17_مقلب.

100 14 8
                                    

هكذا حتى انتهى الجميع من سرد مواقفهم المحرجة وبعدها نظر قصي للساعة وابتسم ثم استأذن سالم وغادر الغرفة ليدخل لدورة المياه وبعدها انطفأت جميع الأنوار وسمعنا صرخة سالم في الأسفل ثم هدوء تام قال حسام: ما الذي يحدث؟

قال أصيل: لما نزل للأسفل؟

قال قصي: المياه معطلة في دورة المياه في هذا الدور لذا نزل للأسفل.

قلت: ابقوا اسئلتكم إلا ما بعد أن نطمئن على سالم.

قال وائل بقلق: يا ترى ماذا حدث له؟

قلت وأنا افتح الباب وقد كان بإمكاننا الرؤية بسبب ضوء القمر المتسلل من النافذة: لن نعلم إلا إذا ذهبنا له.

قال إياد وهو يخرج معي: يمكن بسبب الظلام تخيل أشياء وخاف وصرخ وبعدها فقد الوعي.

قلت وأنا أفتح الضوء من هاتفي: أرجح ذلك أيضا.

قال قصي بتوتر وهو خلفي: أنا لا أظن بأن ذلك صحيح.

قلت: اشرح أكثر.

قال قصي: إن بيتي مسكون ولطالما ما مر بجانبي ظل أسود لرجل وليس ذلك فقط دائما عندما أكون وحدي استمع لصوت أمي تنادني فأظنها عادت للبيت ولكني لا أجدها وعندما أتصل بها تخبرني أنها لم تأتي للمنزل أبدا وأحيانا نستمع لضجيج وأصوات تحطيم في الغرف وعندما نذهب إليها نجدها مقلوبة رأسا على عقب.

قلت باستغراب: ولمَ لا زلتم تعيشون هنا؟

قال قصي: هذا بسبب أبي فهو يظننا نكذب خاصا أن قبل أن يحدث ذلك ألحت عليه أمي أن يشتري بيتا جديدا ذلك لأنها ملت من هذا البيت وبعد أن حدث هذا أخبرناه فظن أبي أن هذه حجة لشراء بيت جديد.

قال إياد بخوف ونحن ننزل في الدرج: وكيف تتحملون العيش هنا؟

قال قصي: أعتدنا على ذلك وكما أن هذا يحدث في وقت محدد مرة في الأسبوع وفي هذا اليوم والوقت تماما.

قلت بحماس: يبدو ذلك رائعا وحماسيا، هيا لنبحث عن سالم.

وهكذا بدأنا بالبحث ولكن لم نجد أحدا فقال وائل بخوف: أين هو؟

قال قصي: لا داعي للقلق، فالجنون الذين يسكنون هنا يحبون اخفاء الأشياء ويرجعونها على الفجر ونحن الآن في منتصف الليل.

قال حسام: وهل من ضمن هذه الأشياء البشر.؟

قال قصي: لا أعلم لم يسبق وأن اختفي أحدنا إلا إبن عمي عبد الهادي الصغير والذي لم يتذكر شيئا وكان مصاب بجروح بليغة.

فتاة في مدرسة شباب «تبت يا منقذي» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن