استفاقت نوءه في الصباح التالي على حركة خفيفة تحتها. فتحت عينيها لتجد نفسها على ظهر الفرس، بينما كان إسماعيل يسير أمام الفرس، ممسكًا بلجامه بيد قوية. ارتدت الشمس ثوبها الذهبي فوق الأفق، وأشعت أشعتها على الصحراء الواسعة التي تحيط بهم. استنشقت نوءه هواء الصباح العليل، وحاولت الجلوس بشكل أكثر راحة على ظهر الفرس، فكانت تشعر بالاهتزازات الخفيفة مع كل خطوة يخطوها الفرس.
تململت نوءه قليلاً، ثم رفعت رأسها إلى إسماعيل، الذي كان يبدو مستغرقًا في متابعة الطريق. كان الفجر يلوح في الأفق، وكانت الألوان تتغير ببطء بين الأزرق والبرتقالي، مما أضاف لمسة سحرية إلى المشهد الطبيعي.
سألت نوءه بفضول: "صباح الخير، أين نحن؟ ومنذ متى وأنا نائمة هنا؟"
أجاب إسماعيل بابتسامة واسعة، وهو ينظر إلى الأفق: "صباح الياسمين، يا جلالة الأميرة. نحن نقترب من الشمال، حيث يقيم الحكيم موزي. أما عن مدة نومك، فقد كنت نائمة منذ ما يقارب نصف قرن."
ضحكت نوءه، وقالت برفق: "هذه مبالغة، أليس كذلك؟"
أجاب إسماعيل بجدية متصنعة، وهو يحاول كبح ضحكته: "بالطبع، أيتها الأميرة، أنت تنامين كما يحلو لك. كنت في غاية الهدوء والراحة أثناء النوم."
ابتسمت نوءه، وسألت بفضول أكبر: "هل نمت أنت أيضًا؟"
أجاب إسماعيل بجدية: "ومن يحرس الأميرة أثناء نومها ونحن في وسط الصحراء؟ عند العودة، سأكون نائمًا، لا تقلقي."
بدأت نوءه تفكر في مدى اهتمام إسماعيل بها، وكيف أنه ظل مستيقظًا طوال الليل من أجل راحتها. شعرت بالامتنان، وازداد إعجابها به أكثر فأكثر. كانت تفكر في الطريقة التي أظهر بها إسماعيل عنايته، وكيف أن هذه الرحلة ساعدت في تعميق فهمها لشخصيته.
بينما كانا يسيران معًا، أخذ إسماعيل يشير إلى معالم الطريق ويتحدث عن تفاصيل المناظر الطبيعية التي مروا بها. كانت الجبال تظهر في الأفق، وكانت تتغير تدريجياً مع اقترابهم من الشمال. أشار إلى ممر ضيق بين الصخور، وقال: "انظري، هذه هي الجبال التي كنت أتحدث عنها. كلما اقتربنا، سترين كيف تتغير المناظر."
كان النسيم العليل يلاعب شعر نوءه، مما جعل الرحلة أكثر متعة. لاحظت كيف أن إشراقة الشمس تضيف لمسة سحرية على المناظر الطبيعية، مما جعلها تشعر بالسلام الداخلي. كانت تفكر في كيف أن هذه الرحلة ساعدت في التقارب بينهما، وكيف أن إسماعيل كان دائمًا يهتم براحتها وسلامتها.
قال إسماعيل وهو يشير إلى أسفل الجبل: "انظري، هذا هو المنزل الذي نبحث عنه. لقد وصلنا إلى وجهتنا."
شعرت نوءه بسعادة غامرة، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها. كانت أشعة الشمس تضيء الطريق أمامهما، مما زاد من جمال المنظر. عندما وصلا إلى المنزل، وجدته يبدو بسيطًا ولكنه يحمل سحرًا خاصًا. كانت الجدران مبنية من الحجر، وتحيط بها حديقة صغيرة مليئة بالأعشاب والنباتات المختلفة، مما أعطى المنزل طابعًا هادئًا وطبيعيًا.
أنت تقرأ
سر الزهرة الذهبية (لعنة الاقدار)
Fantasy**"سر الزهرة الذهبية: لعنة الأقدار"** في قلب عالم مليء بالغموض والتحديات، تنسج أحداث رواية "سر الزهرة الذهبية: لعنة الأقدار" قصة شاب قوي يُدعى إسماعيل وفتاة شجاعة تُدعى نوءه. يلتقيان في ظروف غير متوقعة، حيث تتشابك مصيراتهما حول زهرة نادرة تُعتبر مفت...