مفاجأة

176 13 5
                                    

الليل هادئ والبساطة تغمر المكان. السماء مظلمة، تتناثر فيها نجوم قليلة، والهواء منعش وبارد قليلاً. الأشجار ثابتة، وأوراقها تتحرك بهدوء مع نسمات خفيفة، الشوارع هادئة، تكاد تخلو من المارة، والمصابيح تلقي بضوء برتقالي خافت على الأرصفة،كان تيمور ومعه آدم يجلسان في السيارة بجانب المبنى الذي تعمل به فيروز، ينظرون في ساعة هاتفهم ، بدأ القلق يتسرب إليهم كأن شيئًا خفيًا يضغط على صدورهم النظرات المتبادلة بينهم حملت في طياتها تساؤلات كثيرة، لكن الصمت كان هو المسيطر، يثقل الأجواء ويزيد من توترهم، يشعرون أن هناك شئ غير طبيعي فقد أصبحت الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل وفيروز لم تنزل حتى الآن ومن الطبيعي أن عملها ينتهي في الساعة الثانية عشر، نظر تيمور إلى آدم وقال بعدما طفح كيله :

_"أنا هرن عليها أو هطلع أشوفها أنا قلقت ومبقتش فاهم في اي، يعني احنا سألنا عامل النظافة لما نزل فيروز فوق ولا لا وقال اه فوق وهتنزل دلوقتي، الكلام ده كان من ساعتين! "

كاد آدم أن يوافقه الرأي ولكن أوقفه صوت صراخ يأتي من بعد فقال مسرعاً

_" اسكت اسكت، انت سامع؟!... "

سكت تيمور ليستمع، ولم تمر الى ثوان إلا وقد سمعوا هذا الصوت مرة أخرى، ضوت صراخ فتاة ولكنه يأتي من بعيد قليلاً، نظروا الى بعضهم ثم صاحوا بصوت عالٍ وهم يتركوا السيارة ويهرولوا تجاه المبنى

_" فيروز!.... "

صعدوا الدرج إلى مكان عملها وفي كل خطوة يتحركها كلاً منهم إلا وصوت الصراخ يزداد وضوحاً وقد تأكدوا أن هذا الصوت هو صوت فيروز، وفي خلال دقيقة تقريباً كانوا قد وصلوا إلي باب العمل، دق آدم الباب بقوة ولكن لا هناك أي شئ غير أنهم سمعوا صوت رجل يقول

_" صراخك ده هيفضحنا أسكتي بقا اسكتي، اخرسي "

زاد ذالك من غضب تيمور ولم ينتظر أكثر من ذلك، فكسر الباب ودخل مسرعاً، ليجدوا فيروز ملقاه على الأرض، ورجل يقترب منها بخبث هرول تيمور ووقف أمامه ليبتعد الرجل مسرعاً وهو ينظر إليهم بخوف، إبتسم آدم إبتسامة خبيثة ثم أقترب منه وهو يقول

_" لا متخافش كده هو أنا لسه عملت حاجه؟؟!..."

حمل آدم مسؤولية القاء هذا الوغد درساً بينما أقترب تيمور مسرعاً من فيروز يساعدها على الوقوف وهو يحمد ربه أن لم يحدث أي شئ غير أنه ألقاها أرضاً، وقفت فيروز وهي تبكي فأقترب منها تيمور وأمسك بيدها وقال :

_" متعيطيش، أنا جنبك كل حاجه هتتحل طالما أنا جنبك، هنحلها سوا، متعيطيش علشان معيطش أنا كمان "

ضحكت فيروز فقبل تيمور يدها وقال :

_" اهي هي دي الضحكة اللي بتخليني أعيش "

إبتسمت ثم أمسكها ليغادر ونظر الى آدم الذي ما زال يضرب في ذاك الوغد وقال :

_" كفاية يا آدم عليه كده خد حقه وزيادة في الضرب، سيبني أنا بقا لما أخلي فلفل تنزل عنه فديو يمحيه هو وقناته من على وجه الأرض "

الأخلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن