الفصل الحادي عشر

19 3 3
                                    

بعد أن نقلوا الأحمق بارك سونغهوا إلى المستشفى، حاولت أن أتمالك نفسي وأكمل يومي كأن شيئًا لم يحدث. لقد كان يومًا طويلًا، لكنني اعتدت على هذا الروتين الممل. الدروس تلو الأخرى، حتى عندما كانت جيهي ومينسو تتحدثان عن سونغهو وكيف سقط فجأة. لم يكن ليهمني كثيرًا ما حدث معه؛ بالنسبة لي، كان هذا مجرد خطوة صغيرة نحو استعادة مكاني.

في رأيي، سونغهوا كان غريبًا منذ أن وصل إلى هذه المدرسة. جديدٌ، ولا يعرف أحدًا، ولم يهتم به أحد كثيرًا حسنا .. امزح اهتم به الجميع كونه وسيم و لاعب كرة سلة . كان مجرد وجه جديد في هذا المحيط الكبير من الوجوه. صحيح أن مينسو وجيهي تحدثتا عنه، لكنني لاحظت أن الاهتمام الذي ناله لم يكن سوى بدافع الفضول. كان مجرد عابر سبيل، ولن يدوم طويلًا في هذا المكان.

حين وصلنا إلى الساعة الثالثة، أعلن المدير عن مسابقة السباحة. كنت أعرف أن هذه اللحظة هي فرصتي للتألق. أنا أفضل سبّاح في هذه المدرسة، ولدي سجل حافل بالانتصارات. لا أحد يمكنه منافستي في الماء. شعرت بالفخر وقررت أن أجعل هذه المسابقة ذكرى لا تُنسى.

توجهت إلى غرفة تغيير الملابس، حيث كان الشبان الآخرين يجهزون أنفسهم أيضًا. كان الجو في الغرفة حارًا ومليئًا برائحة العرق والماء الممزوج بالكلور. بعضهم كان يرتدي فقط قميصًا، وآخرون كانوا يكتفون بالشورت، وشعرهم مبلل بعد التمرين. أما أنا، فقد نزعت قميصي وارتديت شورت السباحة. شعرت بقطرات الماء تتساقط من شعري المبلل على جسدي، وكان الهواء البارد يلفح جلدي.

بينما كنت أستعد، فجأة، فتحت الباب مينسو ودخلت. لم أكن أتوقع ذلك. التفت الجميع نحوها، وكأن الزمن توقف للحظة. ثم بدأت الضحكات والهتافات تنتشر في الغرفة. "حبيبة هان!"، قال أحدهم، وضحك الجميع. لم أتمكن من إخفاء ابتسامتي. كان لدي شعور غريب بالسيطرة في تلك اللحظة، وكأن كل شيء يسير كما خططت له.

"هيا، استديروا يا رجال"، قلت لهم، بينما كنت أضحك وأشير لهم أن يعطوا مينسو بعض الخصوصية. كانت تتقدم نحوي بخطى هادئة، وهي تحمل علبة دواء في يدها. "لقد وجدتها في الساحة"، قالت بصوت هادئ وهي ترفع عينيها لتنظر إلي. كانت تلك علبة الدواء التي رميتها من السطح بكامل قواي العقلية شعرت بشيء من الارتياح لأنها هي عثرت عليها و انها تهتم لامري مثلما اهتم انا لذا سأأخذ تصرفتها هذا كأنو تعويض لدفعي بعيدا عنها اليوم بسبب ذلك الوغد .

"أوه، شكرًا لكِ، لقد أسقطتها دون أن ألاحظ"، قلت لها بينما أخذت العلبة منها. لكنني شعرت بقلق في عينيها، كانت تنظر إلي بنظرة تحمل أكثر من مجرد اهتمام. "هل أنت بخير؟"، سألتني وهي تقترب أكثر.

حُب مُرِيب | هَان جِيسُونْغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن