▫️ تساؤلات ▫️

2 1 0
                                    

.
.
..
...
....
.....
......
.......
........
.........

الآن الساعة متأخِرةٌ من الليل..

الصمت القاتل يضغطُ على قلبي،كلّ ما يمكنُ سماعه هو صوتُ شهقاتٍ مكتومة.

قهرٌ و ذلٌ و حزنٌ جسيمٌ قطع الهواء عن رئتي، زرعَ هناكَ الألم..

ألمٌ نابض،يؤلمني و يشدّ عليّ مع كل نبضة من نبضات قلبي، اشعر بجسدي فارغ.. لا حيلة له

اما مدامعي فلم تُقصر، و امطرت كل حمولتها.

ابتلعت غصة الأشواك في حنجرتي، اكبتها.. هل من العدل كلّ ما يجري؟!

اشعر انني طيفٌ يمشي بين الناسِ في الشوارع..، طيفٌ غير مرئيّ للعيان.

كأن صوتي أضحى ذكرة منسية، و ضحكاتي تهرب مني و تحوم حول المدينة، كانني شبح انظر للجميع و تفاصيله مبعثرةٌ

و كأن من يتذكر سعادتي هي الاماكن
و المباني

و لا احد يدري بي!..

سعلت بقوةٍ لانقطاع الهواء من رئتي لشدة بكائي، و كبتي له لا يساعد بتاتاً

لكن ما عساي افعل؟

فعقلي اللاواعي كبر و ترعرع في مجتمع يرى ان البكاء ضعف، و انني اكثر مخلوقة تافهة إن بكيت، مما يجعلني خجلةً امام نفسي عندما ابكي.

حتى و انا وحدي في غرفتي، بابي مغلق، و النوافذ مقفلة، رغم ذلك اكبتها!

لما؟ لما على ذلك ان يحصل، الستُ انا انا؟ اذاً لماذا لا اتحكمُ في نفسي، تصرفاتي، ردود فعلي، مشاعري!.

اتمنى لو استطيع إمساك تلك الافكار التي اختبأت مني في اعمق نقطة بي، ثم اقسم انني ساقطعها إرباً كي اعيش بسلام

انا، بجانبي الواعي و الذي ياخذ الامور بمنطقية ارى ان كل ما اخوضه الان من بعثرةٍ فهو امرٌ طبيعي ولا بأس به، امتلك مبادئ منطقية و استطيع حماية نفسي من قساوة هذا العالم

لكن هناك ذلك الجانب الذي يسدّ اذنيه عن كل ما اقوله و يتبع الافكار الخاطئة التي اخذها من المجتمع، البيئة، الافكار الخاطئة لمن حولي.

و المشكلة، انني لا استطيع ان اقتلع هذا الجانب مني، لانه يبقى قطعة مني!

اجل، فإذا خلعت مني هذا الجانب الذي يعتبر اهم مكون في هويتي فمن انا؟

من انا بدون عقدي النفسية؟ لا احد يستطيع اقناعي ان هناك اشخاصٌ سعداء في حياتهم دون عقد نفسية.

كذب، كلنا نملكُ واحدةً او اكثر، و انا أرى انها هي ما تميزنا، و هي ما يحدد تصرفاتنا، انفسنا تتبعها دون اخذ رأينا حتى.

لذلك أنا اقف على هاويتين و في الحالتين هناك اضرار لي..

إما ان اخلع عقدي النفسية المتكونة من الماضي الفظيع لدي، فاصبح بلا ذاكرة و بلا دروسٍ في حياتي و اعود للفتاة الغبية التي كانت حيّةً قبل هذه الصفعات من الحياةو ذلك سيء.

أو ابقى على حالي، اكبت الالم المتدفق مع دمي في شراييني، و اكبت دموعي و كلامي لان لا احد سيفهم، اكبت عالماً آخر يصرخُ ليظهر، و اموت ببطئ

اما الآن، فساستلم للنعاس بعد ما جفّت دموعي، ربما في الصباح ساستطيع اخذ نفسٍ دون الشعور بألم في كل جسدي

..........
.........
........
.......
......
.....
....
...
..
.
.


لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 05, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

✨خواطر✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن