متلازمة الطرف الثالث

9 2 0
                                    

لم يُعلمني أحد عن أعراض الحب، ولم يخبرني أحد أن الحب يأتي في شكل طوفان مِن الغضب، لم أهتم للحب ولم أهتم أن أُحب، بل إنني لم أتقبل فكرة الوقوع في الحب.

ولكن أن يأتي الآن يؤذيني بأفعاله، يؤذيني نفسياً وجسدياً ثم يصرخ معللاً تصرفاته بأنه الحب، شيء لم أستطع استصاغه أبداً، رغم جهلي بالمشاعر ولكن أي حب هذا الذي يدعيه؟

ما الذي رأه مني كي يوهم نفسه بحبه لي؟ ماذا قد يحب في بشرية أشبه بالآليين؟ أحاول العثور له على سبب قد يحبني لأجله، لأنني لا أؤمن أن هنالك حب دون سبب!

بينما لا زلتُ أطالعه دون توقف نظر للجهة الآخرى مستشعراً حماقة ما نطق به.

جذبتُ المعطف أكثر حول جسدي لأشتداد عواصف الربيع، وخصل شعري تطاير بعنف، مناخ هائج أشبه بما يحدث الآن

_لماذا؟

نطقتُ ببرود أسأله عن السبب، أسأله لماذا قد يحبني؟ لماذا قد يخدع نفسه ويخدعني هكذا؟
لماذا يدّعي مثل هذا الإدعاء الثقيل؟ أيراني مثيرة للشفقة؟
هل رأى أن لا أحبة رفقتي تطمئنني أن كل شيء سيكون على ما يُرام فأعتقد أنه هكذا يقدم لي معروفاً؟

_لماذا ماذا؟ لم َّقد تسأليني هذا السؤال دون عن باقي الأسئلة؟ أكثير عليّ أن أحبكِ؟ أم ترين أنكِ لا تستحقين هذا الحب؟

نطق بدفاع تام ولازالتْ نبرة صوته هائجة تُخيفني منه
ولكنه أصاب الوتر الحساس، لقد أصاب، لماذا شخصاً مثله يحبني ولماذا أتلقى الحب منه

_إن كنتْ لا تحمل أسباب حقيقة خلف ما تفوهتْ به فدعني أرحل، الجو عاصف وأنا على وشك الإنهيار.

خطوت خطوتين قبل أن يقف بجسمانه أمامي يمنعني للمرة الثالثة عن الرحيل

_ألا يكفي أني أُحبكِ فقط؟ ألا يكفيكِ أنكِ المرأة الوحيدة التي تحركتْ عواطفى نحوها؟ ولماذا قد لا أُحبكِ؟ أعرفكِ منذ الصغر، رأيتكِ فى أسوء حالاتكِ، بل ورغبتُ فى رؤيتكِ أكثر ولم أنفر منكِ، شاهدت كل البرامج التي عملتي عليها رغم عدم ظهوركِ، كان يكفيني رؤية اسمكِ فى فريق الإعداد، فبربكِ لماذا لا أحبكِ؟

أرغب بكره نفسي الآن لأنني لم أتأثر، لم يهتز أي شيء بداخلي، سمعته كمَن يُلقي على مسامعي جريدة الصباح، لم أشأ أن أنشأ بتلك الطريقة لأقف الآن كالحقيرة أُشكك فى مشاعره

_أنا لا أصلح

كان هذا فقط ما نطقتُ به ولم أكذب، أنا لا أصلح، لم أتأثر به وهو يسكب مشاعره أمامي لتوه فلماذا سأصلح له؟

_لماذا تقررين نيابة عني؟ لقد رأيتُ فيكِ الزوجة التي أبحث عنها، حييتْ عمري بأكمله أتخيل اليوم الذي ستصبحين فيه حبيبتي!

مجدداً لم أتأثر!

_سيد أودلف لا أرغب بجرح عواطفك، أنا أمرأة غير صالحة للحب، تعجبني حياتي الخاوية هكذا، يليق بك امرأة تبادلك مشاعرك بنفس الحماس والشغف وليس أنا..ليس امرأة لم يهتز داخلها شيء أمام كل ما قلته!

الرجل الذي يرفع القبعةWhere stories live. Discover now