[ دِيــبــاجَــة ]كيفَ تتشوه المرأة ؟ لطالما فكرت هكذا ، قد أبدو مجنونة ، وغير منطقية وغير مرتبة ، لكن الأمر بدء منذ الطفولة ، منذ بدء وعييّ يتشكل ويرسمُ صوراً ، كل ما يحيط بنا يكون بسيطاً وشفافاً مثل زهرة ، بدايتها متألقة ونهايتها محزنة ، ذابلة وجافة ، الفتاة منا هي الزهرة التي تحسب أن نور الشمس الذي يعانقها يحبها ، والحرارة مثل نشوة تلسعُ ولا يمكن مقاومتها ، بل هو بطريقة ما ، ذلك النور الأصفر النفاذ يستنزفها ثم يحرقها ، دون أن تحس ودون أن تشعر ، ببطئ ، نور الشمس مثل حب الرجال لجسد النساء ، قبل ان يمتهنك الرجل يقنعك انه يعشق روحك ، ثم يهيئك لما هو أسوء ، ويرميك في غياهب نفسك ويتركك لتصارعي ألأهوال ، وقد يبحثُ عن غيرك ، عندما يدركُ بأنك بدئتِ تفهمين اللعبة ، يتركك غيرَ آسف ويقنعكِ أنكِ معطوبة فلا تعودي بعد ذلك تصلحين له او لغيره ، يجعلكِ في معزل ، يحبسك في كوة مظلمة . الرجل يحب أن تكونَ فتاته عمياء ، ليتسنى له الكذب عليها ، فاللعبة لا تكون ممتعة عندما تكون نزيهة ، والأوراق المكشوفة يعني لعبة عادلة لا تروقه ، فخططهم المُمنهجة لم تتغير منذ الأزل ، اما نحن ففي حراكٍ مستمر ، إمرأةُ الأمس ليست مثل إمرأة اليوم .
ألم النساء عظيم ولا يقوَ أي رجل على تحمل اعبائه ، نحن القوى التي يصعب السيطرة عليها أو كبحها ، عصابيات وغير مفهومات ، يعلو الحاجز وتعلو القفزة معه ، نحنُ اللواتِ لمسنا السماء وبلغنا عِنانها ، كل الحواجِز التي وضعت لنا هي من صنع الرجال ، كي لا نصل ، ولكننا نصل في النهاية وننتزع التقدير بالقوة لأنه لا يعطى لنا طوعاً ، وما أخذ بالقوة يسترجع بالقوة . الرجل غبي مثل الأرنب الذي حسبَ أنه افضل من السلحفاة ، لذا يتقاعس ولا يتطور لأنه يحسبٌ نفسه خلقَ ليربح ، لذلك قد نسمع عن رجل قتل إمرأة قالت له ( لا ) .
هم يخافوننا ، فرغم العوائق والصعاب تخرج إمرأة من رحمِ إمرأة وتنتشِلُ حقنا ، نسمع دوماً عن إمرأة تلاعب الرجل على اصابعها ، و ذلك ليسَ مجازاً لإعلاء الشأن ، بل إنها الحقيقة بعينها . [ المؤلفة ][ المُجَلَد ألأول ]
قصتنا تبدء بتنهيدة من إمرأة أربعينية تدعى مارياروزا ، هذه أنا . في ليلة أمطارها غزيرة ، تصدر ضجيجاً مزعجاً حينَ ترتطم بسطح النوافذ الزجاجية في منزل صديقتي سالي ، التي همست لي بنبرة حانية ، أن أهدء وأترك الأمور تسير كيفما إتفق ، لماذا دائماً تحشرينَ رأيك في كل ما يحدث ، قالت ، وناولتني كوب الكاكاو الساخن الذي أعدته من أجلي ، ففححت فيها ، لا اريد! ، فتركتني وإتجهت إلى المطبخ ثم عادت بأقراص المهدء وكوب ماء ، وراحت تعذبني بإلحاحها ، إشربيها وستتحسنين!
أنت تقرأ
BRILLIANT LOVE [ قِـسـمَـة عَــدل ]
ChickLitلم اكن اعرف من قبل أن أمي صارمة الى هذا الحد ، عندما كنت طفلة كنت على يقين تام لا يقطعه شك ، بأنني محظوظة لأنها هي أمي ، حنونة ومراعية وظريفة وضحوك ، اما الآن ، بتُ اشكُ أنني أحب أن أحدثها اصلاً ، وفي بعض الأحيان سمحت لنفسي بالظن بأني أكرهها ، إذ لم...