يا علي البارت طويل تقريبًا وبي چلاليق، لذلك البسوا چوادر وچيتوا خاف يلوحكم راشدي من هذول المخابيل' توضيح بسيط لنظام دراسة المدرسة؛ بحكم مرحلة السادس و كونها آخر مرحلة مدرسية لذلك أغلب المدارس و الطُلاب سواء كانت حكومية أو خاصة فهي تدرس قبل الموعد الدارسي المُتفق عليه، و غالبًا الموعد يبدأ من الشهر التاسع أو العاشر فالأغلب تدرس قبل هذا الموعد يعني تدرس بالشهر السادس أو السابع وهكذا .. '
...
في صُبح يوم الأحد، اصطف جميع الطلبة بخطوط مستقيمة كُل مرحلة لها جهة، بزي موحد و من غير كل الأيام لم يكن أي أحد من الطُلاب مُخالف بزيه، حيث يرتدون قميص أبيض مع بنطال أسود و ربطة عنق حمراء مع حذاء و جوارب سود، يكتمل الاصطفاف بقدوم المُدير والكادر التدريسي بجميع مُدرسيه، يقفون بأنتظام خلفه ..
و بجانب المُدير يقف سبب هذا التنظيم .. المُشرف التربوي للمدارس، يُراقب انتظامهم و ترتيبهم و هو على يقين أنهم هكذا بسببه فيتحدث مع المُدير عن بعض الأنضمة الموجودة بالمدرسة و كيفية إدارة الدروس و أوقاتها لكونهم قد بدؤا الموعد الدراسي الفعلي قبل أسبوع و يجب عليهم إستطلاع وضع المدارس كافةً ..
وفي أحد تلك السطور المُمتلئة بالطلبة يقف حيدر في آخر السطر و خلفه صاحبه يحتمي بجسده من أشعة الشمس العالية و يبحث بعيناه مُنتظرًا ظهور أستاذه، فقد لاح الشوق مُعترك طرق قلبه و يبتغي عاجلًا اندثار هذا الشعور الموجع و الثقيل عليه، فجميع الأساتذة حظروا عداه ..
يبدأ الطُلاب بإشارة من المُرشد قراءة النشيد الوطني العراقي بصوت موحد و ثابت و صوت عالي جدًا تَردَد صداه إلى خارج أسوار المدرسة، يُردد حيدر كلمات النشيد معهم بصوت منخفض ينزعج من أشعة الشمس المُتركزة على وجهه مع أنهم في مطلع فصل الشتاء إلا إنَّ الشمس قوية و لا غيوم في السماء تُخفف ضوئها ..
ينتبه حيدر لأستاذه الذي جاء يركض و يقف بجانب أحد المُدرسين الذي تحدث معه عن سبب تأخيره و يقف إلى الجانب بحيث يكون مصدر الشمس يتبرك من وسيم وجهه، فيُقطب حاجباه أثر ذلك الشُعاع، يرفع يده يحمي بها عينيه و لكي يرى جيدًا، يُعدل نظارته التي انزوت على أنفه يرتدي ثيابًا تلطخت بالسود يكسر عتمتها بقميصٍ حليبي يحتضن ثنايا صدره ..
يتوقف حيدر عن ترديد النشيد مُحدقًا بأستاذه رغم المسافة لكنه يراه بنظرٍ جيد، يُركز بهِ كيف يعقج وجهه بسبب الشمس جاعلًا من بشرته تظهر على شكل برونزي لامع و شعره البُني يميل للون العسلي بأنزعاجه اللطيف كان منظرًا مُلفتًا جدًا بالنسبة لحيدر يشعر بِنَفَسْه يثقل أكثر يبتلع ريقه يحد من عينيه حتى يرى بشكلًا أوضح أكثر لمعالم الأستاذ المُرهِقة، جَذاب جدًا و غير إعتيادي بتاتًا وكأنه الراحة فما أن يُبصِر هيئته يهجد كُل تفكيرٍ برأسه و لا يتجرأ أن يُفكر بغير هامته، بقي ينظر له حتى مع توقف النشيد و رفع العلم العراقي ليُرفرف عاليًا مع ترديد إحدى قصائد الفخر له ..