الفصل الخامس: بداية علاقة (عشوائي)
المذكرات ليست مجرد سجلات يومية، بل هي خزانة تحتفظ بكل تفصيل صغير من أفكارنا وأحلامنا وآلامنا، وتتيح لنا العودة إلى تلك اللحظات واسترجاعها بشكل يعيد لنا تقييم تجاربنا وأفعالنا بصورة أكثر نضجًا وفهمًا.
عبر كتابة المذكرات، نمنح أنفسنا القدرة على تسجيل تفاصيل الحياة التي قد تُنسى بمرور الوقت، ونحافظ على تلك الذكريات كأرشيف حميم يمكن أن يكون مصدر إلهام وتوجيه لنا في المستقبل، عندما نحتاج إلى استذكار من أين بدأنا وكيف وصلنا إلى حيث نحن الآن.
اسم قصتنا لا يعكس محتواها؛ هذه مذكرات كتبها عقل البطل لم تسنح له فرصة لتسجيلها على ورق.
_______
مذكرات حياتي الوهمية
مرحبا، هل دونتِ كل التفاصيل؟
لا شيء، فقط لم أحبذ فكرة عذاب وحدي. ليس من العدل أن تسمعوا حلوًا وأرى مرًا.
لستُ شريرة إلى تلك الدرجة، أليس كذلك؟ ربما...
______
"أمي، أمي، ماذا هناك؟"
صرخت إيف بقلق وهي تجري نحو والدتها.
تركت إيف جسد جيمين ليساعده الارتطام بالأرض بقسوة، ثم زحفت نحو والدتها، التي كانت ملقاة على الأرض، وجهها مغطى بالدموع ونحيبها يملأ المكان. تهاوت إيف بجانبها، تحاول تهدئتها والاطمئنان عليها، بينما كانت الدموع تنساب على خديها.
سحب جيمين هاتفه بسرعة واتصل بالإسعاف. وهو ينحني بجانب إيف، ساعدها في محاولة تهدئة والدتها. تجمعت الدموع في عينيه، بينما كان يشاهد روزيلا تتألم، مما جعله يشعر بالقلق والتعاطف، خلافًا للتصرفات الباردة التي أظهرها سابقاً.
بعد لحظات، وصلت سيارة الإسعاف وبدأ المسعفون في تقديم المساعدة لروزيل. جيمين، الذي حاول بكل قوته البقاء هادئاً، كان واضحاً عليه القلق، حتى أنه لم يتردد في سؤال الأطباء عن حالتها وحاجتها.
أثناء علاج والدتها، جلست إيف على مقعد في زاوية الغرفة، تفكر في حالة والدتها. لم يكن من السهل عليها تقبل فكرة أن أسرتها قد تكون في حالة خطيرة بسبب الضغط الذي تعاني منه، خاصة مع جيمين الذي كان يراقبها باهتمام.
بعد ساعات من الانتظار والقلق، عاد الأطباء ليخبروا إيف وجيمين بأن حالة والدتها مستقرة الآن ولكنها بحاجة إلى راحة وعلاج. حاول جيمين أن يطمئن إيف، قائلاً بجدية