الفصل الثامن عشر : نذور ..

6 3 0
                                    

لندن / أدجوير رود ..
وقت الظهيرة ..

لم يكن الهرب من أولئك الهمجيين صعباً بالنّسبة له فسرعته الفائقة تعدّ سلاحه السّرّي الغير مخفي بسبب ما يكونه ..

مصاص دماء ..

استغلّ الأمر لينضمّ إلى صفوف إيريك ، رابطهم الذي لم يقرّ الأمير بعد ضرورة إصلاحه ، جعله جاهلاً بأمر رودريغ و ليليان اللذين كانا يسيران ببطء في الشوارع القريبة من الموقع الذي يتمّ مهاجمته حالياً خلف ذلك الجدار،  واقع  يخالف ما يظهره، ذلك الجدار المنشأ من قبل اللوناريس منذ أن بدأت تحرّكاتهم في المنطقة لإبقاء البشر بعيداً عن أعمالهم و منطقتهم ..

لم يكن أيّ منهم يدري ما يحدث داخل ذلك البناء ، تقدّمهم الناجح كان ملهياً أكثر من رائع ..

كانت أغنية
The night we met/ lord Huron

تلعب في خلفية المشهد ...

هل كانت طلقة واحدة أم أنّها مئة طلقة في ذات اللحظة .. ؟!

كلّ شيء بدا جحيميّاً فجأة ..
كابوس مقيت و سوداوي و دمويّ ...
ذراعاه أحاطتا بي ليلاصق ظهري صدره ..، و في خضم كلّ ذلك الضجيج الهمجي ، كان صوت أنفاسه المضطربة أعلى ما أسمعه..

هوى جسده فجأة ساحباً إيّاي معه ...
صوت الخطوات الهائجة ، الضّحكات المستفزّة و ارتطام الأجساد الضخمة ببعضها مقتربة أكثر زادت من هلعي ...

سرعان ما أدرت وجهي لأنظر له غير مكترثة بألمي الخاص الذي يكاد يزهق روحي ..

كانت أنفاسه قصيرة و سريعة ، بدا و كأنه يحاول سرقة ذلك الهواء بعجز ..

عيناه توسّعتا و تيبس جسده ..

لكنّ أصابعه قصدت وجنتي ، بدا غير قادر على الكلام ...

_ إنّ-إنّها غلطتي ... أن_أنا آس-ف .. زرقائي ..

تسارعت أنفاسه أكثر و بدا غير قادر على إبقاء نفسه واعياً ..

دماؤه تسرّبت من جسده المصاب لتغرق الأرض من أسفله ..

شعور الاختناق تراكم داخلي فجأة ، شعرت و كأن قلبي يعتصر بوحشيّة و كأنني على وشك فقد جزء منّي ...

آش!!

لا .. لا .. لا يعقل إنّه أقوى من هذا كلّه ..
أقوى من تلك الرصاصات .. تلك الرصاصات التي لم أستطع إحصاء عددها ...
أريد تصديق الأمر .. أنّه لا يقهر .. أنّه فعلاً من أقوى الكائنات في هذا العالم ..
لكنّ إغلاقه لجفنيه بتلك الطريقة المريرة قد صعق قلبي ..

لا أريد أن أخسره .. ليس الآن .. ليس بهذه الطريقة ، لا أريد أن أخسره أبداً ..

عانقت جسده بقوّة ، أنفاسي هائجة و جسدي يرتجف ،نظرت حولي بشيء من العجز .. و الغضب ..
لتقابلني تلك الوجوه البغيضة من كلّ حدب و صوب ..

كائنات أسطورية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن