physics 7

4.2K 176 504
                                    


أريد أوضح شغله، أعرف أن النقطة بعد علامة الاستفهام والتعجب غلط وجودها، بس شسوي أيدي أخذت على السالفة فتجاهلوهن وركزولي بالإملاء ..

.

هدوء شديد يُسيطر على ثنايا المكان، ضوء أحمر بسيط يدخل من نافذة الصالة ذات الأثاث الكلاسيكي و الخشبي يُعطي منظر الغروب و هدوئه مع صوت خافت و بعيد لهديل الحمام فوق النخيل المُثمِر. يفيق من نومه العميق مُتنهدًا بتعب يشعر بجسده مُتكسر و الألم يثور في بعض مطارِحه. يُقطب حاجبه من الضوء الصريح في المكان مُحاولًا إسناد جسدِهِ و الجلوس بدلًا من تسطحه، ليستوعب أنه ما زال في منزل جاره و لم يذهب لأهله ليعود مُغلقًا عيناه المُثقلة بالنُعاسِ و الكسل ..

الهدوء الشديد في المكان لم يُشعِره بالراحة و شعوره بالظمأ و الحاجة المُلِحة للماء جعله يستجمع قوته مُستقيمًا عاقجًا وجهه من ألم قدميه و خِصره مع كتفه يرسم على وجهه انتحاب صامت فلا حَيّل عِنده لإخراج صوتٍ يستنزف مِنهُ طاقته المُتبقية، يتجه إلى المطبخ حيث البراد و يشرب منه بوردٍ زائد حتى انتفخت بطنُهُ و صارت تُألِمه فتجاهلها و أخذ يتطلع في المنزل أكان هو وحده هنا أم هُناك نفسٌ غيره ..

يتمشى بهدوءٍ و يتطفل على الطابق الأرضي بأكمله داخِلًا أحدى الغُرف التي كان بابُها مَردودٌ بِخفه ليجد بعض أدوات المُسيقى التُراثية و معارض كتب صغيرة مع بعض الاشياء غير المُهمة مُتكومة فوق بعضها بإهمال و بعضٍ من غبرات الجو تتناثر فوقها، يُعيد غلق الباب بمهلٍ و خِفة لشدة هدوء المكان أي حركةٍ منه ينتشر صوتها فيه، لم يكن في الطابق الأرضي سِوى هذهِ الغُرفة و رِكنٌ فيه المِغسلة و الحمام ..

يقف لوهلة مادًا شفتيه بتبوز مُفكرًا بتجاوز حدوده والتطفل على الطابق العلوي من البيت و يرى إن كان بِهِ أحدًا أم لا، يستقر على قرار التطفل فلا وجود للنساء في البيت لذا لا بأس بالأمر، يصعد ببطئ على أن لا يصدر صوت عاضًا على شفته السُفلية بوضعية الحذر و التمهل، يُقابله ثلاث أبواب مُتطابقة الشكل في الصالة الفارغة تمامًا من أي أثاث و الهدوء يتآكل في المكان، تجعله مُحتار من أين يبدأ رحلته الاستكشافية ..

يلفت نظره بابًا مردود بِخفة فتقدم إليه بحذر يمد رأسه مُتطلعًا إلى الداخل قاطعًا نَفَسْه من الخروج، ليرى الظلام المُحيط مع ضوءٍ خافت جدًا يتسرب من النافذة المُغطاة بقماشٍ على طولها، يلمح الرجل طويل القامة واقفًا بمطرحه بلا أي حركةٍ تصدر منه أمام سريرٍ مُفرد، بقي وسام يتطلع لمدة دقيقتين على أملٍ منه بالحركة لكنه لم يتحرك إنشًا واحد يجعل من الخوف يدب في ثنايا قلبه يبلع ريقه بصعوبة و رهبة لمنظره المُتصنم يُحاوطه الظلام بودٍ و كثافة يُعطيه منظرًا مُخيفًا و غامضًا ..

physicsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن