٤: فَيحتضِن جُثمانًا يُحييّه بِروحه.

244 29 11
                                    

"كُ..

لا أعلمُ مَا حَل فعلًا، رُبما آخر ما أذكرُه أني كُنت على مَكتبي غافِيًا. ما جَرى لأكُون على سَرير مشفى؟

جِفناي ثقيليّن جدًا لإرفعهمُ.

ونوعًا ما أنا مُرتاح هَكذا، ذاك الكَفُ الدافئ يُمسد على جَبيني.

وأنا أُدرك تمامًا أن لا أحَد يحملُ دِفئًا سِواها،
سِوى جدتيّ.

صَحيحُ كيف أمقت تواجِديّ وسط الجُدران البَيضاء، وسط تلك البرُودةٍ المُرعبه

إلىٰ وأني أتنفسُ جيدًا، لا أحملُ همًا.

حاولتُ رفع جِفنايّ ولم أفشلُ، إنه الصباح كما تَوقعتُ فتلك الإضاءة شَعرتُها

لَم أقوى تفحُص الغرفه كامِله، لكني لاحظتُ شيئًا.

تِلك لم تكن جدتيّ، كيف خَمنتُ بشكل خاطِئ؟

كان ذَاته الفَتى العَسلِيّ من قابلتهُ البارحه، كيف له أن يَحملُ دِفئًا لي؟ أن أشعُر بهِ

"إسَتيقَظت.."

رَفع يدهُ عنيّ حين رآىٰ صَحوتي، ونهض مِن مكانه ليُغلق جهاز التنفس ويُزيله عني

لم أشعر بِكل ما فعلهُ فأنا بالكَاد أحسُ ذاتي،
نِصف واعيّ كما لو أنيّ أحلُم.

الغُرفه كانت فارغه فلا غيريّ وغيرهُ
كما أن البرُوده تحتلُ المكان وداخليّ دافئ جدًا.
كُل شيء يَبدو غريبًا الآن.

إعتدلتُ قليلًا لأكون جالسًا على السريرُ لا متمددًا، بذلك أكثر راحه من سابقُه.

والعسليّ؟ لم ينطقُ شيئًا سوى قبل قليلُ
أنهى وضعهُ لكل شيء بمكانهُ وها هو أمامي يكَون.

رفعتُ رأسيّ قليلًا لهُ،

"أكان مَعي أحدُ؟"

لا يُمكن أن أكون حضرتُ وحيدًا فلا مَنطقُ بالأمر هَكذا، ولكن أين ذَهبت جِدتي؟

لا سِواها سَيهتمُ ويكون هُنا.

"جِدتك كانت هُنا لكِنها ذهبت لتجلُب شيئًا من المنزل. تُجيد أخذ أنفاسُك جيدًا الآن جُون؟"

جُون؟ حقًا؟

جِدتي لابُد أنها ثرثرت معهُ كثيرًا أثناء غِيابي وعيًا،
أتوقع ذلك منها وإلىٰ كيف لهُ أن يعرف إسميّ.

مُوسِيقىٰ البَحرٌ | tk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن