عندما تتشقق شفتيك، يخبرونك أن تكثر من شرب الماء. أو ربما إنك قلق فتعض عليها دون إدراك.
ثم بعدما ينتابك شعور غريب بصدرك، يخبرونك أن تتنفس رويداً رويداً، وإنك ستكون بخير فور أن تتخلص من أعبائك النفسية.
ثم ينتابك الصداع الشديد والدوخة، فيطلبوا منك أن تتخلص من أفكارك كلها وتخلد للنوم.
هم لم يخبرواْنا كيف نشفى مما نحن به؛ هم أعطونا الحلول، لكن لم يمسك أحد بيدنا لنقوم بذلك.
طبيعة صحتي أنني أتعرض لشتى أنواع الأمراض التي من السهل أن تصيبني بسرعة، وهذا، لأكون صادقة، مثير للسخرية.
يجعلني أفكر بأن الأمر مشابه لأن تتعرض لشتى أنواع الأشخاص المؤذيين، ومثلما المرض يُصيب جسدك، فالأشخاص يُصيبون قلبك!
في الحقيقة،
أن فقر الدم هو عدو شديد الغضب، لكن بشكل متباطئ بعض الأحيان.قد يمنحك الصداع هدية ويحرمك التركيز ويخلق بعينيك ذبولاً غريباً.
ثم يليه بأن يصبح فجأة شديد الكرم فيشق فوق شفتيك شقاً صغيراً، كما لو إنك عطش منذ دهور.
ثم يتمادى ويسبب نغزات بقلبك وآلاماً مستمرة، جاعلاً من ظنك يكبر وتفكر بأنك سوف تتعرض لذبحة قلبية بأي لحظة.
بعدها يتطور الأمر لتشعر بأطرافك تستغني عنك، يليه تقف وتصيبك الدوخة فتعود لتتكئ على أقرب شيء إليك حتى لو كان اللاشيء.
في الحقيقة،
كل تلك الأمور هي جوانب صغيرة مما قد يمر به أحدهم، لكن أن تركض بكل هذا وتتسابق مع ما قد سوف يفلت من يديك وأنت تشعر بالتعب أساساً هو الشيء الكبير الذي لا يفهمه أحد."المحاولة المستمرة لأن تمسك صحتك فيخبرك من يشاهدك أنك الملام بهذا"؛
هذا غباء مفرط للصدق. لا أحد شاهد السعي الذي نقوم به لأنفسنا ومهما كان ما يتم عرضه إليك من مشاهد هو ما قررنا أن نعرضه نحن فقط.وفي بعض الأوقات نكون فاقدين الشغف لأن نستمر للسعي.
نحتاج أن ننطوي بأوراقنا في مكان صغير،
صغير جداً جداً حتى يعتصرنا من كل جانب، ثم ننطوي كزهرة قررت الذبول لفترة.ثم بعد ذلك نعود لمعاركنا التي هي للبعض
مشاكل صغيرة.
أنت تقرأ
هَذَيان
Poesíaمن منا لم يبكِ، ولم يشعر بالضياع والوحدة والألم من كل الأشياء؟ من منا لم يولد من رحم أمه وهو يحمل معاناة مخاضها وشقاء ولادتها؟ كما لو أنها عندما أنجبتنا، دفعت بألمها طوال التسعة أشهر داخلنا، وغرست فينا ما لم تغرسه الأيام...!