الفصل الثامن

25 4 5
                                    

مرحبا مجددا انه هان جيسونغ أنا لست شخصًا يُسمح له بالخوف... لكن هناك شيء واحد يجعلني أرتجف من الداخل، شيء يتجاوز كل الحدود التي وضعتها لنفسي. إنها مينسو.

تايهو، الفتى اللعوب في المدرسة، كان دائمًا ذلك النوع الذي يتباهى بمغامراته الرخيصة ويثير إعجاب الآخرين بأسلوبه السطحي. الجميع يعرفون تايهو، الفتى الذي يلاحق كل فتاة بنظراته ويتحدث عنها خلف ظهرها بعبارات أقل ما توصف بأنها حقيرة. لكنه لم يكن يعرف أن هناك حدودًا لا يجب عليه تجاوزها.

تلك الحادثة في المكتبة كانت الشرارة. كنت أجلس في هدوء، عندما سمعت تايهو يتحدث عن مينسو بلسان قذر، كلمات لم يكن يجب أن تخرج من فمه. لحظتها شعرت بأن نيرانًا اشتعلت في داخلي. لم يكن الأمر مجرد غضب، بل كان شيئًا أعمق وأشد ظلمة، شيء جعلني أدرك أن هذا الشخص يجب أن يتعلم درسًا لن ينساه.

أعرف أنني سأذهب بعيدًا، أبعد مما يتصور أي شخص. لكنني لا أهتم. إذا كان ذلك يعني الحفاظ على سلامة مينسو من أمثال تايهو، فسأخوض في أعماق الجحيم بنفسي. هذه هي طريقتي... طريقتي في حماية ما أعتبره ثمينًا، حتى لو كان ذلك على حساب روحي.

المهم بعد حديثي مع مينسو، وجدت نفسي متجهًا نحو المسبح في المدرسة. كنت بحاجة إلى تفريغ الطاقة المتجمعة داخلي. سباحتي ليست مجرد هواية، إنها شغف، إنها الطريقة التي أتحكم بها في العالم من حولي. جسدي الرياضي يعكس سنوات من التدريب الشاق، أنا السباح الرئيسي في فريق المدرسة، والمسابقات على وشك أن تبدأ.

الآن، الساعة التاسعة ليلاً. جدتي نائمة بسلام، وأنا أخرج من المنزل دون أن يلحظني أحد. لدي وجهة محددة في ذهني، مكان أعرفه جيدًا حيث تركت شيئًا مثيرًا للاهتمام. هذا المكان هو مخبئي، ملجأ روحي المظلمة، حيث يمكنني أن أكون نفسي بدون أقنعة.

هذا ليس مجرد بيت، إنه قصر قاتم يختبئ وسط الأشجار الكثيفة بعيدًا عن الأنظار. الجدران العالية المغطاة باللبلاب المتشابك تكاد تخفي مدخله، ويبدو أنه مهجور منذ عقود كان ملكا لوالدي . المكان هنا يوحي بالخطر من اللحظة الأولى، كما لو أن الظلام نفسه يعيش داخله. هذا القصر، بمجرد دخولك إليه، تشعر بأنك تتنفس الهواء المشبع بالرهبة والخوف.

دخلت القصر وأنا أشعر بالنشوة تملأ روحي. الخطوات التي أسمعها في هذا المكان ليست إلا خطواتي، لكن أصوات الصدى تكاد تكون كافية لإشعال نار الهلع في قلب أي شخص آخر. ولكن ليس أنا. لأنني أنا سيد هذا المكان، أنا سيد الظلام هنا.

ضحكت بهستيريا وأنا أشعر بقوتي تزداد. هذا المكان هو مرآة لما يوجد داخلي. لا يوجد مكان آمن هنا، لا يوجد مفر. نزلت السلالم الحجرية التي تقودني إلى القبو، وكنت أعلم أنني أقترب من النقطة التي لا عودة منها.

حُب مُرِيب | هَان جِيسُونْغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن