🥐✨🥐✨🥐✨🥐
.
.
.
.
فَرحَتي فِي ذَلِكَ اليَوم كانَتْ اكبَرَ مِن أن تَحمِلَها الأَرض..
عِندَ مَا تَخرَجتُ مِن المَدرَسةِ و إنتَقلتُ للمَرحَلةِ الجّامِعية أنا و أعَزُّ اصدِقائِي، و خُصوصَاً ذَلِكَ الأحمَقُ الّذِي لَمَّحتُ لَهُ طَوالَ المَرحَلةِ الثّانويِة
لَكِنّهُ لا يَفهَم!.. أحمَقٌ غَبِي.
لا ازالُ اسمَعُ ضَحِكاتِ حَفلَةِ تَخرُّجِنا تَترَدَدُ مَع صَدى الذِّكرايَات...
" ادرِيان! لا تَضع البَوالِين هُنا، قُلتُ لكَ ضَعها جانِبَ طاوِلةِ الكَعكةِ و الحَلويّات!!"
صدَحَ صَوتِي في القَاعةِ الّتي كُنّا نُجَهِّزُ فِيها لِلحَفلةِ أنا و الأصدِقاء، امّا ادرِيان.. فَهو الاحمَقُ الّذي أُحِب!
" حَسناً حَسناً!! لا تَصرُخِي" قَالَ يُمَرِرُ أصابِعَهُ في شَعرِهِ لَيليِّ اللّون، يَتنَهدُ و يُكمِلُ عَمَله.
كُلٌّ مِنّا أخَذَ دَورَه، جَاك يُزيِّنُ الحَلوَى، لُورَا تَضَعُ نَباتَاتَ الزّينَةِ، و الكٌثير مِن الأشياءِ الأُخرَى يَتعاوَنُ بِها الآخَرون، و أنا بَالطَبعِ كانَت مُهِمَتي أن أُراقِبَ ما يَفعَلون و أُنَبِهَهُم عَلى أخطائِهِم
لِأَنّها المُهِمةُ الأسهَل بَكلِّ بَساطة !..
و كانَتْ الحَفلَةُ ضَرباً مِنَ الخَيالِ لِشدةِ جَمالِها، كانَ كُلُّ شَيءٍ كَما أرَدناه.. و قَد دَعونا تَقريباً كُلَّ مَن نَعرِفُهم.
و اللّباسُ الأَسوَدُ الّذي صُمِّمَ خِصيصاً لأجلِي و على ذَوقِي.. كانَ رائِعاً.. طُرِّزَ علَيهِ رَسمَةُ قَمرٍ و نُجومٍ بِالخيُوطِ البَيضاء.
ذَوقِيَ رائِع؟.. شُكراً، اعلَمُ ذَلِك.
و بَعدَ نِهايَةِ الحَفلَة، فَعلتُ ما ظَنَنتُ أنَّني لَن أفعَلَهُ يَومَاً.. " ادرِيان؟" نادَيتُهُ و التّوَتُرُ تَشعّبَ في بَطني و مَشى مَع دِمائِي ما إن إستَدارَ لي.
" اوه،نَعم؟" قَال و الابتِسامَةُ الخَفيفَةُ اللّطِيفةُ لا تُفارِقُ وجهَهُ، يتَقدّمُ ناحِيَتي..
بادَلتُهُ الإبتِسامَة " هَل انتَ مُتَفرِّغٌ الآن؟ أُريدُ الحَديثَ معكَ في مَوضوعٍ ما.. إن كُنتَ مُتعَباً فَلا بأ-"
" لا لا ابَداً" قاطعني " انا مُتفرِّغٌ الآن، قولِي لي ماذا هُناك؟" قال بنبرتِهِ المُراعِية.
" سأُفَضِلُ لَو نَبتَعِدُ عن التّجمُعِ قَليلاً" أومَأ لي
"إتبَعيني" خَرجنَا مِن قاعَةِ الإحتِفالِ و مَشينا في الشارِعِ جَنباً إلى جَنب، انوَارُ الأعمِدَةِ و الأبنيةِ في عَينيهِ الزّرقَاءِ تلَألأتْ.
