ساعة فقط تفصلهم عن الوصول إلى المكان المقصود ينظر كلاً منهم إلى هاتفه دون تحدث فقد إنتشر الملل بينهم ولم يعد أحد يملك طاقة للتحدث، ودون أي مقدمات توقفت الحافلتان فجأة عندما اعترض جذع شجرة ضخم الطريق، فعم الصمت للحظات، وارتسمت الدهشة على الوجوه. ترجل الرجال سريعًا، يتبادلون كلمات قصيرة وحاسمة، وبدأوا في محاولة إزاحة الجذع بعزم واضح. أما النساء فبقين داخل الحافلتين يترقبن الوضع بقلق، فليس من الطبيعي وجود جذع هنا والأكيد أن هناك شئ مخيف ينتظرهم كانت العيون تتابع من خلف الزجاج حركة الرجال، والقلوب تنبض بخوف خفي من هذا التعطيل المفاجئ في طريق بدا آمنًا منذ لحظات، وفي لحظة كان قد خرج خمس من الرجال من اللامكان يحملون في أيديهم سلاح يضع كلاً منهم السلاح على مجموعة من الرجال، قال الشخص الذي بدا زعيمهم :
_"ها أو ، مفكر إنك هتمشي من هنا عادي كدا، ها أو يا واد منك ليه، طلع ياد كل اللي معاك يلا بدل ما اخلي الرجالة يبهدولكم ، ونزل يا أبني اللي في العربيه اللي ورا دي "
في هذه اللحظة شاط غضب كلاً من الرجال وتقدم مصطفى ليتحدث بصوت مرتفع :
_" لا دول نسائنا "
إبتسم الرجل بشر وهو يقول :
_" يا أخي متهزرش، لا أنا آسف وقفتكم وانتم معاكم بنات لا اخص عليا، ايه ياد مفكرني الشيخ محمد، حلو الكلام هطلع اللي معاك ولا نعمل المظبوط معاك ومع المزز؟!... "
في هذه اللحظة تقدم جميع الشباب إليهم وخصوصاً شخص ذا لحية سوداء طويله وشعر أسود كثيف وهو يقول :
_"لا يا غالي منك ليه لو مفكرنا بتوع بابي ومامي فأحنا بتوع ابويا وامي، متفكرش علشان بدقون هنسيبكم تقلبونا، لا ده انت اللي ها أو يا حبيبي يلا يا رجالة "
تقدم مصطفى ووقف بجانبه وهو يقول :
_" أهو هو ده الكلام يا معاذ "
وقبل أن يدخل الجميع في الإشتباك مع بعضهم قال هشام بصوت مرتفع :
" سيد؟؟... "
ليقول الزعيم :
_" مين بينادي "
خرج هشام من وسطهم وذهب إليه وهو يقول :
_" سيد دخان صح؟؟... "
=" اه ، بس مين يا حبيبي معلش مش واخد بالي "
أعطاه هشام عناق والجميع ينظر إليه بإستغراب هل تعانق من قطع طريقنا وأراد أن ياذينا نحن ونسائنا؟؟!..."
_"ياد أنا هشام شيشة ياد مش فاكرني؟!... "
نظر سيد له بصدمة وصاح بصوت عالي وهو يعانقه مرة أخري عناق قوي :
-" لا متهزرش، هشام واحشني يا صاحبي فينك يا اخي بقالك كتير مختفي "
=" انا في مكاني يا عم عايش مع أختي انت اللي سبتنا وطفشت من الحي، ألا صحيح انت سبت شغل بيع السوسو وأشتغلت مع قطاع الطرق؟؟!... "
أنت تقرأ
الأخلاء
Adventure"إن لم تنتبه للإشارات التي يبعثها الله لك لتعود إليه ستكون أنت الإشارة لأحدهم" تدور قصتنا حول خمسه من الأصدقاء جمعتهم الصدف حتى يخوضوا الحياة معاً ، ويقوموا بتجربة كل شئ غير مبالين إن كان حراماً أم حلالاً فهل سينذرهم ربهم أم قد إنتهى وقتهم؟!