في الحافلة

125 17 8
                                    

غرفة يغمرها الظلام تقريبًا، حيث الأضواء كلها مطفأة ما عدا ضوء خافت يتسلل من مصباح صغير موضوع على مكتب الرجل صاحب النظارة الضوء البرتقالي الدافئ ينعكس بهدوء على سطح المكتب الخشبي، مكوّنًا ظلالًا ناعمة على الجدران. الأجواء هادئة وغامضة، مما يمنح شعورًا بالخصوصية والراحة. الأريكة التي يجلس عليها تيتو  في نصف عتمة، مما يجعل الشخص يشعر وكأنه مختبئ قليلًا، وهو ما يعزز الإحساس بالأمان والتخفيف من التوتر. بجانب الأريكة توجد طاولة صغيرة عليها بعض المناديل، وإلى جانبها ديكورات بسيطة تكاد لا تُرى، الغرفة نفسها تفتقد التفاصيل الواضحة بفعل الظلام، لكن بإمكانك سماع صوت أنفاسك وأي حركة صغيرة بوضوح. صاحب النظارة يجلس خلف مكتبه، يضيء ضوء المصباح نصف وجهه فقط، بينما يبقى النصف الآخر مغمورًا في الظلام، وقف صاحب النظارة وتقدم الى الجلوس على الكرسي الذي يكون أمام تيتو وقال :

_"انا دلوقتي مش فاهم، لما إنسان قذر زي صاحب الشغل عند فيروز يفكر يعمل فيها كده ازاي متبلغوش البوليس؟؟!....، و إنت بتحكي القصة وضحت أن ريما اللي أسم الشهرة بتاعها فلفل مشهورة على مواقع التواصل الإجتماعي وهتفضحوا الراجل لكن موضحتش بعد كده إن ده حصل؟؟!...، وليه أساساً تعملوا كده لما ممكن تبلغوا البوليس عنه، هي كده خسرت شغلها وكانت هتخسر نفسها!!.... "

أخذ تيمور نفساً عميقاً وهو يستعد لإكمال الحديث ولتوضيح ما حدث

_" في يوم عيد ميلاد فيروز "

صمت لبرهه ثم إبتسم وقال

_" أقصد في يوم ميلاد فيروز ، روحت لفلفل وأتكملت معاها عن الموضوع وردت قالت أن فيروز حكتلها عن اللي حصل من شوية وقالتها متنزلش أي حاجة ولا تعمل حاجة لأنها مش عايزة فضايح هي مش هتروح الشغل تاني وخلاص كده "

=" صح، علشان زي ما أنت قولت هي مذيعة مشهورة ومش هتكون عايزة فضايح، بس كان لازم يتعلم الأدب "

أخرج صاحب النظارة زفيراً ثم قال :

_" كمل ايه اللي حصل عند بيت مصطفى "

_________

دخل تيمور وآدم وهشام الحافلة الخاصة بهم بينما وقفت فيروز وريما أمام الحافلة الأخرى غير مدركين لما عليهم التفرق من الأساس؟؟!...، لما تجلس السيدات بمفردها والرجال بمفردها، وبينما هم يغوصون في أفكارهم قامت فتاة بسحبهم إلى الداخل وهي تقول :

_" هنتحرك "

عدلت فيروز وجهها عليها لتلقيها درساً كيف تُمسك بها هكذا، ولكنها حينما رأتها فزعت إلى الخلف وهي تقول بصوت عالٍ

_" يلهوي باتمان "

ضحكت الفتاة بصوت منخفض ثم قالت وهي تتحرك قليلاً إلى الناحية اليمنى لتستطيع فيروز رؤية باقي السيدات، كانوا يرتدون جميعاً غطاء على وجههم لونه أسود ليس الغطاء فقط بل كانت الملابس كلها سوداء

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأخلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن