أتمنى ألا يمرّ أيّ منكم بمثل هذا الكابوس ، لأنّه سيء بالفعل .. مؤذٍ و جارح ..
يتركك تتعذب في إدراك الواقع من حولك بعد الاستيقاظ منه ، يجعلك تتخبط بين طيّات الوهم و الواقع و تتساءل من أنت .. هل مازلتَ تتنفس .. هل أنت على قيد الحياة فعلاً ..
و ها أنا مرّة أخرى أغرق في ذلك المنزل الذي تغزوه ألسنة النيران من دون أيّ رحمة ، الظل الأسود الذي لا يتحرّك .. إنّه مستسلم كعادته يسمح للنيران بالالتصاق به دون أي مقاومة و كأنّه مغرم بها ..
صوتي عابث لا يخرج من حنجرتي ، كلّ شيء يتهدّم و يتساقط .. إنّني أنادي اسم أحدهم بالفعل لكنني لا أعلم من هو ..
ربّما أمي ... ربّما أبي .. أو ربّما صاحب الظل المستلسم لإغراءات ألسنة النار تلك ..
لا أعلم ... لكن ما أعلمه حقّاً أنني أكاد أختنق و أن قلبي يكاد يتوقّف.. كلّ شيء خانق ..
و الجهل هو أصعب جزء ، لأنني لا أعرف أين أنا ، و لا أعلم لماذا أخذ هذا الكابوس يحتلّ هدوء نومي بلا سابق إنذار منذ شهرين ...
استيقظت ألهث .. لكنني في مكان جديد هذه المرّة ايضاً ، الأمر الذي زاد من اختناقي ..
ارتعشت أنفاسي تزامناً مع نبضات قلبي الضعيف ، لم أدرك حقّاً أنني أبكي ...لكنني كنت بالفعل أقوم بذلك ..
أخذت لحظة أناظر السقف ناصع البياض و الذي زيّن بالجبصين و الأنوار الخافتة ، نظرت من حولي أبحث عن نافذة ، أريد أن أعلم الوقت بشكل ما ...
لتقابلني السماء البرتقاليّة .. أعتقد أنّه الغروب .. استجمعت قوّتي لأجلس بين تلك الأغطية الناعمة وردية اللون ..
شعرت بحزن عميق و خذلان يصل إلى أعماق روحي ...
أفكاري و مشاعري متناثرة في الهواء من حولي .. ففقداني لجدّتي لم تخفّ أي من وطأته حتّى ، لم أملك الوقت بالأحرى لمعالجة كلّ ما حدث ...
زيارة تلك الأرض الغريبة مع آش ، و ما حدث في تلك الغرفة التي لا أذكر الكثير عنها يزيد أعباء ما أحمله ..
زفرت أنفاسي .... و أردت البقاء قدر المستطاع في تلك الغرفة قبل أن يأتي أحدهم و يزيد من تفاصيل حياتي التي لم أفكر باحتمال وجوده يوماً ما ....
أعتقد أن ذلك المثل صحيح حقّاً..
لا تستطيع توقّع حياتك ..
نظرت إلى المرآة قبالتي بفضول و خوف بعد أن لاحظت وجودها ، شعري الأسود الطويل نظيف ، بشرتي شاحبة قليلاً لكن ليست بهذه السّوء ، ليجذب انتباهي أنني أرتدي فستاناً خاصّاً للنوم من القطن الخفيف الأبيض .
لم أرد التّفكير في كيفية حدوث أي من هذا ..
لكنني وجدت نفسي أقع في فخّ الفضول من جديد ، أين أنا ..؟ من قد فعل هذا لي ..؟.
أنت تقرأ
كائنات أسطورية
Fantasyدع العالم يتساقط من حولنا مع جدران هذا المنزل المتداعي و لنكتفي بالرقص بين ألسنة النّار تلك .