَّل، كفاية نفسك قولتلك!
أبعد "تيمور" المدرب عنه، وهو يقول:
_ اللي حصل حصل ومش هنعرف نغيره، كلامك مش هيفيد بحاجة!
ظل المدرب ينظر إلى آدم الذي كان منتكسًا رأسه، فقال له المدرب وهو يغادر:
الماضي مش هعرف أغيره، بس هعرف أغير المستقبل وأحافظ عليه، آدم متجيش هنا تاني غير وأنت بتحاول حتى تبطل سجاير، سلام!غادر المدرب بينما جلس أصدقاؤه يحاولون التخفيف عن آدم الذي كان لا يتحدث، ثم ذهبوا إلى السيارة بعدما أصبح وجودهم هناك غير مفيد!
بعدما وصلوا إلى المقهى المفضل لهم، ربت تيمور على كتف آدم وهو يقول:
أنت تقرأ
الأخلاء
Pertualangan"إن لم تنتبه للإشارات التي يبعثها الله لك لتعود إليه ستكون أنت الإشارة لأحدهم" تدور قصتنا حول خمسه من الأصدقاء جمعتهم الصدف حتى يخوضوا الحياة معاً ، ويقوموا بتجربة كل شئ غير مبالين إن كان حراماً أم حلالاً فهل سينذرهم ربهم أم قد إنتهى وقتهم؟!