#هذا_الحبيب « ١٤ »
السيرة النبوية العطرة (( الأحبار والرهبان ، يوم مولده صلى الله عليه وسلم ))
___________________حملهُ عبد المطلب ، حتى وصل الكعبة ، وفُتِح لهُ بابها ، ودخل إليها وهو يحمله ، ثم خرج وطاف حولها ، وهو مسرور ويردد :
{{ الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام أعيذه بالبيت ذي الأركان من كل حاسد }}
ثم رجع إلى آمنة ، أعطاها إياه
وقال لها : أحرصِى عليه يا آمنة ،
ثم أنطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى الراهب النصراني (( عيص)) يستوثق منه ..
_________________
أهل الكتاب ، الأحبار والرهبان ، في شهر مولده كلهم كانوا منتظرين مولدهُ ، وعندهم علامات ظهور نجمه وصفاته ، وأن مولده في مكة ،
فلم يكن ميلاد النبي صل الله عليه وسلم مفاجأة .. بل علم به الكثير من أهل الكتاب الرهبان {{ علماء الدين النصارى }} وكذا
الأحبار {{ رجال الدين اليهود }}
... عندنا في دين الاسلام ، لا تمييز لرجال الدين على سائر المسلمين .. فليس منا إلا عالم أو متعلم .. ليس عندنا ترتيب هرمي في الإسلام يشبه الرتب العسكرية ... في الإسلام {{رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبرَّه }} ..
عندنا في الإسلام {{ بدويّ ، يدخل على النبي صل الله عليه وسلم ، وهو جالس على الارض مع الناس فيسأل : أيّكم محمد ؟؟ }}
في الإسلام ليس هناك واسطة بينك وبين الله ..
{{وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان }} ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهب عبد المطلب يستوثق من الراهب النصراني {{ عيص }} عن هذا المولود ، لأنه كان يرجو أن يكون لهذا المولود شأن عظيم ..
من هو الراهب عيص ؟؟
رجل جاء من بلاد الشام إلى مكة ، راهب من النصارى ، وسكن في طرف مكة في صومعة ، و إسمه عيص وكان {{ هو المرجع الوحيد في علم النصارى في ذلك الوقت }}
عندما اقترب مولد النبي صل الله عليه وسلم ، جاء لمكة ينتظر مولده ..
سكن عيص في أطراف مكة ، فكان يدخل مكة كل فترة من الزمن ، ويجلس في أندية قريش [[ قلنا أن الأندية كانت حول الكعبة ، مجالس يجلسون فيها الرجال ، فيها يجتمعون ويتحدثون ]]
فيدخل الراهب عيص ، في أندية قريش ، وأسواقها ويسأل
قائلا : يا معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود ؟؟
وله من الصفات ، كذا وكذا !!!
فيقولون له : ياعيص ، الذي تصفه لم يولد بعد!!!
فيقول لهم عيص : وربِ موسى وعيسى ، ما تركتُ بلاد الخمر والخمٌِير [[ يقصد بلاد الشام ، وخيراتها ]] وجئت هنا ، إلا في طلب هذا المولود ، فإن هذا زمن خروجه ، يولد في بلدكم [[ أي مكة ]] هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبه تُختم الشرائع ..
من أطاعه فقد أهتدى ، ومن عصاه فقد خاب وخسر ...
[[ فكان كل فترة ، يمر ويسألهم ، فيقولون له ولد فلان وفلان ، ويعطونه أوصافهم ، فيقول لهم ، لا لا ليس هو ]] ..
_________________
ففي أول يوم من مولدهِ ، في صبيحة ذلك اليوم لما ولد صل الله عليه وسلم ، واخذه جده وطاف به بالكعبة ورأى صفات المولود ورجع أعطاه لأمه ، وأوصاها عليه ، هنا تذكر عبد المطلب الراهب عيص فأراد أن يذهب إليه ويستوثق منه الخبر ..
_________________
إنطلق عبد المطلب مسرعاً ، الى صومعة عيص ، وعندما وصل للصومعة ، أخذ ينادي عيص .. عيص ،
فقال له عيص : كن أباه يا شيخ مكة ..
فقال عبد المطلب مستغرباً : من ؟!!!
قال عيص : لقد ولد الذي كنت قد حدثتكم عنه ، وربِ موسى وعيسى إنه وجع يشتكي منه ثلاثة أيام ثم يعافى [[ أي هذا المولود قد أصابه بعض المرض ]]
إحفظ لسانك يا عبدالمطلب [[ أي لا تتكلم عنه لأحد ]] ..
فإنه لايحسد حسده أحد [[ أي إذا علموا عنه شيء ، فالناس الحاقدة ، ستسعى لأذيته ، وإذا وقع في مصيبة يتشمتون به ]]
وإياك واليهود ، فيبغون عليه ، كما بغوا على الأنبياء قبله [[ أي اليهود كما هو معروف عنهم أنهم قتلة الأنبياء ، فإذا سمعوا به اليهود قتلوه ، كما قتلوا الانبياء قبله ]] ...
فقال عبد المطلب : يا عيص !! لقد ولد لإبني (( عبدالله المتوفى قبل أشهر ولد )) ..
فقال عيص : هو ذاك ياعبدالمطلب ، هو ذاك ، وربِ موسى وعيسى إنا لنجد في كتبنا أنه يولدُ يتيماً ، فاحفظ لسانك واحرص عليه ..
____________________________
يوجد أخبار كثيرة ، عن الأحبار اليهود والرهبان من النصارى بمعرفتهم في يوم مولدهِ وصفاته ، ولكن نكتفي بقصة الراهب عيص ويكفينا قوله تعالى فيهم :
{{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}}
أنت تقرأ
السيرة النبوية
Ficção Geralالسلام عليكم جميعا أصدقائى : إن شاء الله سأقوم وبشكل يومي بتنزيل جزء من السيرة النبوية التى تتحدث بإيجاز عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام (منذ مولده وحتى وفاته) .. لا يحتاج الجزء فى قراءته لأكثر من دقيقتين .. ومن يستطيع منكم إرسالها ليتم نشرها عل...