الفصل الثاني

29 4 7
                                    

في ذلك اليوم من شهر يناير، كانت الرياح الباردة تهب على المدينة بكل قوة، تنقل معها رائحة الشتاء ورذاذ المطر الخفيف. السماء كانت ملبدة بالغيوم الرمادية، وأوراق الأشجار القليلة التي بقيت تصدر حفيفًا خافتًا، بينما الأرض كانت مغطاة بطبقة رقيقة من الجليد اللامع. في هذا اليوم البارد، بتاريخ الخامس من يناير، استيقظ هان جيسونغ مبكرًا كعادته.

بعدما غادر سريره الدافئ، بدأ في تحضير نفسه ليوم جديد. ارتدى ملابسه الثقيلة ليحمي نفسه من البرد القارس، وأعد حقيبته المدرسية بعناية. ثم نزل إلى الطابق السفلي، حيث كانت جدته قد أعدت الإفطار. جلست جدته على الطاولة، بابتسامتها المعتادة التي لم تفارق وجهها رغم برودة الجو. "صباح الخير، هان. هل نمت جيدًا؟" سألته بصوت دافئ.

ابتسم هان وأجاب: "نعم، جدتي. ولكن يبدو أن البرد لا يريد أن يتركنا اليوم."

ضحكت الجدة قليلاً وقالت: "هذا صحيح، الشتاء في أوجه الآن. عليك أن ترتدي المزيد من الملابس لتبقى دافئًا."

تناولا الإفطار معًا، وتحدثا عن بعض الأمور العائلية والمعتادة. ثم، بعدما انتهى هان من إفطاره، استعد للخروج إلى المدرسة. ارتدى معطفه الثقيل ولف حول عنقه وشاحًا من الصوف، ثم ودع جدته وغادر المنزل.

في طريقه إلى المدرسة، لاحظ هان منسو تسير قبله. أسرع في خطواته حتى لحق بها، وضرب برفق على شعرها. "كيف كان نومك، منسو؟" سألها بابتسامة مشاكسة. توقفت منسو ونظرت إليه بابتسامة صغيرة، لكنها لم تخفِ الألم الذي شعرت به عندما لمس شعرها. "لقد كان نومي جيدًا، لكن يبدو أنك تحب أن تزعجني في الصباح الباكر."

ضحك هان وقال: "لا أستطيع مقاومة إغاظتك، خاصة في هذا البرد. دعينا نتوقف عند البقالة، سأشتري لك حليب الموز المفضلة لديك وبعض البسكويت." وافقت منسو، وتوجها معًا إلى البقالة القريبة. دخلوا واختاروا بعض الحلوى والبسكويت، ثم تابعوا طريقهم إلى المدرسة. عندما وصلا إلى البوابة الكبيرة للثانوية، كان لينو ينتظرهم هناك. بدا عليه التعب والنعاس، وكأن ليلة البارحة لم تمنحه الراحة التي يحتاجها.

حُب مُرِيب | هَان جِيسُونْغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن