***الفصل السابع: ظل اللعنة**

6 1 0
                                    

في صباح اليوم التالي، استعد إسماعيل ونوءه لمغامرتهم إلى الزهرة. كان صباحًا هادئًا، والشمس تتألق في الأفق، مما أعطى لمسة من الأمل والإشراق ليومهم المقرر. ذهب إسماعيل إلى منزل نوءه، حيث كانا يخططان لمغادرة المنزل معًا في وقت مبكر.

عندما وصل إسماعيل، استقبلته نوءه بابتسامة عريضة. ومع ذلك، كان هناك توتر خفيف في الهواء، لأنهما اكتشفا أنهما قد نسيا المكان بالضبط الذي وجدا فيه الزهرة الذهبية. كان هذا الخبر مفاجئًا لإسماعيل، الذي كان يشعر بالقلق بشأن تأخير الرحلة.

“لا تقلقي، سنجد طريقنا,” قال إسماعيل بطمأنينة. "لقد مررنا من هنا من قبل، وسنتذكر في النهاية."

ودعت نوءه والدتها واختها، والتي كانت تحاول إخفاء قلقها، فذكّرها إسماعيل بلطف: "إذا تأخرنا أو لم نعد اليوم، لا داعي للقلق. يمكننا المبيت هناك إذا لزم الأمر." وافقت والدة نوءه على هذا، وشددت على أهمية سلامتهم، ثم تابعوا رحلتهم.

عند دخولهم إلى الغابة، بدأ إسماعيل يلاحظ شيئًا غير عادي. كانت نوءه تسير بسرعة غير معتادة، كما لو كانت تتحرك بخفة ورشاقة أكبر. سألها عن السبب: "لماذا تسيرين بسرعة كهذه؟"

أجابت نوءه بسرعة، وهي تتنفس بصعوبة: "منذ أن لمست الزهرة، شعرت بقوة غريبة داخل جسدي. حتى عندما كنت أساعد الكلب المصاب، لاحظت أنني شفيته بسرعة، وهذا يجعلني أسرع في المشي."

تفاجأ إسماعيل من هذا الكشف. "إذاً، الزهرة تمنح نوعين من القوة، وليس فقط قوة واحدة. هذا يفسر لماذا يبدو أنك تتمتعين بقدرات غير عادية."

واصلوا سيرهم عبر الغابة، حيث كان الكلبان اللذان كانا معهما من قبل يرافقونهما. وفجأة، توقف إسماعيل وأخذ ينادي بصوت عالٍ بأسماء: "منقذ، مياولي!"

سألت نوءه بدهشة: "من هؤلاء؟ وما هذه الأسماء الغريبة؟"

ابتسم إسماعيل وقال: "أعطيت الكلبين أسماء لتمييزهما. منقذ هو الكلب الذي أنقذك، ومياولي هو الكلب الآخر. إنه لأمر مفيد أن ندعوهم بأسمائهم حتى يعرفوا أننا نقصدهم."

أجابت نوءه بابتسامة خفيفة: "فهمت الآن. شكراً لتوضيحك."

أقبل الكلبان على الفور عند سماع أسمائهما، وتقدموا بكل حماس. شعر إسماعيل بالارتياح لرؤية الكلبين مستعدين للتعاون معهم مرة أخرى. "ألم أقل لكِ أن لا تقلقي؟ نحن على الطريق الصحيح."

تبع الكلبان إسماعيل ونوءه، وأصبحوا قريبين من المكان السحري حيث توجد الزهرة. كانت الأشجار كثيفة، والشعور بالغموض يملأ الأجواء. أخيرًا، بعد ساعات من المشي، وصلوا إلى الموقع السحري حيث ظهرت الزهرة الذهبية في ضوء الشمس اللامع.

كان المنظر ساحرًا. الزهرة كانت تتلألأ، تنشر ضوءًا ذهبياً على الأرض المحيطة. تأمل إسماعيل ونوءه المنظر بدهشة، حيث لم يكن أي منهما يتوقع أن يكون المكان بهذا الجمال. أطلق إسماعيل نفسًا عميقًا وقال: "ها نحن هنا. لقد وجدنا الزهرة."

تقدمت نوءه ببطء نحو الزهرة، عيونها تتألق بالشغف والحماس. بينما كان إسماعيل يراقبها، شعر بتقدير عميق لتصميمها وشجاعتها. كان هذا لحظة هامة في رحلتهما، حيث كانا على وشك اكتشاف أسرار الزهرة الذهبية.

جلسوا بالقرب من الزهرة، وبدأوا في استكشاف البيئة المحيطة بها، عازمين على جمع أكبر قدر من المعلومات حول هذه الظاهرة الغامضة. بينما كانوا يستعدون للبحث والتدوين، كانت الإثارة في قلوبهم تتصاعد، مما جعلهم يشعرون بأنهم على أعتاب اكتشافات جديدة قد تغير حياتهم إلى الأبد.

بعدما أمضى إسماعيل ونوءه بعض الوقت في تأمل الزهرة الذهبية، قررا البحث عن أي علامات أو كتابات قد تكون محفورة على الجدران المحيطة. كان لديهما شعور بأن للزهرة تأثيرات قوية، ولكن لم يكن من الطبيعي أن تكون لها كل هذه الفوائد دون أية أضرار محتملة.

بدأ إسماعيل يفحص الجدران بعناية بينما كانت نوءه تبحث في الأرضيات. فجأة، توقفت نوءه وصرخت: "إسماعيل، أنظر هنا!"

اقترب إسماعيل منها، ونظر إلى ما كانت تشير إليه. كان هناك نقش بعيد عن الزهرة، محفور على الجدار. بدا النقش غريبًا، وكانت الكلمات مكتوبة بلغة غير مألوفة. "ما هذه اللغة؟" سأل إسماعيل بحيرة.

نظرت نوءه بتمعن وقالت: "أعتقد أنها السنسكريتية. رأيت هذه الكلمة من قبل على غلاف كتاب قديم. إنها تعني 'لعنة'."

تبادل إسماعيل ونوءه نظرات القلق. "إذاً، هناك احتمال أن تكون هذه الزهرة لها تأثيرات سلبية أيضاً. يجب أن نعرف المزيد عن هذا النقش."

قال إسماعيل بحزم: "لا يمكننا فهم كل هذا بأنفسنا. سأذهب غداً إلى حكيم القرية، الحكيم صقراط، وأطلب منه أن يأتي هنا لترجمة هذه النقوش لنا."

وافقت نوءه على الفور، وقالت: "نعم، هذا هو الأفضل. دعنا نعود الآن، ونعود غداً مع الحكيم."

في طريق العودة، كان إسماعيل لا يزال مشغولاً بالتفكير في النقش. "إنها المرة الأولى التي نواجه فيها شيئاً مثل هذا. لعنات، وقوى غريبة... ما الذي يمكن أن تعنيه كل هذه الأمور؟"

نوءه، وهي تحاول تهدئة نفسها، أجابت: "لا أدري، ولكن هذا يجعلني أشعر بالقلق. هل تعتقد أن هذه الزهرة يمكن أن تكون سبب كل التغيرات التي نشعر بها؟"

"قد يكون ذلك. علينا أن نكون حذرين جداً. إذا كانت الزهرة تحمل لعنات كما تشير النقوش، فعلينا أن نعرف كيف نحمي أنفسنا."

في تلك اللحظة، توقف إسماعيل وأشار إلى الأرض أمامهم: "نوءه، توقفي!"

نظرت نوءه إلى الأرض ورأت ثعبانًا عملاقًا يتلوى ببطء. كان ثعبانًا ضخماً، وكانت حركته بطيئة ولكنه بدا خطيراً.

في لحظة، اندفعت نوءه نحو إسماعيل واحتضنته من شدة الخوف. "إسماعيل، ماذا سنفعل؟"

**نهاية الفصل السابع**

سر الزهرة الذهبية (لعنة الاقدار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن