هذا الحبيب » ٩٥ « السيرة النبوية العطرة (( قرار الهجرة))

44 5 0
                                    

هذا الحبيب » ٩٥ «
السيرة النبوية العطرة (( قرار الهجرة))
__________
بعد ما أخبر النبي صل الله عليه وسلم قريش برحلة الإسراء .. وطلبوا منه أن يصف لهم المسجد الأقصى ، ووافق وصفه للمسجد ، ثم طلبوا منه أن يخبرهم عن قافلتهم القادمة من الشام .. فوافق كلامه عن القافلة كل الوصف .. فما كان من أبوجهل وهو ممثل لقريش إلا
أن قال [[ أشهد يا محمد أنك ساحر]]
_____________
{{نظرة عامة}}
لوضع النبي صل الله عليه وسلم الآن في مكة
قلنا ان العام {{ العاشر}} من البعثة أطلق عليه عام الحزن
[[تخيلوا عشرة اعوام ، ليس اسبوع  لا شهر ولا شهرين ولا ثالثة بل {{عشرة اعوام}} في كل يوم استهزاء بدعوته وأذى في الطريق
في السوق عند الكعبة وتعب نفسي وحصار ....الخ]]
في هذا العام فقد النبي صل الله عليه وسلم
عمه {{ابو طالب}}
الذي كان يوفر له الحماية من بطش قريش
زوجته{{ السيدة خديجة رضي الله عنها}}
التي كان يأوي إليها
______________
اشتد جداً ايذاء قريش للرسول صل الله عليه وسلم
حتى قال {{ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب}}
في هذا الوقت بدء النبي صل الله عليه وسلم ، يفكر في الهجرة من مكة
يجب ان يترك مكة ، هو والمسلمون ، ويذهبوا الى مدينة اخرى تكون عاصمة دولتهم ، ومركز للدعوة الى الله
____________
اصبح الوضع في مكة صعب جداً
لا أحد من أهل مكة يريد أن يدخل في الإسلام
ومن يدخل في الإسلام يكتم ايمانه خوفاً من بطش قريش وبلغ ايذاء المسلمين ، وايذاء الرسول صل الله عليه وسلم ذروته
حتى استطاعت قريش ، تشويه صورة النبي صل الله عليه وسلم في مكة وخارج مكة
____________
في مكة وصل الحال
أن النبي صل  الله عليه وسلم كان يمشي ، فرآى أمرأة عجوز
تحمل حزمة حطب ، وهي متعبة ، تمشي قليلا ثم تقف ، والعرق يتصبب منها
فما كان منه صل الله عليه وسلم ، إلا أن أتجه إليها وحمل عنها الحطب
ومشى وهي تمشي ورائه ، وفي الطريق
قالت له هذه العجوز :_ يا بني ليس عندي ما أكافئك به إلا أن أقدم لك نصيحة !!!
[[وكانت النصيحة في تلك الأيام كنز ثمين ، كان الرجل اذا كان في سفر ، فيأتي رجل إليه يقول اقدم لك نصيحة وتعطيني ناقة ، فيقول له
أجل ، فيقول له لا تذهب من هذا الطريق لان فيه كذا وكذا ، اذهب من ذلك الطريق ]]
يا بني ليس عندي ما أكافئك به إلا أن أقدم لك نصيحة
قال :_ ما هي ؟؟
قالت العجوز :_ هناك في مكة رجل سيء الخلق اسمه {{محمد بن عبد الله}}
يفتن الناس ويسحرهم
أياك ان تقترب منه و لا تستمع اليه
فلما وصل الى بيتها
قالت له: _ما أسمك ؟
فابتسم لها النبي صل الله عليه وسلم
وقال:_ {{محمد بن عبد الله }}
فذهلت
قالت له:_ أأنت هو ، هو ؟ !!!!
قال: نعم أنا هو
قالت العجوز :_ انت الذي تدّعي انك رسول من عند الله !!!
قال :_ نعم فأنا رسول الله
قالت :_ أشهد أنك لصادق وأشهد أن  لإله إلا الله وأنك يامحمد رسول الله
فأسلمت تلك العجوز
____________
أما خارج مكة
كانت قريش تمنع أيضا ، الرسول صل الله عليه وسلم
من ايصال دعوته خارج مكة
فكان اذا جاء أحد من خارج مكة كانت قريش تحذره من الرسول
وتقول :_ هناك رجل ساحر اسمه {{ محمد بن عبد الله }} إذا سمعت كلامه يسحرك ، ويفرق بينك وبين قومك وبين أبيك وزوجتك
حتى انه جاء الى مكة سيد من سادة قبيلة {{ دوس}}
اسمه {{عمرو بن طفيل}}
فأخذوا يحذرونه من الرسول صل الله عليه وسلم
اياك ان تقترب منه ، اياك ان تكلمه ، اياك ان تسمع كلامه
حتى حشى {{عمرو بن الطفيل}} في أذنيه القطن خوفاً من أن يسمع كلام الرسول صل الله عليه وسلم ، فيسحره كلامه
_____________
وانتشر هذا الأمر في الجزيرة كلها
حتى وصل الأمر أنه كان اذا أراد الرجل ، أن يسافر الى مكة من أي مكان في الجزيرة ، كان قومه يحذرونه
من النبي صل الله عليه وسلم
يقولون له :_ {{ احذر غلام قريش  لا يفتننك}}
_____________
ضاق الأمر
عند ذلك قرر النبي صل الله عليه وسلم ، ترك مكة ، والهجرة منها
فالوقت يمر ، ومرت عشرة سنوات منذ بداية البعثة، والإسلام لا يتحرك أو أن الحركة أصبحت بطيئة جدا
الرسول يريد ان يبلغ الإسلام ، ليس لأهل مكة فقط ، بل للناس كافة للإنس والجن مهمة ليست بالسهلة ابداً ابداً ابدا
_____________
فقرر النبي صل الله عليه وسلم ان يعرض الإسلام ، على رؤساء القبائل خارج مكة

السيرة النبوية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن