الفصل الاول

79 5 6
                                    

عزيزتي مذكراتي:

أنا هان جيسونغ. أعلم أنني أذكر هذا في كل صفحة، لكن اعتدتم على ذلك، أليس كذلك؟ ربما يكون تكرار اسمي بهذه الطريقة نوعاً من الطمأنينة بالنسبة لي، وكأنني أؤكد لنفسي من أكون في هذا العالم الذي يتغير باستمرار.

جلست الآن على سريري في غرفتي، الغرفة التي تمثل عالمي الصغير. الحوائط مطلية بلون أزرق هادئ، ويحيط بي مجموعة من الكتب التي أعود إليها مرارًا، بالإضافة إلى بعض الألعاب القديمة التي لا أستطيع التخلص منها رغم مرور السنوات. سريري يقع بجانب النافذة، حيث يمكنني النظر إلى الخارج ومراقبة الشارع الهادئ في الليل. أحيانًا أكتفي بالجلوس هنا، فقط أنا وأفكاري. هذا المساء كان دافئًا بعد العشاء مع جدتي. كما هو الحال دائمًا، ساعدتها في غسل الأواني. هي تحب التحدث عن أشياء بسيطة، وأجد في حديثها نوعًا من الراحة. هناك شعور بالاطمئنان في هذه اللحظات الصغيرة التي نقضيها معًا. لكن اليوم في الثانوية كان مختلفًا قليلاً. كما هو الحال كل صباح، قابلت كيم منسو، صديقتي المقربة، في الحي ونحن في طريقنا إلى المدرسة. لكني لاحظت شيئًا غريبًا اليوم، بقعة صغيرة على تنورتها. لم أكن متأكدًا في البداية مما إذا كان يجب عليَّ إخبارها، لكنني قررت أن أكون صادقًا معها.

"منسو، هناك بقعة على تنورتك، هل تودين التحقق منها؟" قلت ذلك بلطف، محاولًا ألا أحرجها. نظرت إلى نفسها بسرعة، وعندما أدركت أنها من دورتها الشهرية، شعرت بالحرج. "أوه، لا أصدق أن هذا حدث لي اليوم"، قالتها بخجل واضح. بالطبع، لم أرد أن تشعر بعدم الارتياح، لذا اقترحت أن نتوقف عند الصيدلية لشراء ما تحتاجه. هي كانت مترددة في البداية، لكنني أصريت. أثناء اختيار المنتجات، لاحظت كيف أنها كانت تحاول التصرف بشكل طبيعي، لكنني شعرت بإحراجها. اشتريت لها ما يلزم وأصررت على دفع الحساب، لم أردها أن تشعر بالحرج أكثر. لاحقاً في حصة الرياضة، لاحظت أنها كانت تتألم، وتضع يدها على بطنها بشكل متكرر. بدا واضحًا أن الألم كان يزداد. حاولت التحدث معها لكن المدربة كانت صارمة بشأن الانتباه. أخيرًا، رفعت منسو يدها واستأذنت بالخروج للذهاب إلى المستوصف. كانت تلك اللحظة التي شعرت فيها بالقلق الشديد.خرجت وراءها بعد دقائق قليلة، مستأذناً للخروج بدعوى الذهاب إلى الحمام. لحقت بها في ممر المدرسة. "منسو، هل أنت بخير؟" سألتها، وأنا أشعر بقلبي ينبض بسرعة. "إنه مجرد ألم بطني بسبب الدورة، لا شيء يدعو للقلق"، أجابت بصوت خافت، محاولة إخفاء الألم عني. لكنني لم أستطع تجاهل حالتها. "دعيني أرافقك إلى المستوصف، فقط لأطمئن أنك بخير." لم أستطع التوقف عن القلق. "أنتِ لا تبدين بخير. هل تريدين أن أطلب لكِ شيئًا؟ أو أن أذهب وأتحدث مع المعلمة لتأخذين استراحة أطول؟" هزت رأسها بسرعة، وكأنها تحاول أن تظهر أنها قادرة على تحمل كل شيء بمفردها. "لا، لا حاجة لذلك، سأكون بخير قريبًا." مع ذلك، بقيت جالسًا بجانبها، غير راغب في تركها وحيدة. تحدثنا قليلاً عن أشياء تافهة، مثل الطقس وما سنفعله في عطلة نهاية الأسبوع. كنت أحاول التخفيف عنها بكل ما أستطيع. وبعد بضع دقائق، بدا أن الألم بدأ يخف قليلاً، لكنها كانت لا تزال تشعر بالتعب. في نهاية الأمر، عادت منسو إلى الحصة، لكنني بقيت قلقًا عليها طوال اليوم. لا أستطيع أن أتحمل رؤيتها تعاني بأي شكل من الأشكال. أتمنى لو كنت أستطيع أن أفعل المزيد لاجعلها تتحسن ، اخرجت من جيبي شوكولاطة و انا اتظاهر انني لم اشتريها لاجلها قائلا " اوه من الذي وضع هذه في جيبي " نظرت الي بضحك و هي تخبرني ان علي مشاركتها معها ! .

حُب مُرِيب | هَان جِيسُونْغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن