الفصل الرابع : خائن ...

16 2 0
                                    

_ هل أنت بخير كيليان .. ؟
تقدّم إيريك من خلف كيليان الذي بدا و كأنّ شبحاً ما يحرّك جسده .

_ لقد أخبرني رودريغ أنّك شعرت بموتي .
همس كيليان يدير رأسه باتّجاه إيريك الذي ماشت خطواته خاصّة كيليان .

_ أجل .. لقد فعلت .
أجاب إيريك بشيء من عدم الإعجاب .

_ و لا أريد تجربة الأمر مرّة أخرى .
أضاف يناظر كيليان الذي توقّف فجأة في خطواته و عيناه قد ركّزتا بشكل غريب على البقعة التي أنارتها شمس النهار الجديد .

_ لا أستطيع ضمان هذا إيريك .. نحن جنود في النّهاية و الموت قريب منّا .
تكلّم كيليان و لم يزح ناظريه عن أشعة الشمس تلك .

_ تتكلّم و كأنّك بشري ضعيف لا مصاص دماء أصلي ..
قلّب إيريك عينيه لنبرة كيليان الدراميّة المفاجئة ، قبل أن ينظر خلفه ، شيء في الهواء حوله بدا غير اعتيادي فجأة .

_ جيد أن زاك رافق شون ، و رودريغ قد انفصل مع كلاوس ..
تكلّم كيليان و بدا متوتّراً بشكل ما متململاً و غير قادر على التّركيز سوى على الإضاءة التي بدأت الشمس تفرضها على المكان .

_ أنا قلق على شون على أيّة حال ..
علّق إيريك و عينيه تناظران المكان من حوله ، قبل أن يتقدّم أكثر متجاوزاً كيليان ، و كأنّه يتبع حدسه الذي يخبره أنّ هناك شيء خاطئ في المكان من حوله .

_ إيريك .. لقد أخذ دونغ ووك قلادتي ..
تكلّم كيليان فجأة و قد وجّه نظراته إلى إيريك الذي قطّب حاجبيه لسماع تلك الكلمات .

_ قلادة النّهار خاصّتك .. دونغ ووك .. أليس من رجال ماثيو .. هل هناك خائن ما ؟
تساءل إيريك و قد أدار كامل جسده باتّجاه كيليان .

_ أجل ..
أجاب كيليان و بدا و كأنّه يحاول استيعاب هذه الحقيقة بنفسه لينظر للأعلى ، يحاول إلهاء عقله أو تصفيته من كثرة الأفكار ...

شعرها الأسود الطويل قد لاعبت نهايته نسمات الهواء ، غلّف جسدها فستان ضيق من الجلد الأسود الذي ناسق قفازاها الطويلان ، و جزمتها التي عانقت ساقيها .. ليغطّي وجهها قناع لم يظهر سوى عينيها اللتين تبعثرت أمامهما غرّة شعرها ..
قوس ألماسي و سهم قد حدّدت وجهته بالفعل ..
كان إيريك يتكلّم في أمر ما ، لكن عقل كيليان قد شُغِل في إدراك أن صديقه الذي يقف على بعد مترين هو الهدف لتلك الصيّادة المثيرة ..
صوت مغادرة السّهم لقوسها كان المحرّك لجسد كيليان ، الذي أسرع ليغلّف صديقه بين ذراعيه، جاعلاً من ظهره درعاً قد استقبل ذلك السهم ذو الرأس الحجري الخاصّ .
شهق بخفّة قبل أن يبتعد عن إيريك الذي كانت الدّهشة تعتلي وجهه

_ أنت لا تحترق ..
كان أول ما قاله إيريك .

_ اللعنة عليك .. أنقذتك للتو من سهم صيّادة بانشي ، و أنت مصدوم من فكرة أنني لم أحترق ..
بدا كيليان غاضباً و هو يخرج السهم ذو الرأس المدببة من صدره بلا عناء لينظر إلى مكان الصيادة التي اختفت من مكانها .

كائنات أسطورية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن