P 2| عيونك حلوين

265 20 94
                                    



2013م

رندا : عشرون عام

مُريد : ثمانية عشر عام

ريم -اخت رندا وتيم الوُسطى-: خمسة عشر عام

تيم: ثلاثة عشر عام

______________________

يمكنك بلا جهد أن تدرك كيف تأثر الأخوة الثلاث بتلك البيئة الحافلة بالسموم ، في منزل لا يحوي أي مقوم من مقومات المنازل..

منزل غائبة عنه أم حَية ويقوده أب غاضب دائمًا وأبدًا !

عندما ظن أباهم أن وظيفته الوحيدة كأب هي جلب المال – ولا بأس من التوبيخ القاس ..بل والضرب العنيف للتقويم- يمكننا أن نقول بالفعل أن الثلاثة لم يربيهم أحد ..

ولكن حبس الطيور لن يجعلها زواحف أبدًا -دع داروين المخبول والتابعين له يموتون غيظًا- لذا يمكنك أن تَلحظ كيف حَلق كل شخص فيهم في المساحة الضيقة للقفص.

رندا التي حلقت بشرود نحو الله ، ورأت أن المنفذ للخلاص من البؤس هو اللجوء لله ..لم ينتهي البؤس لكنه على الأقل يحمل الآن المعنى.. إن التعلق بفكرة وجود حياة اخرى تُعوض فيها عن كل العذابات التي عانيتها في الدنيا لَفِكرة مريحة بالفعل.

استقامت تاركه مُصحفها لتفتح الباب للطارق..

ألقى مُريد السلام لترُده رندا .

-عاملين ايه؟ انتوا كويسين؟

=الحمدلله احنا بخير، عملت ايه في امتحاناتك؟

- الحمدلله عدت على خير ..ماما بتسلم عليكِ بتقولك ابقي تعالي...

=الله يسلمها،وحشتني..مشغولة خالص في الجامعة والله وكمان مسؤولية ريم وتيم..انتوا عارفين ، صح بجد ملاحظتش قد ايه أنت شايل عني مسؤولية تيم غير في الاسبوعين ال بتمتحن فيهم بجد والله مش عارفه اقولك ايه..

ابتسم وقال بصدق:

-والله تيم على قلبي زي العسل..كنت جاي عايز اخرجه ..اتفقت معاه اننا هنخرج بعد ما اخلص الثانوية العامة..

بادلته الابتسامة ودخلت الشقة لتنادي تيم..ظل ينتظر على الباب قبل ان يشعر بجسد يندفع اليه..اندفع تيم لعناقه بسرعة لم يلحظها حتى

-مُريد وحشتني!

ابتسم بوسع:

-وريني وشك طيب؟

ابتعد عنه تيم قليلًا ولكن ما زال يعانقه ،نطق مريد:

-روح ألبس وتعال عشان نخرج يلا..

=هنروح فين؟

-مُفاجأة..

* * * *

جلس تيم ملتصق بمُريد على كُرسيّ خشَبيّ في حديقة على شاطئ نهر النيل..

مَهْرَبِي الآمـنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن