الفصل الخامس عشر

28 3 5
                                    

بعد أن هدأت مينسو قليلاً بين ذراعي، رأيت التعب يغلبها. اقترحت عليها أن أدخلها إلى غرفتها، فهزت رأسها بضعف، موافقة على طلبي. حملتها برفق إلى فراشها، كانت لا تزال تشهق بخفة، ودموعها لم تجف تمامًا. جلست بجانبها، وأمسكت يدها بحنان حتى بدأت تتنفس بعمق، مغمضة عينيها ببطء. سحبت الغطاء عليها بعناية وغطيتها جيدًا، ثم وقفت لوداع وجهها الجميل المحمر من البكاء، قَبَّلت جبهتها بخفة، وهمست بصوت هادئ، "ستكونين بخير، أنا هنا."

خرجت من منزلها بخطوات بطيئة، ورأسي ممتلئ بالأفكار. كان غضبي يتزايد مع كل خطوة أخطوها بعيدًا عنها. ذلك السارق الحقير الذي حاول إيذاءها... كان يجب أن ينال عقابه. لم أكن أفكر في شيء آخر سوى الانتقام.

لكن هناك شيء آخر أيضًا يزعجني، بارك سونغهوا. ذلك الفتى الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يأخذ دور البطل في حياتها. لن أسمح له بذلك. هذه ليست قصته، هذه قصتي. مينسو ملكي، وأنا الوحيد الذي سيحميها.

ذهبت للبقالة التي أخبرتني عنها مينسو، وكان كل شيء يبدو عاديًا من الخارج، لكنني كنت أعرف أن خلف تلك الجدران يكمن سرّ ما حدث لعزيزتي. دخلت المحل وتحدثت مع صاحب البقالة. بطريقة أو بأخرى، تمكنت من إقناعه بأن أراجع كاميرات المراقبة. ربما كان الهدوء في صوتي، أو ربما الخوف الذي يمكن لأي أحد أن يراه في عيني.

جلست أمام شاشة المراقبة، وشاهدت كل شيء. المشهد كان واضحًا، ذلك الرجل الحقير كان هناك، يهددها بالسكين، والخوف الذي رأيته في عينيها جعلني أشعر بالنار تحترق في صدري. كانت حياتها على المحك، وهو السبب. نهضت من مكاني، وشكرته باقتضاب، ثم خرجت من البقالة وبدأت أخطط. لن أترك هذا الأمر يمر دون عقاب. يجب أن يدفع الثمن غالياً.

في الأيام التالية و كانت ايام عطلة الاسبوع ، بدأت في مراقبة البقالة. كنت أزور المنطقة كل ليلة تقريبًا، أراقب المكان بعين ثاقبة. كان يجب أن أكون حذرًا، أن أدرس تحركات هذا الرجل بعناية. كل حركة يقوم بها، كل خطوة يخطوها، كنت هناك أراقب.

عرفت في النهاية متى يترك المحل الذي يعمل فيه ، وأين يذهب بعد انتهاء دوامه. كان لديه نمط معين، يخرج من المحل متأخرًا ويذهب إلى نفس الحانة كل ليلة تقريبًا. كان يجلس هناك، يشرب وحده، ثم يعود إلى شقته الصغيرة على أطراف المدينة.

بدأت خطتي تتشكل. كنت أعلم أنه لا يمكنني القيام بأي خطوة متسرعة. كان يجب أن أكون ذكيًا، أن أخطط لكل تفصيلة بعناية.

في إحدى الليالي، قررت أن الوقت قد حان لتنفيذ خطتي. جهزت نفسي جيدًا، كان يجب أن يكون كل شيء مثاليًا. وضعت قناعًا أسودًا يغطي وجهي بالكامل، وارتديت ملابس داكنة حتى أتمكن من الاختفاء في الظلام.

حُب مُرِيب | هَان جِيسُونْغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن