الفصل التاسع عشر

21 5 25
                                    


كان اليوم أخيرًا قد حل، يوم التخرج الذي انتظره الجميع بفارغ الصبر. كانت الأجواء في الثانوية مفعمة بالحياة، مليئة بالابتسامات والتمنيات الطيبة. الطلاب يرتدون أردية التخرج، والشعور بالإنجاز يملأ الأجواء. ميسو، جيهي، ولينو كانوا من بين هؤلاء الطلاب المتخرجين، لكن المزاج كان مختلفًا لكل منهم.

بينما كانوا يسيرون في ممرات المدرسة للمرة الأخيرة كطلاب، كانت جيهي ولينو يتبادلان النكات والضحكات بصوت مرتفع. "وأخيرًا! نحن أحرار!" قال لينو مبتسمًا وهو ينظر إلى جيهي. كانت جيهي تحمل بين يديها قبعة التخرج وتدفعه بمرفقها قائلة: "نعم، أحرار لنعيش الحياة بالطريقة التي نريدها، بدون قيود أو اختبارات!".

لينو انحنى بجانبها وهمس في أذنها: "لكن الحياة لن تكون ممتعة بدونك حبيبتي ". ضحكت جيهي بخفة وقالت بسخرية: "أوه، توقف عن التملق. نحن نتخرج اليوم، لذلك لا داعي للخوف من أن تتركني!". كان الحوار بينهما خفيفًا ومفعمًا بالمرح، لكنهما لم ينسيا أن يقحما مينسو في نكاتهما.

"وماذا عنكِ يا مينسو؟ لا يزال عليك البحث عن الحب!" قال لينو ممازحًا، والتفتت جيهي لمينسو قائلة: "نعم، ربما تحتاجين إلى بعض النصائح من خبراء الحب مثلنا!" ضحكت مينسو بخفة وردت: "أنا سعيدة بما أنا عليه الآن. الحب ليس دائمًا ما يبدو عليه، صحيح؟"

الحديث كان عاديًا، لكن في أعماقها، كانت مينسو تشعر بفراغ عميق. كانت تلك الأحاديث السطحية تخفي وراءها ذكريات وآلام، ذكريات عن شخص لم يعد موجودًا، شخص كان يومًا ما كل شيء بالنسبة لها. لم تستطع تجاهل الألم الذي يضغط على صدرها كلما تذكرت الشخص الذي في ذهنها.

بعدها، بدأ حفل التكريم. الطلاب يصعدون على المسرح واحدًا تلو الآخر، يتلقون شهاداتهم وسط تصفيق الحضور. جيهي ولينو صعدا معًا، يتبادلان نظرات سعيدة بينما يتسلمان شهاداتهما. ابتسما لبعضهما وكأن العالم كله بين أيديهما.

ثم جاء دور مينسو. شعرت بارتباك خفيف وهي تصعد إلى المسرح، لكن حاولت التحكم في مشاعرها. استجمعت كل قوتها وهي تخطو نحو المستقبل، الشخص الذي سيسلمها جائزتها. لكنها عندما رفعت عينيها لتلتقي عينيه، توقف كل شيء. لم تعد ترى المدرسين أو الطلاب أو الجمهور. ما رأته كان مستحيلًا.

حُب مُرِيب | هَان جِيسُونْغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن