والد يوسف

18 9 0
                                    

وانا جالسة في غرفتي كنت اتذكر نظرات والد يوسف.
قلت في نفسي اعرف تلك النظرة حقا انا اعرف تلك العينان الخضراوان.
ثم قلت لا مستحيل ان يكون الشخص الذي في بالي.
تضاربت الافكار في رأسي وقررت غدا الذهاب الى صديق ابي المقرب الذي يدعى احمد  الذي كان يعمل معه.
وفي الصباح ذهبت اليه استقبلني بإبتسامة عريضة وقال لي اهلا بك يا عزيزتي لم تتغيري كثيرا منذ ان رأيتك آخر مرة.
ابتسمت له وقلت اريد ان اسألك عن موضوع مهم.
قال لي العم احمد: قولي لي يا ابنتي!
اجبت: هل كان لابي اعداء؟؟
قال: بالطبع فأبوك كان يملك منصب راقي حيث ينال الجميع احترامه ويسعى البعض لسحب كرسي السلطة من تحته... ثم اردف لماذا تسألين.
قلت: هل تتذكر اسماء عدوينه..ارجوك فلامر مهم
قال: اخبريني اولا لماذا.
اجبت بتوتر: عدني ان لاتبوح لاحد بحديثنا.
قال: اعدك.
قلت وبعد ان اخذت نفس عميق: انا اثق بك يا عمي كما كان يثق ابي بك.انا اشك بشخص تعرفت عليه مؤخرا انه من قام بقتل ابي.
قال بتعجب: من؟؟!
قلت: لا انا لست متأكدة بعد فقد اخبرني بأسمائهم وساعدني في البحث عن ملفاتهم الشخصية.
قال: حسنا... واخبرني بعدة اسماء لكن لم يظهر من بينهم اسم والد يوسف.
قلت: اتعرف احد كان يأخذ منصب ابي وكان لديه اخ مقتول.
سكت قليلا ثم قال: كان هناك رجل يأخذ منصب ابيك لكن سحبوا المنصب منه لانهم اكتشفوا انا خائن ونصاب وسارق اظن انه هرب خارج البلاد اما اخاه الذي تتحدثين عنه فقد قُتل لانه كان يسرق اموال الدولة وكان من اكبر الخائنين هو الثاني  .
وهنا تأكدت من انه هو فقلت: اعطني اسمه والمعلومات الكاملة عنه.
فقال سيتطلب الامر بعض الوقت سأرسل لك الملف على الهاتف غدا.
فشكرته جزيل الشكر وقبل ان اغادر قال لي.
ماذا ستفعلين يا ابنتي؟
قلت: سأقوم بما وعدت نفسي بأن اقوم به.
فقال:إن التسامح يا ابنتي هو اكبر واعظم من الانتقام، والعفو هو اجمل انتقام رقيق فدعي ربك يأخذ حقك منه.
لم اجب فقد غادرت بهدوء. فكرت بكلماته اختلطت مرة ثانية الافكار في رأسي .
العفو.
التسامح.
انتقام.
دعي ربك يأخذ حقك.
يوسف.
والده.
لم اكن اصدق انني وصلت الى المنزل حتى وضعت رأسي على الوسادة و اخذت نوم عميق.
وفجأة قفزت من سريري مرتعبة بسبب الكابوس الذي راودني رأيت الرجل ذو العينان الخضراوان ينظر الي بنظرة حادة ومن ثم قتل ابي الذي كان يجلس بجانبه مكبل الايدي.
وفي الصباح..
وصلني الملف قرأته بعد ان اخذت نفسا عميق.
تساقطت الدموع من عيني نعم هو الرجل ذو العينان الخضراوان هو قاتل ابي وهو ايضا والد حبيبي. صرخت بأعلى صوت فدخلت عمتي وهي مرعوبة وقالت حياة ماذا يجري.
صرخت في وجهها وقلت غادري غرفتي الان وبدأت ابكي.
غادرت عمتي الغرفة وكنت ارى قطرة دمع انسالت على وجنتيها.
تخالطت الافكار في رأسي مرة ثالثة وقلت ترى ماذا افعل وعدت نفسي ان اقتله وعدت نفسي ان امسك قلبه وارميه للكلاب والاسبوع القادم سيكون قلبه بين يداي ماذا افعل كيف اقتله وهو والد يوسف.

أميرة أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن