**الفصل الرابع: اكتشاف القوة والهروب من المجهول**

8 1 0
                                    

بينما كانت نوءه تكافح في عمق الغابة، كانت تشعر بالإرهاق والخوف من الموقف الذي واجهته. لكنها لم تستسلم، وواصلت سعيها للعثور على طريق العودة إلى المنزل. كانت تتابع طريقها بعزم، ولكن بفضل القوة التي اكتشفتها في نفسها، كانت تتحرك بسرعة أكبر من المعتاد.

كلما تقدمت في الغابة، كانت تتوقف بين الحين والآخر لتستريح قليلاً، وتفحص آثار أقدامها لتتأكد من أنها تسير في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، لم يكن لديها أي دليل واضح على الطريق الذي يجب أن تسلكه، وكانت الأمطار التي هطلت في الليل قد جعلت الطريق زلقًا وصعبًا.

كان الكلب الذي أنقذ حياتها من الثعلب يسير بجانبها، وهو يعرج على قدم واحدة. بدت جروح قدمه من عضة الثعلب مؤلمة، وكانت نوءه تشعر بالقلق من حالته. كانت قد قررت أن تعتني بالكلب وتساعده بما تستطيع. وقفت على أحد الجوانب وبدأت تفحص قدمه، متسائلة عن كيفية معالجة الإصابة.

فجأة، تذكرت نوءه قدرتها الجديدة التي اكتسبتها، وقررت أن تجرب ما إذا كانت تستطيع استخدام قوتها بطريقة مختلفة. نظرت إلى قدم الكلب وتفحصتها بدقة. كانت العضة واضحة، ولكنها لم تكن تعلم كيف يمكن أن تساعد في علاجها. قررت أن تلمس الجرح بحذر، على أمل أن يكون لها تأثير.

عندما لمست قدم الكلب برفق، لاحظت شيئًا غير عادي. بدأت تشعر بتيار غريب يسري في يديها، وكان الجرح في قدم الكلب يبدو وكأنه يتعافى بشكل سحري. لاحظت أن الألم الذي كان يعاني منه الكلب بدأ يتلاشى، والجرح بدأ يغلق بسرعة أكبر مما كانت تتوقع.

قالت نوءه بدهشة، "يا إلهي! كيف يمكن أن يحدث هذا؟"

فوجئت من أن الجرح في قدم الكلب بدأ يتعافى بشكل مذهل، وكأنه لم يكن موجودًا أصلاً. كانت قوة شفائها تتجاوز توقعاتها، وأحست بشعور من الفرح والارتياح لرؤية الكلب يتعافى.

قالت وهي تبتسم للكلب، "أنت الآن أفضل! يبدو أن هذه القوة التي اكتسبتها يمكن استخدامها في علاج الجروح. لكن لماذا يحدث هذا؟"

أعادت نوءه تفحص قدم الكلب بعد أن تعافت تمامًا، وأحست بشعور من المسؤولية تجاه المخلوق الذي أنقذ حياتها. كانت تعتقد أن لديها القدرة على القيام بشيء إيجابي مع هذه القوة الجديدة.

بعد أن تأكدت من أن الكلب بخير، قررت أن تعود إلى متابعة الطريق إلى المنزل. كانت تأمل أن تساعدها قوتها في العثور على الطريق الصحيح، وأن تكتشف المزيد عن نفسها وكيفية التعامل مع هذه القوة.

استأنفت نوءه سيرها عبر الغابة، وكانت تشعر بالثقة والراحة بعد أن تماثل الكلب للشفاء. كانت تدرك أن الطريق ما زال طويلاً، ولكن الأمل في العودة إلى المنزل وشعور الارتياح بفضل مساعدة الكلب كانا يعززان عزيمتهم .

بعد مرور ثلاثة أيام من البحث المستمر، كانت رحلة العثور على نوءه قد استغرقت وقتًا طويلاً وصبراً من جانب كل من رشا وأمال وإسماعيل. كانت الغابة قد شهدت الكثير من التحولات والتحديات، ولكن الأمل في العثور على نوءه لم يتوقف.

وفي صباح أحد الأيام، بينما كانت نوءه تستعد لمتابعة طريقها، سمعت أصواتاً مألوفة تناديها من بعيد. كانت أصوات تنبعث من أعماق الغابة، وكأنها تأتي من أشخاص كانوا يبحثون عنها. تطلعت نوءه إلى الأمام، وشعرت قلبها يضطرب بفرح مفاجئ. تأكدت أنها سمعت أصوات أمها رشا وأختها أمال، وصوت شخص آخر كان يبدو مألوفاً لكنه غير معروف بالنسبة لها.

بينما كان الكلب الذي أنقذ نوءه يتبعها بصمت، اقتربت المجموعة بقيادة إسماعيل ورشا وأمال. وعندما التفتت نوءه، رأتهم يقتربون منها. لم يكن هناك شيء يمكن أن يصف فرحتها عندما رأت أمها وأختها ينقضون عليها بلهفة. احتضنتها رشا وأمال بكل شوق، والتقطوا من بين دموع الفرح وابتسامات الارتياح.

"نوءه! أخيرًا وجدناك!" صرخت رشا، وهي تحتضن ابنتها في أحضانها، وكأنها تستعيدها بعد فترة طويلة من الفراق. "لقد كنتِ في خطر، ونحن قلقنا عليكِ كثيرًا."

أجابت نوءه، وهي تذرف الدموع، "أمي، أختي... أنا آسفة جدًا على تأخيري. لم أكن أتصور أن الأمور ستنتهي هكذا."

وفي تلك اللحظة، انتبهت نوءه إلى وجود إسماعيل بينهم. كان يقف بعيدًا قليلاً، يراقب المشهد بفضول. وعندما رفعت نوءه عينيها نحوه، تلاقت نظراتهما. شعر كل منهما بانجذاب غريب تجاه الآخر، وكأن هناك شيئًا غير مرئي يربط بينهما. كانت عيون إسماعيل الخضراء تتأمل في عيني نوءه البنيتين، وكان هناك شعور عميق يتسلل بينهما.

وفي الوقت نفسه، لاحظت نوءه أن الكلب الذي كان معها لم يكن وحيدًا. كان هناك كلب آخر يرافق إسماعيل ورشا وأمال، وقد بدا كأنه يتفاعل بشكل ودي مع الكلب الذي أنقذ نوءه. بعد لحظات من التفاعل، لاحظت نوءه أن الكلبين ينسجمان تمامًا، ويتبادلان النظرات والأنشطة، وكأنهما قد التقيا من قبل.

ضحك الجميع عند رؤية الكلبين يتفاعلان بهذه الطريقة، وكان هذا الموقف يضيف لمسة من المرح إلى اللقاء العاطفي. شعر الجميع بالارتياح لرؤية أن كل شيء قد عاد إلى طبيعته، وأن الكلاب التي كانت قد قدمت المساعدة قد وجدت صديقًا لها.

سألت نوءه أمها بابتسامة، "أمي، من هذا الذي معكم؟"

أجابت رشا وهي تبتسم، "هذا هو إسماعيل. لقد كان معنا طوال فترة البحث عنكِ، وقد قدم لنا الكثير من المساعدة."

تقدّم إسماعيل نحو نوءه، وقال بابتسامة، "أنا سعيد جدًا أنني تمكنت من العثور عليكِ. كانت الرحلة صعبة، ولكننا نجحنا بفضل تعاون الجميع."

بينما كانت المجموعة تتبادل الحديث وتسترجع الذكريات، استمرت اللحظات العاطفية بين نوءه وإسماعيل في النمو. لم يكن هذا اللقاء مجرد لقاء عادي؛ كان يحمل في طياته بداية لشيء أكبر وأعمق. كان من الواضح أن هذه الرحلة كانت بداية لرباط غير متوقع بينهما.

وفي النهاية، عندما نظرت نوءه إلى الكلبين وهما يلعبان معًا، أدركت أن الأمور ربما كانت تسير بشكل أفضل مما كانت تتوقع. كان اللقاء بمثابة بداية جديدة مليئة بالأمل والتحديات الجديدة.

**نهاية الفصل الرابع**

سر الزهرة الذهبية (لعنة الاقدار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن