.
.
..
...
....
.....
......
.......
........
.........
...........شاردة..
كنتُ شاردةً اثناء الحصةِ الدراسية، امسكُ قلمي و ارسمُ و ازخرفُ على اطرافِ الورقة.
انا غيرُ مهتمةٍ بالدّرس لانني درستُ بالفعل اثناء هذا الصّيف، كنتُ قد جهزتُ نفسي لدخولي سَنتي الثالثة من المرحلةِ الاعدادية.
انتبهت للكثير من التفاصيل التي معلوماتُ الدّرس لم تكن واحدةً منها، مثل أن الغيومَ في سماءِ هذا اليوم كثيرة تُعطي ظِلاً ألِفتُهُ شتاءً.
و النّسيم اللطيف يدخلُ من النّافذةِ المفتوحةِ كضيفٍ خفيفٍ يُحَيّ الفصل و يداعب بشرتي، معه امتلأتْ رئتيّ برائحةٍ لستُ فقَط اعشَقُها.
بل لاطفَت قلبي و إلتفّت حولَ شرايينِه،
و رسمتْ بسمتي بسعادةٍ لذيذةٍ شعرتُ بها على لساني..تُنعشُني و تتعمقُ داخِلي حتّى شعرتُ بالإستِرخاء يَنبضُ مِن قلبيَ، يمتَزجُ مع دَمي و ينتَشرُ لكلّ جسدي، كمَن يَطفو فوقَ الغَيم.
ألا و هي.. رائِحةُ المطَر.
رائحةُ التُرابِ المبتلِّ كعبقٍ يَسرّ خاطري،
و البرودة التي حلّت على الأجواء تلتَفّ حَولي.و طبعاً فرحَتي لم تَتِم...
سَمعتُ بعضَ الشّهقات المندَهشة بسببِ نزولِ المطَرِ قبلَ موعِده، فآهٍ منكَ يا شتاء.. دائماً تفاجِئُنا بهذه الاجواء.
اغلَقنا النّوافِذ... و الطّلاب كالقرودِ يقفونَ على المقاعدِ و ينظرونَ للخارج.
فيصدَحُ صوتُ الاستاذِ ليهزّ جدرانَ المدرسة
و يفزُعني من لحَظات إسترخائي و هو يَصرُخ بالطلابِ جميعاً."اجلِسوا اماكنكم!!"
..........
.........
........
.......
......
.....
....
...
..
.
.