الخاتمة💙

353 11 2
                                        

جلست أمام مرآتها تجرب أكثر من لفة حجاب على رأسها لتنتقى أنسبهم لوجهها، دخل زوجها فى تلك الأثناء غرفتهم وهو يسير بتعب لفراشه، التفتت له "داليدا" وهى تسأله بحماس:
- ايه رأيك فى لفة الطرحه دى يا "يحيى" عاوزه ألفها بكره على الفتسان السوارية فى فرح "أيلا" و "معاذ"
نظر لها "يحيى" نظره سريعة وهو يلقى بنفسه على الفراش بارهاق هاتفا:
- حلوه
تهجم وجهها وهى تنهض من مكانها مقتربة منه قائلة بغيظ:
- والله!.......انت لحقت تبص
نظر لها وهو يتصنع الانبهار حتى تحل عن رأسه:
- الله تحفه اوى بجد
رمقته "داليدا" بنظرات نارية لكن حاولت اصطناع البرود وهى تقول:
- لا مش قد كده، أنا هلف تربون
اعتدل "يحيى" على الفراش قائلا بطريقة سوقيه:
- نعم يختى!
اجابته بلكنتها الأصلية بغيظ:
Ne -
(ماذا)
- لا متعقديش تنونويلى مش كفاية عوجتى بوق الواد "باريش"
- ما "بيجاد" بيكلم بطريقة بيئة زيك، ايه يعنى أما "باريش" يبقى زيى
كانو يتحدثون عن اولادهم "بيجاد" الأكبر ذو الاثنان والعشرين عاما يشبه والده فى كل شئ بملامحه وطريقة كلامة وكأنه نسخة مصغرة منه وعلى النقيض منه تماما كان شقيقه الأصغر "باريش" ذو العشرين عاما يشبه والدته بملامحها الجميلة وعيونه الزرقاء ويحب التحدث باللغة التركية أكثر من المصرية مما كاد يصيب والده بالجنون لعدم فهمه حديثه، ضحك "يحيى" على اختيارها لاسماء ابنائهم وهو يقول بسخرية:
- بس بس انا اللى غلطان انى سبتلك العيال تسميهم انتى، واحد من حوارى مصر و واحد من حوارى تركيا
كتفت "داليدا" ساعديها هاتفه بحنق:
- متغيرش الموضوع يا "يحيى" أنا هلبس تربون
هددها والشرار يتطاير من عينيه:
- وماله عشان اقطملك رقبتك اللى هتبينيها
تحسست "داليدا" رقبتها بطريقة تلقائية وهى تبتلع لعابها، فتح فجأه "بيجاد" باب الغرفة عليهم وهو يقول بلا مبالاه:
- "تالا" و"مروان" جم
امسك "يحيى" الوسادة الذى يسند بها ظهره والقها فى وجه ابنه هاتفا بحده:
- اسمهم عمى ومرات عمى يا قليل الادب، ومش قولتلك كذا مره تخبط يا حيوان
تفادى "بيجاد" الوسادة لترتطم فى وجه شقيقه الذى كان سيدخل الغرفة خلفه، اقتربت "داليدا" بضيق من ابنائها هاتفه:
- عجبك كده اهى جت فى اخوك، وبعدين يا "يحيى" بلاش التصرفات دى اكلم براحه معاه متضربوش
احمرت عينى "باريش" الزرقاء من الغضب وعنف شقيقه:
- Yaptığın her şey yüzüme geri dönüyor
( كل ما تفعله يعود إلى وجهى)
نظر "يحيى" ببلاهه لزوجته وهو يسألها:
- هو الواد ده بيشتمنى ولا ايه؟
كتمت "داليدا" ضحكتها وهى تسأل "باريش" بحنان:
- كنت عاوز ايه يا حبيبى ؟
اغتاظ "بيجاد" من تدليلها لشقيقة لذا قال قاصدا استفزازها:
- والله يعنى هو حبيبك وانا مش حبيبك، طب ايه رأيك بقا ان طليقة جوزك قاعده تحت
اشتعل الغضب فى صدرها من وجود "منة" فرغم مرور تلك السنوات إلا أن الاثنان مازالت لعبة القط والفأر مستمره بينهم، اندفعت "داليدا" تضربة بالوسادة الملقاه على الأرض هاتفه:
- طليقة مين يا حيوان، انزل قدامى كده
سمعت صوت "يحيى" وهو يضحك من خلفها قائلا:
- ايه يا "داليدا" متضربهوش اتكلمى معاه براحة
تجاهلته "داليدا" وخرجت من الغرفة تركض وراء "بيجاد" الذى هرب من بطشها، اقترب "باريش" من والده وهو يقول بابتسامة عابثة:
- Sanırım ne yazık ki bir savaş çıkmak üzere
(أعتقد للأسف أن الحرب على وشك أن تندلع)
امسكه "يحيى" من طرف قميصه وهو يصرخ به بحده بعد أن طفح به الكيل:
- ولا اقسم بالله لو ما اظبط واتكلمت عربى لأكون ناقل ورق جامعتك من تركيا لهنا فى مصر
ابتعد عنه "باريش" مُردفا بفزع:
- Bunu yapamazsın
(لا يمكنك القيام بذلك)
زاد غضب "يحيى" منه فنهض يهم بضربه فركض "باريش" بسرعة خارج الغرفة و والده وراءه
- - - - -
دخلت "داليدا" الصالون فوجدت شقيقتها "داليا" ومعها بناتها الثلاث "حنين ودينا ورودينا" و شقيقها "ساهر" و زوجته"سهيلة" ونجلهم الوحيد "إيمرى"، و"مروان و تالا" وابنائهم "قاسم ويزن وخديجة" واخيرا "منة وسيف" وابنائهم "سارة وجاسر"، هتفت "داليدا" بابتسامة واسعة وهى ترحب بهم:
- منورين كلكم
لكنها نظرت "لمنة" هاتفه بابتسامة سمجة:
- خاصتا "منة" طبعا
بادلتها "منة" الابتسامة الصفراء، عانقت "داليدا" الفتيات و شقيقها وابناء اشقائها، لكنها ابعدت "إيمرى" عنها بضيق عندما هتف:
- وحشتينى والله يا "دُولى"
دفعته "داليدا" عنها وهى تنظر له بغضب من ذلك اللقب الذى يتعمد استخدامه لمضيقتها، مازحها "إيمرى" عندما شعر بغضبها:
- انتِ السبب يا عمتو فى أن أسمى "إيمرى" عشان كده بنتقم
ضحكت "داليدا" على دعابته وهى تتذكر عندما كانت زوجة شقيقها حامل وأصرت عليها أن تنتقى لابنها اسم تركى، عانقتها "داليا" قائلة بمرح:
- الحمدلله أن بعدت عيالى عنها، كانت سمتهم زى "إيمرى" و"باريش"
دخل "باريش" فى تلك اللحظه وقد استمع لحواراهم الاخير هاتفا بضيق مصطنع:
-Türkçe isimlerin nesi yanlış?
(ما العيب في الأسماء التركية؟)
حاوطه "ساهر" من عنقة هاتفا بمزاح:
- هو الولا ده لسه مودتهوش عند ميكانيكى يصلح لسانه
هتفت "منة" بحسن نية:
- ده زمان "يحيى" متجنن منه، هو الوحيد اللى مبيفهمش تركى فى البيت
اغتاظت "داليدا" عندما اتت على ذكر زوجها فاقتربت من "سيف" تهم بمصافحته حتى تستفزها هى الأخرى هاتفه بابتسامة واسعة:
- "سيف" حبيبى وحشنى
راقبها "سيف" بضحكة مكتومه فهو يعرف ما تفعله خاصتا عندما لاحظ وجه زوجته الذى احمر من الغضب كان يهم هو الآخر بمصافحتها لكن فجأة وجد يد خشنه فى يده كانت يد "يحيى" قائلا بغيره:
- المدام مبتسلمش والله
ضحك الجميع على عبثهم الذى لم يختفى بمرور السنوات، جلسو قليلا معا بالصالون يتحدثون ويمزحون حتى ذهبت النساء للمطبخ لتحضير الطعام، هتفت "تالا" بحزن:
- مكنش ماما وبابا (حمزه ونورهان والدا زوجها) اجلو عمرتهم وكانو معانا دلوقتى
اجابتها "داليدا" بضيق هى الأخرى:
- الغلط مش عليهم هما حجزو التذاكر وبعدها "أيلا ومعاذ" قدمو فرحهم عشان شغلهم برا ميتأخرش عن كده
نكزتها "سهيلة" فى كتفها قائلة بابتسامة هادئة:
- فرفشى يا "تالا" هنعملهم لايف
ابتسمت "تالا" على حديثها بينما سألتهم "منة" بجدية:
- هو عمو "نبيل" وطنط "مريم" مش هيجو بردو؟
تنهدت "داليا" قائلة:
- هيعملو ايه، انتى عارفة أن بابا تعبان اوى وماما متقدرش تسيبه، ده هيجى بكره الفرح بالعافية، ربنا يشفية يارب
- يارب
رددها الجميع وراءها، وعم الصمت قليلا حتى تقطعه "داليدا" وهى تسأل شقيقتها:
- اومال انتى جوزك فين يا "داليا"؟
تهجم وجه "داليا" وهى تجيبها باقتضاب:
- اشاكلت معاه، أنا اصلا عاوزه أطلق
لم يندهش اى منهم ولم يعيروها اهتمام فتلك الكلمات تخرج من "داليا" كثيرا بسبب غيرتها المبالغ بها على زوجها حتى اعتادها اربعتهم، اغتاظت "داليا" من برودهم فصرخت بهم:
- أنا بكلم بجد على فكره
حاولت "داليدا" مهاودتها وسألتها باهتمام مزيف:
- طب ايه اللى حصل؟
- فى واحده عملتله لاف على كل صورة على انستجرام
ردت عليها "منة" بتعجب:
- ايوا واخويا ماله يعنى؟
تدخلت "سهيلة" فى الحوار قائلة بشك:
- استنى بس عشان أنا شاكه فى حاجه، هى اللى عملتله لاف دى كبيرة ولا صغيره؟
- عندها 20 سنة الحيوانه
وكأنها لم تقل شئ مجددا فانشعل الجميع بما يفعله دون أن يعطوها أدنى اهتمام فاردفت بانفعال:
- والله طب حطو نفسكم مكانى
تنهدت "داليدا" وهى تجيبها بملل:
- انتى هبله يا "داليا" دى قد بنتك "حنين"
- اه ما هى صاحبتها
- صاحبتها!!!!
رددها الجميع وراءها باستنكار، دخل فى تلك اللحظه "يحيى" المطبخ وهو ينادى على "داليا" و "داليدا" ليخرجوا معه، خرج الاثنان معه من المطبخ فوجدو "عبدالله وأيلا ومعاذ" قد جاءوا، فاندفعت "داليدا" تعانق ابنة شقيقتها بحنان هاتفه:
- يا حبيبتى الحمدلله انك جيتى......ازيك يا "معاذ" يا حبيبى
بادلها كلاهما التحية بحراره فاخذتهم معها لغرفتها لكى تتحدث معهم على انفراد بعد أن ألقت "أيلا" التحية على خالتها "داليا" التى كانت واقفه ترمق زوجها بنظرات غاضبه، اقترب "عبدالله" من زوجته وهو يخرج من خلفه باقة من الورود هاتفا بمرح:
- خلتينى عملت لصحبة بنتى بلوك زى العيال الصغيره، واروح المحل اشترى ورد فى السن ده يا قادره
تأثرت "داليا" عندما أخرج باقة الزهور من خلف ظهره واخذتها بلهفه واضحة هاتفه:
- الله دى جميلة اوى يا "عبدالله"
- اه يا معدومة الكرامة
قالها "مروان" بمرح وهو يقترب منهم، صرخ به "عبدالله" بضيق:
- بقولك ايه خليك فى حالك، انت هتقسيها عليا!.......هو انت هتحل عنى وعن مراتى امته؟
عانقت "داليا" زوجها قائلة بحب:
- محدش يقدر يقسينى عليك يا حبيبى وانت عارف انى مقدرش ازعل منك
خرجت "تالا" فى تلك اللحظه من المطبخ وهى تهمس فى اذن زوجها بضحك:
- كانت لسه بتقولنا جوا انها عاوزه تطلق
حاوط "مروان" كتفها قائلا بقلة حيلة:
- دى عبيطة، مكنش محتاج يصالحها بورد ده لو جبلها كوز درة هتديله كليتها
ضربته "تالا" فى صدرة بخفة وهو يضحك، بينما عانق "عبدالله"زوجته بحنان وهو يربت على ظهرها قائلا:
- بلاش كلمة طلقنى دى تبقا سهلة اوى كده على لسانك يا "داليا" عشان مزعلش منك
اومأت له وهو تدفن رأسها أكثر فى احضانه، اقترب "بيجاد" من والده الذى كان يتابع الموقف باشمئزاز يهمس له:
- خالتو "داليا" فرحانه أن عمو "عبدالله" جبلها بوكية ورد بعد اكتر من ٢٠سنة جواز وانت لو مجبتش لأمى كل اسبوع ورد مبدخلكش الفيلا!
امسكه "يحيى" من عنقه قائلا بغضب:
- ولا هو انت واخوك التربية معدتش عليكم خالص!
- - - - -
مسدت على شعرها قائلة بعينين تلتمع بها الدموع:
- مش مصدقة يا حبيبتى والله انك بقيتى عروسة، ده كنت لسه مع "هازال" امبارح وهى بتولدك فى المستشفى
عانقتها "أيلا" ورغما عنها تساقطت الدموع من عينيها وهى تقول:
- خلاص بقا يا ماما ونبى، أنا كده مش هعرف اسافر بعد الفرح
ربتت على ظهرها وهى تنظر "لمعاذ" بضيق هاتفه:
- كان لازم يعنى شغلكم يبقا بره وتبقو بعاد عننا كده
امسك "معاذ" كفها قائلا بحب:
- متخافيش والله يا طنط، "أيلا" فى عنيا، انتى عارفه انها قبل ما تكون خطيبتى فهى بنت عمى وحبيبتى وهحافظ عليها متخافيش
ابتسمت له "أيلا" بحب متبادل بعد أن ابتعدت عن خالتها، فاردفت "داليدا" بثقة:
- طبعا يا حبيبى، وانا لو مكنتش واثقة من كده مكنتش هوافق عليك، "أيلا" دى بنتى الوحيده ونور عينى
فجأه اقتحم عليهم "باريش" الغرفة هاتفا بجزع:
-Eğer o senin tek kızınsa biz neyiz?
( إذا كانت ابنتك الوحيدة، فماذا نحن؟)
ضحكت "داليدا وأيلا" عليه أما "معاذ" نظر له ببلاهه فهو لم يفهم كلمة واحده مما نطق بها، وقفت "أيلا" وهى تفتح ذراعيها له قائلة:
- تعالى يا "باريش" يخرب عقلك، انت كنت فين مشوفتكش تحت
كاد "باريش" يقترب منها ليعانقها لكن سحبها "معاذ" مجددا لتجلس بجواره هاتفا بغيره:
- هنهزر بقا ولا ايه
- ده اخويا الصغير!
قالتها بتلقائية، وتلك المره أجابها "باريش" وهو يغمز لها بعبث:
-Seninle evlenecektim ama sen kalbimi kırdın
(كنت سأتزوجك لكنك كسرت قلبي)
ضحكت "داليدا وأيلا" مجددا بينما صرخ به "معاذ" وقد شعر بوجود خطب ما من لهجته:
- لو راجل عيد اللى قولته ده بالمصرى!
- - - - -
فى وقت لاحق تجمع الجميع حول مائدة الطعام يتحدثون ويضحكون بصخب حتى وقف "بيجاد" فجأة هاتفا بصوت عالى:
- خلاااص، عندى اعلان مهم
صمت الجميع ونظرو له بتعجب فأكمل بجدية وهو ينظر لمن سلبت فؤاده:
- بمناسبة ان فرح بنت خالتى بكره حبيت اقولكم ان فرحى ان شاء الله أنا والبت "خديجة" بنت عمى يوم ٢٤/٤/٢٠٢٤
نظر له الجميع ببلاهه خاصتا "مروان" الذى انتفض واقفا يصيح به بغضب:
- فرحك انت ومين يا خويا؟
رد "بيجاد" على عمه ببرود:
- فرحى أنا وبنتك
وقف "قاسم" بجوار والده قائلا باستنكار:
- وانت كنت خطبتها عشان تجوزها؟
تدخل "يزن" هو الآخر فى الحوار يسأله وهو يلوك الطعام فى فمه:
- هتخلينى اسوق الموتسكل بتاعك؟
اومأ له "بيجاد" فهتف الاخير بسعادة على تلك المقايضة الرابحة:
- أنا موافق
نكزه "قاسم" فى جنبه وهو يلومه بضيق:
- بتبدل اختك بموتسكل!
بينما صرخ "مروان" بشقيقة الذى كان يتناول طعامه ببرود:
- انت مش سامع ابنك الاهبل ده بيقول ايه؟
مسح "يحيى" فمه بالمنديل الذى أمامه هاتفا ببرود:
- فى ايه يا "مروان" ماله، أنا و"بيجاد" قعدنا واتفقنا واخترنا تاريخ مميز
تدخل "ساهر" فى الحوار قائلا بضحك:
- الله فى ايه يا "مروان" ده اختاروا تاريخ مميز يعنى عداهم العيب
قال "عبدالله" هو الاخر بخبث:
- أنا لو منك مسكتش على المهزله دى، ده لو واحده من بناتى كنت قطعته هو وأبوه
اجابه "يحيى" بثقة:
- متقلقش هناخد واحده منهم "لباريش"
تجمد بنات "عبدالله" فى مكانهم من الصدمة فلا تتخيل اى واحده منهم حياة مع ذلك الذى لا ينطق كلمة واحده بالعربية إلا للضرورة القسوة، زفر ثلاثتهم براحه عندما تحدثت احداهن هاتفه:
- لا ده بتاعى
كان ذلك صوت "سارة" ابنة"سيف ومنة" وفى الحقيقة لم يهتم لها أحد فحبها "لباريش" واضح للكل منذ سنوات، نكزتها والدتها بحده فى جمبها حتى تصمت، كادت تقول شئ لكن أمام نظرات والدها وشقيقها الحانقة ابتلعت كلماتها برعب، قال "مروان" وهو يكتف ساعديه بغيظ:
- لا بقا كده كتير، طب وبالنسبة لصاحبة الشأن، يعنى بلاش ابوها وامها واخواتها الصبيان، ايه "خديجة" ملهاش رأى هى كمان؟!
هنا خرجت "خديجة" عن صمتها مُردفة بصرامة:
- أنا مش موافقة
مسد "مروان" على رأسها هاتفا بفخر:
- بنتى
رمق "بيجاد" حبيبته "خديجة" بنظرات نارية فاكملت بحزن:
- ده مجبليش هدية فى الفلانتين!
هنا بالتحديد انفجر كلا من "داليدا وتالا" من الضحك بعد ان كانو يتابعون الموقف بصمت، بينما ضرب "مروان" ابنته على مؤخره رأسها واردف بغضب:
- ولا بنتى ولا اعرفها
ضحك الجميع تلك المره بقوة، سألت "داليا" ابنة شقيقتها بحنان:
- مجبتيش باباكى و"مليكة" وأخواتك ليه معاكى يا "أيلا" ولا حتى أهل "معاذ" كمان وأخوه، يعنى ينفع كده؟
اجابتها "أيلا" بابتسامة رقيقة:
- والله يا خالتو كلهم بيلفو حوالين نفسهم و وراهم حاجات يعملوها، متعوضه بإذن كلكم تاخدو طيارة وتيجو تزورنا فى بيتنا ويبقا "جدو نبيل وحمزه وطنط مريم ونورهان " معاكم
دعمها "معاذ" هو الآخر قائلا بمرح:
- وحضرتك عارفه بقا كله بقا اتلخبط واتلبخ عشان قدمنا معاد الفرح، يعنى لولا اصلا انى كنت قايل ‏لDesigner‏ بتاع بدلتى وفستان "أيلا" معاد الاستلام بدرى كان زمنا بنكلم نفسنا
عقب"ساهر" على حديث "أيلا" بضحك ما ان تخيل الامر:
- نيجى كلنا فين يا حبيبتى؟!.....ده شقة جدك "نبيل" اكبر من شقتك ومع ذلك مرضناش نروح ناكل عنده عشان مكناش هنعرف نتنفس
ضحك الجميع وراءه بينما ربت "سيف" على كتف "معاذ" وهو يوصيه:
- خد بالك من القمر بتاعنا يا ولا، دى الغاليه "أيلا" بنت الغالية "هازال" بنت الغاليه "روسلين"
- فى عنيا
ابتلعت "داليدا" غضة مريرة فى حلقها ما ان أتى على ذكر شقيقتها و والدتها ،حاولت بكل قوتها التماسك حتى لا تنفجر من البكاء، لاحظ "يحيى" حالتها فامسك بيدها بلطف من تحت الطاولة وهمس لها بأذنها بصوته الاجش الذى يخجلها:
- أنا معاكِ
ابتسمت له "داليدا" ابتسامة يعشقها ورفعت يده الممسكه بيدها وقبلتها بحب وامتنان قائلة:
- بحبك
زفر "يحيى" بغيظ واردف:
- هو انتى مبتقوليش الكلمة دى غير فى الاوقات الغلط بس!
ضحكت رغما عنها على طفوليته، فى تلك الأثناء رن هاتف "باريش" فخرج للحديقة حتى يتحدث براحة وما أن انتهى والتفت امسك قلبه وهو ينتفض بزعر قائلا:
- Beni korkuttun
اقتربت منه "سارة" وهى تكتف ساعديها مُردفة بفخر:
- معناها ( لقد أخافتني) صح؟......الكورس التركى حوء فيا
ارتسمت على وجهه ابتسامة متهكمه وكاد يتجاوزها لكنها أوقفته وقالت بسرعة وهى تغمض عينيها:
-Seni seviyorum
(احبك)
توقف قلب "باريش" تقريبا عن الدق وهو يحاول استيعاب ما نطقت به، وسألها ببلاهه:
- يعنى ايه؟
فتحت عينيها وقد تحول كل خجلها لغضب وهى تقول:
- والله يعنى انت طول النهار والليل بتبرطم بجمل بالتركى، ومش عارف يعنى ايه الكلمة اللى أنا قولتها!
ارتبك الاخير فهو بالطبع كان يعرف معناها وبالطبع كان يدرك مشاعرها ناحيته لكنها المره الاولى التى تقولها صراحة فى وجهه، هتف بتلعثم:
- "سارة"....مينفعش.....انتى....انتى عارفة ماما وطنط"منة" عاملين زى القط والفار عشان ابويا وامك كانو متجوزين قبل كده، انتى عارفه أن الموضوع حساس
اجابته بسخط وحده:
- والله!.....ما ابويا وامك صحاب ولا انت مش شايف غير امى وابوك المطلقين من يجى ٢٤سنة!
حمحم "باريش" وهو يربت على كتفها قائلا بتوتر:
- نبقا نشوف الموضوع ده بعدين
امسكته "سارة" من تلابيبه ونظرت لعينيه الزرقاء بعيون يلتمع بها الغيرة وهى تهدده بشراسه:
- ماشى يا "باريش" ولو راجل أبقا بص لواحده من بنات خالتك ولا للمسهوكين اللى معاك فى الكلية وشوف ساعتها هعمل فيك ايه، واعمل حسابك انى هقدم على جامعتك وهجى أطبق على نفسك السنة الجايه فى الكلية ويانا يانت
أنهت حديثها ورحلت وتركته يقف مكانه من الصدمة، شعر "باريش" بجسده يقشعر من تهديدها فقال بخوف:
- يارب هو ابويا خلص من امها ازى عشان اخلص منها زيه دلوقتى!
- - - - -
ـ يلا يا حبيبى قوم عشان تاكل
قالتها "مريم" وهى تقترب من زوجها المسطح على فراشه بخطوات بطيئة بحكم سنها، اعتدل "نبيل" على فراشة وهو يعاتبها:
- ليه كده يا "مريم" تقفى على رجلك تعملى اكل وتتعبى نفسك وهى وجعاكى يا حبيبتى، اومال الست اللى جيبها تساعدك دى جيبها ليه!
ربتت على وجنته بحنان هاتفه:
- تعبك راحه يا حبيبى والله ومش كلام!
لم يشعر "بنبيل" بنفسه إلا وهو يعانقها بقوة، فهو يحبها ادراك بعد كل ذلك العمر أنه احبها، كيف لا وهى من أحبته منذ نعومة اظافرها، وقبلته بكل شئ، وتعامل ابنته كابنتها وأحفاده كاحفادها، وتحملته كل ذلك العمر دون أن تنتظر منه أن يبادلها مشاعرها، كان يظن فى بادئ الأمر أن تمسكه بها كان بسبب مشاعر الود الذى يحملها اى زوج لزوجته لكنه أدرك أنه يحبها لا يستطيع العيش بدونها، أدرك ذلك عندما كان لسانه يدعو رغما عنه فى صلاته أن يكون يموت قبلها، أبعدها عنه قائلا بصدق:
- أنا بحبك يا "مريم" انتى عارفه مش كده
ارتمت "مريم" فى أحضانه مجددا وتلك المره بكت مُردفه:
- مش محتاج تقولها بلسانك يا "نبيل" عشان اعرف، أنا كمان بحبك يا حبيبى ربنا يخليك ليا
- - - - -
فى اليوم التالى
دخلت "أيلا" مع زوجها حفل زفافها الاسطورى وعيون عائلتها جميعا تلتمع بها السعادة خاصتا "داليدا" التى منذ أن البستها فستان زفافها بيدها وهى منهاره من البكاء من شدة سعادتها، ظل الجميع يرقص ويحتفل مع تلك الصغيره التى كبرت معهم واعتبرها الجميع ابنتهم بحق، فى إحدى الزوايا وقف "سيف" مع "مازن" الذى كان يراقب طفلته التى فجأه اصبحت عروس بعيون دامعة، اقتربت منهم "داليدا" التى لم تتوقف عن البكاء هى الاخرى، فصرخ بهم "سيف" بنفاذ صبر:
- هو فى ايه انتى وهو، هو احنا فى فرح ولا فى عزا
ضربته "داليدا" على صدره قائلة بغيظ:
- صدق انك معدوم الدم، بكره لما تجوز "سارة" هنشوف هتعمل ايه
ضحك "مازن" بصخب قائلا:
- لا دى "سارة" ما هتصدق تسبهم، "باريش" بس يغمزلها وبكره تلاقيها سايبه بيت ابوها
ضرب "سيف" على صدره وهتف بحسره:
- هو أنا فضيحة بنتى وصلالك يا "مازن"!
قالت "داليدا" بستنكار وهى تنظر "لمنة" الواقفه مع "داليا" بعيدا عنهم:
- بقا عاوز على اخر الزمن حماة ابنى تبقا "منة"!
امسكها "سيف" من طرف فستانها قائلا بدون تفكير:
- مالها "منة" يختى، مش لولا "منة" مكنش زمان "مازن" بيحضر فرح بنته دلوقتى!
رمقته هى بنظرات نارية ما أن لاحظت وجه "مازن" الذى انقلب وجها على عقب، فندم "سيف" سريعا قائلا بأسف:
- أنا آسف يا "مازن" مكنش قصدى والله، أنا عارف انك مبتحبش تفتكر الفترة دى من حياتك
ابتسم "مازن" ابتسامة باهته وهو يقول:
- بتتأسف على ايه بس، ما انت عندك حق، لولا مراتك قالت إنها هى اللى ضربت نار على "ياسر" من مسدسى عشان كان هيموت "داليدا" كان زمانى اتحبست
ربتت على ذراعه قائلة بشفقة:
- كلنا عارفين وقتها انك مكنتش دارى بنفسك ومكنتش عارف بتعمل ايه، والحمدلله بعدها اتعالجت وندمت وبقيت شخص كويس
نظر "مازن" لزوجته "مليكة" التى كان تتمايل مع نغمات الموسيقة مع ابنائهم وابنته "أيلا" قائلا بندم:
- شعور انى مستاهلش الفرحه دايما مش سيبنى، شعور ان خدت حياة "ياسر" وشبابه دايما هيفضل مسيطر عليا لحد ما اموت، لأن هو اللى ضاع فى كل العبث اللى كنت بعمله، كان المفروض أنا اللى اموت مش هو
ضربت "داليدا" ساق "سيف" بحده لأن هو السبب فى حالة "مازن" تلك التى ليست مكانها ولا زمانها، تحمل "سيف" الألم وهو يواسيه بجدية:
- "منة" ادتلك فرصه عشان تكفر عن اغلاطك يا "مازن" وانت مضيعتهاش، وكلنا شاهدين انك طول السنين دى كنت شخص كويس و على طول بتطلع صدقة على روحه ومقصرتش مع أهله كمان
جاء "معتز" فى تلك اللحظة ورحب بهم وحث شقيقة بسعادة:
- مالك يا "مازن" مطلعتش على المسرح ليه.....تعالى يلا بنتك بتسأل عليك
اومأ له وذهب مع شقيقة وقد حاول على قدر الإمكان تجاهل ندمه مؤقتا فيبدو أن ذلك الشعور سيظل يعتصر بقلبه إلى ان يموت، بينما هرب "سيف" بسرعة وراءهم قبل أن توبخه "داليدا"، وقفت هى تراقب عائلتها الكبيرة من بعيد، كان الجميع يرقص بسعادة واضحة، ظلت تنظر لكل واحد على حدى بحب حتى وقعت عينيها على ابنة شقيقتها الجميلة عند تلك النقطة انهمرت دموعها مجددا، فكم تفتقد شقيقتها ووالدتها وتتمنى وجودهم، خرجت "داليدا" بسرعة من القاعة إلى الحديقة قبل أن تنفجر من البكاء وتبكى معها "أيلا"، لاحظها "يحيى" الذى لم ينزل عينيه من عليها فخرج وراءها هو وأولاده الذين كانو يجلسون بجواره، اقترب منها اولا وفك يدها التى كانت تخبئ بها عينيها التى تنهمر منها الدموع، وهو يسألها بقلق:
- فى ايه مالك؟
سألها "بيجاد" بخوف هو الآخر:
- فى ايه يا ماما عمو "سيف" أو "مازن" زعلوكى؟
- لا
سألها "باريش" وهو يربت على كتفها بحزن:
- Peki sorun ne?
(إذن ما هي المشكلة؟)
دفعه "يحيى" عنها وهو يحتويها فى أحضانه أكثر:
- هو ده وقت عوجت لسانك انت كمان!
انفلتت ضحكة من "داليدا" رغما عنها وهى تبتعد عن احضان زوجها هاتفه بابتسامة:
- أنا كويسة متقلقوش أنا مش مصدقه أن بنتى اتجوزت بس
ثم اقتربت من ابنائها واخذتهم معا فى أحضانها هاتفه بحب مرح:
- اوعى حد فيكم يفكر يتجوز ويسبنى دلوقتى، هنهار والله
ابتعد عنها "بيجاد" قائلا بستنكار:
- يعنى ايه!......عاوزانى اسيب البت "خديجة" يا ماما، هنبتدى شغل الحموات ده من اولها
ضربته "داليدا" بغيظ على كتفه وهى تحاوط "باريش" الذى دفن نفسه فى أحضانها يحاول مواستها بحنانه، عانق "بيجاد" والده الذى كان يقف يبتسم على مظهرهم وهو يمازحهم:
- أنا مش متغاظ على فكره ولو انتى بتحبى "باريش" اكتر فأنا بحب بابا اكتر
قهقه "يحيى" بصخب على كلمات ابنه رغما عنه، قالت "داليدا" بصدق:
- كداب كلنا بنحب بعض قد بعض، بتحبنى قد ما بتحب ابوك وانا بحبك قد ما بحب "باريش" وابوك بيحبكم انتو الاتنين قد بعض، اياكم تنسو كلامى ده فى يوم من الايام
غمز لها "باريش" وهو يسألها بغبث:
- وبتحبينا قد ما بتحبى بابا؟
ابتعدت عنه وعانقت "يحيى" بقوة قائلة بحب:
- انتو هبل ولا ايه!.....أنا اصلا بحبكم عشان انتو ولاده!
انحنى "يحيى" وقبل وجنتيها البيضاء وقد اشتدت ذراعه أكثر حولها حتى كاد يدخلها فى صدره وهو يردف بعيون تلتمع بحبها:
- يعنى احبك اكتر من كده ايه بس!
اقترب "بيجاد" من شقيقه وعانقه هاتفا بأسى مصطنع:
- تعالى فى حضنى يا اخويا احنا ملناش غير بعض
ضحك "باريش" بشدة وهو يعانقه ويواسيه:
- بتحبنا متزعلش، ده احنا ولاد اللؤلؤة
حاوط "يحيى" كتف زوجته وهو يراقب عائلتة الصغيره هاتفا بحب بلقبها الذى لم ولن يمل منه ابداً:
- طبعا ده انتو ولاد "اللؤلؤة الزرقاء"!
النهاية

مش متخلين فرحتى بالفصل ده كانت قد ايه وانا بكتبه بعد اربع سنين🥹💙💙 قولو رأيكم ومتنسوش تقولو رأيكم فى روايتى الجديدة "فى إنتظار سراب" فيها مشاعر جميلة زى "اللؤلؤة الزرقاء" بردو💙💙💙

🎉 لقد انتهيت من قراءة اللؤلؤة الزرقاء 🎉
 اللؤلؤة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن