#هذا_الحبيب « ١٠٦ » السيرة النبوية العطرة (( أحداث حصلت في المدينة قبل هجرته ص

25 4 2
                                    

#هذا_الحبيب  «  ١٠٦ »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث حصلت في المدينة قبل هجرته صل الله عليه وسلم إليها ))
_________________
أخذ ينتشر الإسلام في {{ المدينة المنورة }}
وبقي بعض القوم من سادة المدينة ، لم يدخلوا الإسلام
وبدأت هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة
وكان سيد من سادة الأنصار و إسمه  {{عمرو بن الجموح }} وسيأتي له مواقف معنا بالسيرة
ونعرف منزلة هذا {{ الصحابي الجليل رضي الله عنه }}
عمرو بن الجموح ، هو سيد من سادة بني سلمة وكان موقعهم بين قباء والمدينة
هذا الرجل أسلم إبنه واسمه {{ معاذ بن عمرو بن الجموح}} وكان له صديق قريب من عمره إسمه {{ معاذ بن جبل }} المعروف بين المسلمين

معاذ بن جبل ، ومعاذ بن عمرو شباب صادقين في إيمانهم .. عز عليهما أن يكون سيد القوم {{ عمرو بن الجموح }} ما زال مشرك ويعبد الصنم
_________________
و كان لعمرو صنم  مصنوع من الخشب وقد سماه {{ مناف }}  يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه
هذا الصنم مناف ، كان يلجأ إليه عند المصائب ، او إذا أراد حاجة سجد له وطلب حاجته
كان يحبه أكثر من أهله وماله
وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه ، وتطييبه ، وتلبيسه
كان يعتني به من صغره ، الى ان اصبح عمره {{ ٦٠ عام }}
فلما انتشر الإسلام في المدينة المنورة
اسلم اولاده ، وأمهم ، ولكن {{ عمرو بن الجموح }} لا يعلم بإسلامهم
فجاء اولاده ، يستشيرونه ، ما رأيك بهذا الدين الجديد {{مثل ما بنقول  يجسوا نبضه }}
قالوا :_ يا أبانا ما رأيك بهذا الدين الجديد ، قد اتبعه الناس فما ترى في  اتباعه ؟
فقال :_لست أفعل حتى أشاور مناف [[ الصنم ]] فأَنظُرَ ما يقول !!
_________________
ثم قام عمرو إلى الصنم مناف
أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف ، وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى

فوقف عمرو بن الجموح  بين يدي الصنم
معتمداً على رجله الصحيحة [[  تعظيماً واحتراماً للصنم مناف ]] ثم حمد الصنم وأثنى عليه
ثم قال :_ يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف
ثم تركه وخرج ، فلما أظلم الليل
_________________
جاء ابنه وصديقه معاذ بن جبل
و إتفقوا أن يذهبوا إلى هذا الصنم في الليل
ويأخذوه ويرموه في حفرة التي يكون فيها أوساخ الناس
فلما أصبح عمرو وذهب إلى صنمه كي يعبده
بحث عنه فلم يجده
فخرج ويسأل من إعتدى على آلهتي الليلة ؟
فلا أحد يجيبه [[ فيضحك الشابان وينظران ماذا سيصنع ]] فيبحث عنه فيجده مُلقى في حفرة القذرات والنجاسات .. فيأخذه
ويغسله ، ويطهره  ، ويطيبه ثم يرجعه إلى داره يعبده
_________________
فإذا كانت الليلة الثانية
ذهبوا في الليل ، وأخذوه وصنعوا به كما صنعوا بالمرة الأولى فلما تكرر الفعل
قال عمرو بن الجموح على مسمع الناس يخاطب الصنم
قال :_ لو أعلم من يصنع بك هذا ، لأخزينه ولكني لا أعلم
ولكن عندي رأي
فأخذ سيفه وكان من السيوف النادرة الغالية  ، وعلقه في عنق الصنم
علق السيف في عنقه
وقال :_ هذا سيفي تتفاخر به أهل يثرب ، فإن جاء من يعتدي عليك الليلة ، هذا السيف عندك فدافع عن نفسك
_________________
فلما ذهب كي ينام وتعمق في نومه
ذهبوا إلى الصنم  ، وأخذوا السيف من عنقه ، ثم أخذوا الصنم وربطوه بحبل واحد ، بجانب كلب ميت ونكسوه على رأسه في حفرة واحدة فيها وسخ الناس
فلما أصبح لم يجد صنمه  ، فذهب مباشرة إلى الحفرة فوجده مربوط بكلب ميت منكس على رأسه
فنظر إليه وتبين له الحق من الضلال [[ إذا كان السيف معه ولم يدافع عن نفسه ، وهو الآن في وسط النجاسة ]]
وفي هذه اللحظات يقبل عليه من قومه من يدعوه الى دين الله وتوحيده سبحانه
فيجيب قائلا للصنم: _والله لو كنت إلها لم تكن انت وكلب وسط بئر
الحمد لله العلي ذي المنن .. الوهاب الرزاق ديان الدين
هو الذي أنقذني من قبل أن أكون في ظلمة
واعلن اسلامه
_________________
أرأيتم العقول التي تهدي إلى الحق
أريتم الفرق بينه وبين عمرو بن هشام [[ ابو جهل ]]
ابو جهل قبل الاسلام كانت تسميه قريش [[ ابو الحكم ]]
لماذا
قال لحكمته في الرأي ، وادخلوه الى دار الندوة وكان عمره [[ ٢٥ سنة ]] لأنه حكيم و ذو رأي سديد ، وكان من شروط دخول دار الندوة ان لا يدخلها إلا حكيم ، وان يكون عمره تجاوز الخمسين ، ولكن ابو جهل دخلها رغم صغر سنه
وبعد ان جاء الاسلام ، وحكم عقله القبلية [[ يعني كيف عشيرتين يتحدوا بعض طول حياتهم مين الافضل  ]]
فلما سأل الاخنس ابو جهل
قال له :_ يا ابا الحكم أترى محمد يكذب ؟؟
فقال له أبو جهل: _ واللات والعزة ما كذب قط، وكنا نسميه الصادق الأمين
ولكن تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان
قالوا :__ منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟!
[[ هي كبيرة من فين نجبلهم نبي نتحدهم فيه ]]
واللات والعزة  إني لأعلم أن محمدا نبي ،  ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا ؟
والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه
لذلك  فقد سلب الله من  أبو الحكم حكمته وحلمه، واصبح يحكم بالعاطفة والقبلية فأصبح سريع الغضب لا يدري ما يقول
ولأن عقله لم يهديه إلى الله سماه صل الله عليه وسلم [[أبو جهل ]]
اللهم نور عقولنا بنور الإيمان
_________________
عمرو بن الجموح رضي الله عنه
في معركة احد ، منعه اولاده من الخروج للقتال
وقال أبناؤه :_ إن الله قد عذرك ونحن نكفيك [[ لانه اعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]]
إلا أن عمرو بن الجموح  ، أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه الأربعة
وذهب الى رسول الله
فقال له النبي :_أما أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك
وألح عمرو بن الجموح في الخروج  ، وبكي بين يدي رسول الله
فقال للنبي صل الله عليه وسلم
أرأيت إن قُتلت اليوم ..  أأطأ بعرجتي هذه الجنة؟
قال: _نعم
قال عمرو :_ فوالذي بعثك بالحق ، لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله
فتبسم الرسول الكريم
وقال  لأبنائه: _لا عليكم، لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة·
ويسرع عمرو الى سلاحه
ويمضي به ويشاهده المسلمون متحدياً عرجته
كان يتعثر حينا ، ويخترق الصعاب حينا آخر
ومعه صديقه [[ عبدالله بن عمرو بن حرام ، كان صديق حميم له  وكان عبدالله زوج اخته ]] وكان ابنائه حوله
فلما احتدت المعركة
صرخ عمرو
اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ، ولا تردني الى أهلي خائبا
ويلتفت الى ابنه جابر
ويقول :_ يا جابر !!
إني أرجو أن أكون أول من يصاب في أحد، فأوصيك ببنات عبدالله خيراً [[ لانه صديقه عبدالله كان عنده بنات يوصي ابنه ببنات صديقه بنات عمته لجابر  ]]
ويستشهد عمرو وصديقه عبدالله
وينظر الرسول صل عليه وسلم  في وجه عمرو بن الجموح ثم يقول {{والذي نفسي بيده لقد رأيت عمرو بن الجموح يطأ في الجنه بعرجته}}
ثم ألتفت لأصحابه وقال : _اجعلوا {{ عبدالله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح في قبر واحدٍ ، فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين متصافِيَين }}
ولما وقع سيل أحد وانكشفت اجساد شهداء احد
وكان جابر ابنه من جملة الحاضرين
فوجدوا شهداء أُحد : ليِّنةً أجسادُهم، تتثنَّى أطرافُهم [[ مش متيبسة اجسادهم ]]
ونظر جابر إلى والده وزوجِ عمَّته
يقول جابر :_ فوالذي بعث محمداً بالحق
لقد وجدتهما  ، كأنهما نائمان، ولا تُفارق الابتسامةُ شفاههما اغتباطا بلقاء الله
———————
عندما نصل للغزوات هنالك قصص كثيرة ودروس وعبر سنذكرها
ولكن احببت ان اذكر قصة عمرو بن الجموح للعبرة
أريتم كيف كانت بداية  عمرو بن الجموح يعبد صنم من خشب
وكيف كانت نهايته عند وفاته
[[ فأياكم أن تحكموا على أي شخص ، ولو كان على معصية ، فلا نعلم ماذا يختم الله له به حياته ، ارحموا عباد الله جميعا ، وادعو الله لهم بالهداية ، ولا ننسى كما اخبرنا النبي صل الله عليه وسلم ، في آخر الزمن ان هناك جند الله الذين يكونون مع المهدي يعرفهم النبي باسماءهم واسماء آبائهم ، وهناك معركة تكون في اخر الزمان تحت قيادة المهدي يقول الرسول صل الله عليه وسلم عن شهدائها خير شهداء الله على الارض تخيلوا ، ويخبرنا ايضا عن بعض جند المهدي هم خير ما بيني وبينهم أي من ايام الرسول الى ذلك اليوم لم يأتي مثلهم حتى التابعين ، فالخير في هذه الأمة الى يوم الدين ، لا تنظروا الى انفسكم بأنكم صغار ، كل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله ثم استقام فهو عند الله عظيم ، ممكن انت تكون منهم  ، ممكن ابنك ، ممكن صديقك الذي تراه قائم على المعاصي ، فلا تحكموا على الناس ، فلا يعلم الخواتم إلا الله جل في علاه ]]
فالسيرة للتأسي لا للتسلي ، فهي منهاج حياة
_________________
.. عمرو بن الجموح له مواقف في السيرة أحببت أن نعرفه قبل أن نبدأ بحديث هجرته صل الله عليه وسلم.
ونرجع الآن الى مكة حيث رسول الله صل الله عليه وسلم، هناك وهجرة اصحابه ، بعد ان ألقينا نظرة سريعة  على المسلمين في المدينة المنورة

صل الله عليه وسلم
يتبع بإذن الله

🌼🪴🌼🍁🌼🪴🌼
🪴 «اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ))  "
  🌷سبحان الله وبحمده
  🌷سبحان الله العظيم
🌴(   إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . ﷺ ).

السيرة النبوية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن