- البارت الـ٢٩ .. الجزء الثاني :

119 5 8
                                    


- بعد عشرون دقيقة :
- عاد شهاب إلى الغرفة يبحث عنها بعينيه ليرى نصف جسدها ينثني تحت السرير والنصف الأخر بالخارج تتحرك قدميها بعشوائيه تتخبط وهي تبحث عن شيءٍ مُعين لم يستطع شهاب إكتشاف هويته ، ليقترب مِنها رويدًا رويدًا يجلس متكئًا بذراعة على حافة السرير يسألها ضاحكًا : تخبيتِ هِنا عشان ما تشوفيني ؟
- رفعت وهج رأسها سريعًا بفزع فهي لم تشعر بدخوله إلى الغرفه ، وعندما أرادت الخروج من تحت السرير وضع شهاب كفة على حافته الحاده كي لا تتأذى أثناء خروجها ، فتجلس بجانبه بشعرها التي تبعثر قليلًا بسبب جلستها العشوائيه وهي تقول بحرج : لا ما أقصد ياشهاب ، بس طاحت أسوارتي ونزلت أدورها .
- ضحك على توترها قائلًا : وش تبين بالأسوارة الحين في هذا الوقت ؟
- عبست ملامحها قليلًا وهي تقول بتلقائيه وعفوية : لأني عروس لازم شكلي يكون مُرتب حتى من أبسط التفاصيل .
- ضحك مجددًا وهو يختطف أسوارتها سريعًا من بين أناملها ويلبسها على معصمها قائلًا : أنتِ في نظري كامله والكامل الله ، لا أسوارة بتزيدك أناقه ولا مكياج بيزيدك حلا ، أحب طبيعتك كيف ما كانت .
- بالرُغم من أبتسامتها الهادئه ولكنها لم تتراجع عن رأيها فأستطردت تشرح له بكُل حماس : حتى أنتَ حلو ياشهاب - وبتلقائية أدهشته بدئت تمرر أصابعها على بعض أشياءة - تأخذ القلم من الجيب الأمامي للثوب وتقول : صحيح أن هالقلم وجوده او عدمه ما يفرق كثير بس ما نختلف أنه يضيف على ثوبك أناقه ثم أنتقلت تتلمس أزرار طرفي الكم الذي وضع في أماكنهم " الكبك " : كُلنا ندري أن هالأزرار وظيفتها مثل وظيفة الكبك ، بس أنت أخترت تحط الكبك لأنه يضيف على شكلك فخامه
- وها هو يستشعر أصابعها تتخلل خصلات شعره وماتزال تتحدث : حتى شعرك ما يحتاج ترتيب بس أنت ما تقتنع إلاّ إذا رتبته تحس بشعور سعيد وأنت تمشطه
كُل هذي التفاصيل ياشهاب صحيح أنها ما تفرق بالمعنى الحرفي بس وجودها يجملنا أكثر
عاد تخيل هذي التفاصيل كُلها مُهمة وأنتم رجال فكيف فينا أحنا كحريم ؟ أبسط تفاصيلنا نتعب وأحنا ننتقيها ونناسقها مع لون الفستان كُل شيء تشوفوه مو مهم وتافهه أحنا على إستعداد نبكي أسبوع كامل عشان نحصل عليه فلا أحد يلومنا لو سمحتوا يعني .
- ينظر إليها بأعجاب صريح وبالرغم من أنه أستمع إلى كُل ما تفوهت بِه ولكنه فاجئها قائلًا : أول جملة قلتيها وش هي .. عيديها ؟
- تشتت تركيزها وهي تحاول أن تتذكر ماذا قالت وحينما تذكرتها أستوعبت لأي درجة هي حمقاء فمازالت برفقته تتحدث عن كُل ما يخطر ببالها دون أدنئ حذر ، كما أعتادت منذُ طفولتهم
ليتصاعد خجلها وتوترها فتقف وهي تتراجع إلى الورى بضع خطوات : وش قلت ؟ نسيت .
- وقف هو أيضًا يستعيد مِنها الخطوات الذي أبتعدتها عنه ، يتأمل فستانها الأبيض الناعم الذي أستبدله بعد فستان الزفاف الثقيل وقد تركت تسريحة شعرها كما هي وخففت من بعض مساحيق التجميل لتبدو ملامحها أنعم ، وعندما بدأت المسافه تتقلص بينهم قالت مسرعه كي تنقذ نفسها من هذا الصمت والتوتر : لكُل فعل ردة فعل ياشهاب أنت قلت بأني في نظرك كامله وأنا قلت أنك حلو
حتى مدري كيف قلت كذا يمكن ماكنت مستوعبه إيش أقول .

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن