[ الـمـجـلـد الـثـانـي ]
لم أكن أعرف من قبل أن أمي صارمة لى هذا الحد ، عندما كنت طفلة كنت على يقين تام لا يقطعه شك ، بأنني محظوظة لأنها هي أمي ، حنونة ومراعية وظريفة وضحوك ، أما الآن ، إنقلبت الموازين ، بتُ أشكُ أنني أحب أن أحدثها أصلاً ، وفي بعض ألأحيان سمحت لنفسي بالظن بأني أكرهها ، إذ لم تكن تسمعني ولا تناقشي ، علي أن أطيعها طوال الوقت بفم مطبق وبلا اعتراض .
حسب تعبيرها ، وأحسست خلال سنتين كاملتين مرتا بأسوء ما يكون ، وكأنني أتعرف عليها من جديد ، وأشهد اسوء نسخة منها ، نسخة عصبية وصارمة وتصرخ وحذرة على أدق التفاصيل ، وأبي لم يكن ليكلف نفسه عناء التدخل ، برأيه هي تعرف ماذا تفعل وكيف تربي النساء البنات ، وما من داعٍ لأي تدخلات من قِبَله .
فدخلت في مرحلة الكرب الأكبر وأنعزلت بذاتي في كوة مظلمة لدرجة أنني فكرت كثيراً أن سايمون لم يعد معحباً بي بسبب تدهورات وجهي وجسدي ، إذ كنت متأكدة من كوني قبيحة ومرفوضة ، فإذا كنت نفسي لا أراني جميلة كيفَ سيراني هو كذلك ؟
تعرفت على الأرق أولاً ، وسرعان ما تحول لرفيق لا يفارقني، ثم اتجهت لشرب جرعات من خمور ابي سراً ، ولقد تأثرت به ، لا زلت أحبُ يوهان ونادراً ما أرآه بقدر ما أرى سايمون ، ألذي بدوره كان شعوري أنه لم يعد يفكر بي أخذ ينمو وينمو ويتفاقم وسرعان ما تحول إلى يقين ، مع أنه والحق يقال ، لا شيء من وده إنفقد ، ولم يقع في أي فعل يفسد العلاقة بيننا ، وفي عيد ميلادي الخامس عشر ، أهداني طقمَ حُلي لا توجد فتاة في الكون تحلم بإمتلاكه ، الآ أن ذلك لم يقربه من قلبي بسبب تطلعي البعيد المنال لحبيب صديقتي وإن كان مستحيلاً ، لا أستطيع نزعه من من قلبي .
وخلال فترة قصيرة بعد يوم مولدي ، تولد لدي شعور بأنني بغيضة ولا أستحقه ، هو يحاول صرفاً عن العوائق أن يكسبني ، وكان يتألم بصدق بمحاولات حثيثة ، غير أن أمي لم تكن تسمح بإقترابه مني مثل السابق بصفته بالغ ، ويتحضر لدخول الجامعة ، وبسبب كلامها عن الذكور وعن نواياهم وعجنها إياه بكل حديث شائك تطرحه وضرب الأمثلة به ، تشوهت نظرتي وبالأخص إليه ، تقول أن الشبان طائشون ويتبعون شهواتهم ، ألتي هي كذا وكذا ، ويتعدون حدودهم ، ثم يحملونك كفتاة الذنب ، لذا ممنوع أن أجالسهم وممنوع السماح لهم بلمسي أو الاقتراب مني ، وتنوه بإسم سايمون عدة مرات مشددة ، كما لو كان حديثنا الرئيسي عنه أصلاً . عقدتني ودست في رأسي الوهم والوسواس .
أنت تقرأ
BRILLIANT LOVE [ قِـسـمَـة عَــدل ]
ChickLitلم اكن اعرف من قبل أن أمي صارمة الى هذا الحد ، عندما كنت طفلة كنت على يقين تام لا يقطعه شك ، بأنني محظوظة لأنها هي أمي ، حنونة ومراعية وظريفة وضحوك ، اما الآن ، بتُ اشكُ أنني أحب أن أحدثها اصلاً ، وفي بعض الأحيان سمحت لنفسي بالظن بأني أكرهها ، إذ لم...