**الفصل الثامن: قوى خفية وخاطر مجهولة**

6 1 0
                                    

حاول إسماعيل تهدئة نوءه وهو يراها ترتجف من شدة الخوف. قال لها بصوت هادئ ولكنه حازم: "نوءه، يجب أن تذهبي وتختبئي خلف تلك الشجرة البعيدة. سأتعامل مع الثعبان."

نظرت نوءه إليه بقلق وقالت: "ولكنني لن أتركك هنا وحدك."

أجابها إسماعيل: "اذهبي فحسب. سأكون بخير."

بدأ الثعبان العملاق في الزحف نحوهما ببطء، لكن سرعته تزايدت مع كل لحظة. كانت عيناه تتلألأان بشكل مخيف، وكأنهما تبحثان عن فريسة. دفع إسماعيل نوءه بعيداً، وبدأ في التصدي للثعبان.

التحم الثعبان بإسماعيل، وهو يحاول الإمساك به بفمه الضخم. لكن إسماعيل كان بارعاً في الحركة، فقد قفز فوق رأس الثعبان في اللحظة الأخيرة، مما حال دون أن يلتقطه الثعبان في فمه. ظل الثعبان يلاحق إسماعيل، الذي استخدم كل قدراته في القفز والشقلبات للابتعاد عنه.

في تلك الأثناء، حاولت الكلاب التي كانت مع نوءه أن تعض الثعبان وتبعده. لكن الثعبان انتبه إليهما، وسرعان ما تحول نحوهما بنية ابتلاعهما. حاولت الكلاب النباح والعض، لكن الثعبان كان أكبر وأقوى.

شعر إسماعيل بالقلق على الكلاب وقرر التصرف بسرعة. أمسك بغصن شجرة حاد، وقفز فوق الثعبان بكل ما لديه من قوة، طعنه في جسمه. كانت المعركة عنيفة، ولكن إسماعيل تمكن من توجيه الضربة القاضية، مما جعل الثعبان يزحف ببطء، ثم يخر صريعاً على الأرض.

من خلف الشجرة، كانت نوءه تراقب المشهد بعيون واسعة، وقد ملأتها الدهشة والإعجاب. لم يكن الخوف هو الشعور الوحيد الذي اجتاحها، بل زاد إعجابها بشجاعة إسماعيل وقوته. عندما انتهت المعركة، عاد إسماعيل إليها، وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة، ولكن بنظرة انتصار في عينيه.

قال إسماعيل: "سيصعب على الحكيم صقراط أن يأتي إلى هنا بسبب المخاطر المحيطة بالمكان. سيكون من الأفضل أن نأخذ المنحوتة إلى القرية بأنفسنا."

نظرت نوءه إلى المنحوتة وقالت: "لكنها ثقيلة جداً."

ابتسم إسماعيل وقال: "لا بأس، كنت أعتاد على حمل أخشاب ومعدات زراعة تزن مثلها كل يوم. سأحملها على ظهري، ونعود إلى منزلنا."

حمل إسماعيل المنحوتة بحذر، وتوجها معاً إلى منزل نوءه. بينما هما في الطريق، سألت نوءه: "إسماعيل، ما طبيعة عملك التي تجعلك تتحمل مثل هذه الأوزان الثقيلة؟"

أجاب إسماعيل وهو يواصل السير: "أنا أعمل في الزراعة، وأعتني بالأراضي وأقوم بجميع الأعمال الشاقة. لقد اعتدت على حمل الأثقال والتعامل مع المعدات الثقيلة كجزء من عملي اليومي."

أثارت إجابته اهتمام نوءه، وسألته: "وماذا يدفعك للعمل في هذا المجال؟ هل هناك سبب محدد؟"

قال إسماعيل: "إنه إرث عائلي. منذ صغري، كنت أساعد والدي في العمل في الأرض. وعندما كبرت، أصبحت مسؤولاً عن الأرض والعائلة. العمل في الزراعة يعطيني شعوراً بالإنجاز والفخر، ويجعلني أشعر بالاتصال بالأرض التي نعيش عليها."

سر الزهرة الذهبية (لعنة الاقدار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن