**فصل جديد**
جلس تيتو في مكتب الرجل الطويل صاحب النظارة، الذي كان يجلس خلف مكتبه يقرأ بعض الأوراق. نظر الرجل إلى تيتو بقلق واهتمام، ثم قال:
_"باين إنك سمعت كلام جدو حكيم . عايز تكمل كلام ولا كفايه كده؟؟... "_
رفع تيتو عينيه بصعوبة، وتقطب وجهه بوضوح الحزن. أومأ برأسه وقال بصوت منخفض:
_"أيوه، سمعت كلامه بعد ما كل حاجة جوايا ماتت. وكل حاجة حواليا ماتت، لدرجة إني مش قادر أكون إنسان طبيعي. اللي حصل مخليني مش عارف أكمل حياتي، وبالرغم من إني بتعامل كأني اتعفيت من اللي حصل، لكن الحقيقة إني مش قادر أواجه نفسي ولا أتعامل مع الواقع."_
تنهد الرجل طويلًا، وابتسم بحزن. وضع يده على كتف تيتو وقال بلطف:
_"أنا فاهم شعورك، والحزن اللي بتشعر بيه ده نتيجة التجارب الصعبة اللي مريت بيها. مش لازم تكون قوي طول الوقت، مهم إنك تدرك إن الألم اللي بتحس بيه هو جزء من عملية الشفاء. الزمن ممكن يساعدك في تخفيف الألم "_
نظر تيتو إلى الدكتور، وفي عينيه مزيج من الحيرة والضعف. رد بصوت مكسور:
_"الحقيقة أنا حاسس إن كل محاولة أعمل فيها نفسي كويس بتزيد جروحي. مش قادر أعيش كإنسان طبيعي، كأن كل حاجة في حياتي اتغيرت لدرجة إنني مش عارف أتعامل مع الوضع. حتى لما بقول لنفسي إني خلاص اتعفيت، الحقيقة إن الألم لسه جوايا."_
استمر الرجل في تهدئته، وهو يحاول تقديم الدعم والمواساة، ليدرك تيتو أن عليه أن يُكمل الحديث حتى يهدأ قلبه
_______________
بعد مرور أسبوع على عودتهم من زيارة الجد، كان تيمور يجلس في غرفته، يبدو عليه القلق والتوتر من عدم إرسال والده أي مال منذ وقت . فقرر أن يتصل به ليستفسر عن سبب تأخر إرسال الأموال.عندما أجاب والده على الهاتف، قال تيمور بصوت هادئ :
_"هاي بابا."_
عقب والده بصوت هادئ، لكنه يحمل نبرة من القلق لأنه يعلم أن تيمور لا يريد السؤال عن الحال فقط بل بالتأكيد هناك شئ :
_"هاي، تيمور. عامل إيه؟ طمني عنك."_
أجاب تيمور، وقد بدا عليه القلق:
_"أنا تمام. وداليا عاملة إيه؟ والشغل عندك عامل إيه؟ مش هتيجي القاهرة قريب؟"_
رد الأب، محاولاً أن يبدو مطمئنًا رغم التعب الذي كان واضحًا عليه:
_"أنا تمام، وكل حاجة هنا كويسة. داليا بخير والشغل في المستشفى مستقر، بس في الوقت الحالي مش هينفع أجي القاهرة. الوضع هنا محتاجني."_
سأل تيمور بقلق:
_" تيجي بالسلامة يا بابا ، طب ليه مبعتش فلوس؟ كل حاجة عندك تمام ولا لا؟"_
أنت تقرأ
الأخلاء
Aventura"إن لم تنتبه للإشارات التي يبعثها الله لك لتعود إليه ستكون أنت الإشارة لأحدهم" تدور قصتنا حول خمسه من الأصدقاء جمعتهم الصدف حتى يخوضوا الحياة معاً ، ويقوموا بتجربة كل شئ غير مبالين إن كان حراماً أم حلالاً فهل سينذرهم ربهم أم قد إنتهى وقتهم؟!